الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذو الحجة
أوله الاثنين برؤية واضحة وذلك في رابع آب وحادي عشر مسري في الجزء العاشر من برج الأسد.
وفي العشر الأول منه توفي شهاب الدين أحمد (1) بن سليمان بن محمد بن سليمان بن مروان الشيباني البعلبكي روى صحيح البخاري عن ابن الشحنة وجزء أبي الجهم وله إجازة من ابن تيمية.
وفي العشر الأول ورد الطلب لابن الطبلاوي إلى مصر وكان السلطان قد نفاه إلى القدس فلما مات السلطان قدم إلى دمشق قيل بإذن النائب أو طلبه فلما كان هذا الوقت أرسل خلفه إلى القدس فقال نائبها هو بالشام توجه مع مملوك النائب فجاء الطلب خلفه إلى دمشق فأظهر النائب أنه لا تعلق له به فدخل ابن الطبلاوي إلى الجامع مستجيراً ولزم الجامع خائفاً من العقوبة وكان السلطان هو الذي أنشأ هذا لأن له يد أيام اختفاء السلطان فقربه وولاه ولاية البلد مكان ابن الكوراني ومكنه وتسلط على أعدائه بالعقوبات والقتل ثم رفعه وصيره حاجباً وقربه وكان من خواصه وصار هو المشار إليه بحيث أنه كان بمنزلة الدوادار ثم قبض عليه وصادره وعاقبه ثم نفاه وقبل ذلك طلب أيضاً شاد الدواوين الذي جاء من أشهر لاستخلاص أموال السلطان ثم توجه إلى حلب وغيرها ثم قدم بعد موت السلطان إلى دمشق فأرسلوا في طلبه فساعده النائب ورد الطالب.
(1) إنباء الغمر 4/ 40، الضوء اللامع 1/ 309، شذرات الذهب 9/ 13.
ويوم العيد صلى النائب بالمصلى على العادة وركب بعد الصلاة في أبهة هائلة ما ركب مثلها، ويومئذ خطبت أنا بالجامع.
ويوم الجمعة ثاني عشره قبل العصر نقلت الشمس إلى برج السنبلة وحصل هواء شديد وقبل ليلة الخميس ويومه.
ويوم السبت ثالث عشره عيد الجوز.
ويوم هذا السبت عمل النائب مأدبة عظيمة إعذاراً لختن ولده الأمير أحمد بالميدان عند القصر، نصب هناك خاماً كبيراً جداً وطبخت هناك أطعمه كثيرة مفتخرة ومد سماطاً (1) عظيماً من داخل الخيمة وكانت منصوبة مقابل المدرسة الأسدية إلى قريب من باب الميدان الأوسط وصفوا فيه الخوانجات (2) بحالها صفين في بعض المواضع ثم أذن للناس أجمعين في الأكل وامتلأ الميدان من العوام رجالاً ونساءً وخطفوا ما في السماط جميعه بأوانيه وتكسر غالبها وكان يوماً مشهوداً هذا والأغاني تضرب وتغني، وعمل أحد عشر حوضاً كباراً وملئت ماءً ثم أُلقي فيها أباليح السكر بضعة عشر قفصاً وأُسقي الناس على العموم ثم غلبوا عليها وازدحموا حتى قلبت وتغير ما فيها وتبدد الباقي.
وعلى الجملة فما رؤي مثل هذا اليوم بالشام، ثم أمر النائب بثمانية من الخيل بالسرج المذهبة والكنابيش (3) المزركشة فأركبت لمن حضر من الأمراء الكبار ثم دعي بالمختون فجاء إلى الخيمة فلما خرج الأمراء وركب والده وركب بعده والأغاني تزفه فلما بلغ دار السعادة ختن.
وفيه توفي الشيخ ناصر الدين محمد (4) بن محمد بن محمد الرملي الكاتب المجود.
(1) السماط - كساء يمد على الأرض ويوضع عليه اطباق الطعام.
(2)
الخوانجات - الآنية الكبيرة.
(3)
الكنابيش ومفردها كنبوش - وهو طرف الرحل للدابة وكان يزخرف بالذهب.
(4)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 60، إنباء الغمر 4/ 89، الضوء اللامع 10/ 15 (39).
وليلة الاثنين نصفه وصل الخبر بتولية القاضي شمس الدين ابن الأخنائي القضاء وما معه من الوظائف على عادته وانفصل عنه القاضي أصيل الدين بعد ما باشره شهرين ونصفاً وكانت مدة ولايته ثلاثة أشهر وأيام.
ويوم الاثنين من الغد وصل التوقيع مع مملوك النائب سونج بغا وكان توجه في أمور مرافقاً لنائب القلعة وأخّر لبس الخلعة إلى يوم الخميس.
ويوم هذا الاثنين وصل نائب القلعة جاني بيه الذي كان جاء على نيابتها فلم يمكن ورد إلى القاهرة ليستحلف للنائب الأمراء ويستوثق له منهم وصحبته مملوكه سونج بغا ووصل خاصكي معه خلعة للنائب فخرج فتلقاه ولبس الخلعة ثم نزعها بدار السعادة وخلعها على المتسقر وأنزل نائب القلعة بقاعة الدوادار داخل باب النصر كما أنزل أولاً هذا وقد ورد بإجابة النائب إلى ما طلب، ثم إن النائب رجع مملوكه سونج بغا إلى القاهرة مرة أخرى مرافقاً لمتسفر نائب القلعة حين رجع بخفي حنين.
ويوم الثلاثاء سادس عشره وصل القاضي برهان الدين التاذلي من القاهرة متولياً القضاء وقد سبقه توقيعه فسلم على النائب ثم نزل بداره قاعة ابن عصفور، وكانت غيبته عن دمشق سبعة أشهر ونصف تقريباً.
ويوم الأربعاء سابع عشره رسم على ابن القفصي المعزول عن قضاء المالكية بالعذراوية من جهة النائب وذلك أنه اجتمع بالنائب وشكى عزله وضرره واسترسل في الكلام على عادة هذره إلى أن قال "أنا أروح إلى ملك ابن عثمان" فأغضب النائب وأقامه فذهب إلى بستانه بالمنيحة (1)، ثم قيل للنائب: هذا يقول مثل هذا الكلام بحضورك ويذهب فطلب بالنقباء ورسم عليه فأقام أسبوعاً ثم أطلق.
ويوم الخميس ثامن عشره خلع على القاضيين وقرئ تقليدهما في المقصورة وحضرنا ذلك وحضر بقية القضاة وحاجبان وجماعة وتاريخ توقيع المالكي مستهل ذي القعدة فمدة ولاية ابن القفصي في هذه النوبة العاشرة
(1) المنيحة - قال ياقوت -من قرى غوطة دمشق- معجم البلدان 5/ 251 (11661).
سنة وخمسة أشهر، والشافعي مستهل ذي الحجة فمدة ولاية الأصيل ثلاثة أشهر وأسبوع ومدة مباشرته شهران ونصف شهر كان معزولاً فيه.
فلما فرغوا صلوا على جنازة عند باب الزيارة وهي جنازة علاء (1) الدين علي بن سالم الرمثاوي ويقال له البهنسي نسبة إلى البهنسي ناظر الجامع وكان أحد شهود المراكز ومرض مدة طويلة بالاستسقاء وخلف ولداً اسمه أبو بكر.
واتفقت أنا وابن الحسباني على ترك النيابة في الحكم فبلغني أن القاضي استناب لولد القاضي شهاب الدين الزهري وحكم يومئذ وحضر القاضي الخانقاه من الغد يوم الجمعة على العادة وبعث القاضي خلفي وكنت في أُهبة السفر إلى الذريح فاعتذرت بذلك فأُخر أمر الاستنابة إلى حين رجوعي فلما رجعت استناب تتمة أربعة وباشر ابن الحسباني يوم الجمعة بعد الصلاة، وكذلك ولي يومئذ الملكاوي أيضاً.
ويوم السبت العشرين منه قبل العصر بنحو ساعة توجهت مسافراً إلى قرية الذرع لقسمها من الصالحية بالقرب من حمام النحاس فوصلتها لمضي نحو ثلاث ساعات قبل الغروب بنحو ساعة تقريباً وكان معي أخي والعامل علي بن محمد الحسيني والمبارك مجد الدين الناعوري وابنه ثم جاءنا أخواه القاضي الأمين وزين الدين رمضان فأقمنا بهما أعني القريتين نحو أربعة أيام ورجعنا عند العصر فوصلت بيتي بين المغرب والعشاء إلى الأسدية.
ويوم هذا السبت وصل سودون الطيار وبيده مرسوم السلطان بالتجريدة (2) إلى نحو ابن عثمان فإنه اشتهر أن جماعة من طائفته دخلوا بلاد الشام خلف التركمان، وقيل أنهم يحاصرون ملطية واشتهر أنهم لم يؤذوا أحداً من العامة وإنما هم معهم في أمن وخير، وقرئ هذا المرسوم من الغد وحضره القضاة والأمراء ونودي بالبلد بمرسوم النائب عن أمر السلطان
(1) * * * *
(2)
التجريدة - حملة مجهزة للقتال بأمر السلطان ومهمة محددة.
وكان النائب أرسل إلى قلعة الصبيبة ليخرج المسجونين بها وهم الأمراء الثلاثة اللكاش والجنبغا الخزندار وخُصَر بضم الخاء وفتح الصاد ثم قيل أنه أرسل في أثر الرسول ليرده إن أدركه قبل إخراجهم فوصل إلى بيت حنا فوجدهم جايين.
ووصل مع الطيار نسخة بوصية السلطان، وفيها أن النائب أحد الأوصياء النظار، وفيها وصايا بذهب كثير جداً وأوصى فيها بمائة ألف يحج بها عنه عشرة أنفس منهم واحد عينه بخمسة عشر ألفاً والباقي يقسم بين تسعة.
ويوم الاثنين ثاني عشريه وصل الأمراء الثلاثة من قلعة الصبيبة بمرسوم النائب فدخلوا دار السعادة.
ويومئذ عزل النائب دواداره سودون قيل أنه اتهمه بممالأة المصريين لما توجه إلى هناك.
ثم توجه الطيار إلى حلب مظهراً أنه يقصد إعلام جيش حلب بذلك فظهر أنه أراد أمراً آخر وأن معه ذهب ينفقه على عسكر حلب لأجل نائب الشام.
ويوم الجمعة سادس عشريه نيروز مصر أول توت وذلك بعد تمام الستة أيام المسترقة وبعد مسري لأنها سنة كبيس وهو أول سنة ألف ومائة وستة عشر سنة.
ويوم الاثنين تاسع عشريه أول أيلول.
وليلة السبت سابع عشريه توفي الشيخ بدر الدين محمد (1) بن جمال الدين محمد بن ..... طوق الطواويسي بمنزله بالخانقاه الطواويس ودفن عند ارتفاع النهار بالصوفية وكان مباشراً ديوان الأسرى والأسوار وهو مشهور
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 60، إنباء الغمر 4/ 89، الضوء اللامع 9/ 5 (21)، شذرات الذهب 9/ 24.
بالكفاءة وحسن المباشرة، وكان السيد المحدث شمس الدين الحسيني زوج أخته فأسمعه واستجاز له.
ويومئذ توفي الشيخ شهاب الدين أحمد (1) بن محمد بن أبي بكر بن السلار ابن أخي الشيخ ناصر الدين إبراهيم وكان ناظراً على وقف جدهم حضر على ابن الشحنة جزء أبي الجهم وأجازه أيوب الكحال والقاضي شرف الدين الحافظ، مولده سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة.
ويوم الأحد ثامن عشريه توفي جمال الدين عبد الله (2) بن ..... الساعاتي الوراق وكان أقدم مؤذن بقي في الجامع كان يؤذن من قبل الأربعين وسبعمئة وكان هو وأبوه إليهم إدارة الساعات التي على باب الجامع.
وفيه توفي أمين الدين محمد (3) بن علي بن عطاء، كان سكن تربة الحموي عند الصالحية وإليه النظر على وقف جده الصاحب شهاب الدين أحمد بن تقي الدين أحمد ويشهد بمركز حكر السماق ويسجل على القضاة، ودرس في وقت بالمدرسة الأسدية نزل له عنها في جمادى الأولى سنة (78) الشيخ صدر الدين منصور حين زوّجه ابنته.
وفيها توفي الشيخ نسيم الدين محمد (4) بن محمد بن مسعود الكازروني الشافعي نزيل مكة، وكان يذكر أنه نسل الشيخ أبي علي الدقاق وأن المزي الحافظ أجاز له، وأن مولده سنة خمس وثلاثين وسبعمئة وكان من أهل العلم والدين عارفاً بالتصوف بارعاً على ما قيل في العقليات، وكان جاور بمكة نحو عشر سنين وكان يتردد إلى المدينة ماشياً، وضبط الطريق
(1) إنباء الغمر 4/ 44، الضوء اللامع 2/ 105، شذرات الذهب 9/ 15.
(2)
إنباء الغمر 4/ 64، الضوء اللامع 5/ 70 (254).
(3)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 58، إنباء الغمر 4/ 86، الضوء اللامع 8/ 196 (514)، شذرات الذهب 9/ 23.
(4)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 57، إنباء الغمر 4/ 84 الضوء اللامع 10/ 22 (64)، بغية الوعاة 1/ 113 (187) شذرات الذهب 9/ 23.
بالأميال والخطى وسهل طريق حرة المدينة وكثيراً من المتوعر بجبل حراء واختط فيه مسجداً ثم توجه إلى بلاده وقصد العود فمات في الطريق.
فمن توفي في هذه السنة
بنت الزهري زوجة شرف الدين بن رجب - المحدث زين الدين عمر البالسي المؤذن شهاب الدين بن زريق الحنبلي - علاء الدين بن غدير المعروف بابن القواس - تقي الدين أبو بكر بن بدر الدين العلائي - الشيخ العلامة برهان الدين ابن الأبناسي المصري - الشيخ موسى الكتاني المالكي - شهاب الدين الفيومي خادم أبي مسلم الخولاني - جمال الدين أبو السعود ابن ظهيرة - المسند جمال الدين الكناني الصالحي - بدر الدين ابن عبيدان - المعدل شمس الدين بن الصماني - جمال الدين يوسف الصالحي المؤذن - علاء الدين بن فطيس التاجر - جمال الدين النابلسي مفتي طرابلس - خطيبها محمود وقاضيها المالكي وجماعة - شهاب الدين بن العلائي - ناصر الدين بن صلاح الدين بن تنكز - شمس الدين بن الصالحي الطواويسي - عبد الرحيم بن شهاب الدين بن قاضي الكرك - الشيخ الخير أبو بكر الكفرسوسي - ابن غانم قاضي نابلس - الشيخ محمد القونوي الصوفي الشيخة ملكة بنت أبي عمر - قاضي القضاة برهان الدين الحنبلي - زين الدين عبد القادر بن شجرة - ابن ...... المعروف بابن شيخ ..... - القاضي شهاب الدين أبي البقاء - الشهاب المنوفىِ إمام الصالحية - عز الدين حمزة شاهد الجرايد - شيخ العربية الشيخ شمس الدين ابن الغماري - شمس الدين ابن السراج.
الأمراء الأعيان إيتمش وجلبان ويعقوب وأرغون شاه وفارس وابن يلبغا وطيفور وتينبك ويونس الرماح وغيرهم.
الشيخ نجم الدين ..... - شاهين الطواشي ..... - علم الدين ابن أبي السقا المدني - بهاء الدين ابن طليس - الشيخ محمد الصوفي بخانقاه عمر شاه - المدرّس علاء الدين بن جماعة الحموي - الشريف اللحفي ابن بواب باب شرقي - شمس الدين بان عطاء الحنفي - ناصر الدين بن خطيب المشهد - عماد الدين بن بشارة الأعرج - الشيخ المعدل كمال الدين ابن عبد الحق - زين الدين بن ..... - الأمير جمال الدين الهدباني - أم السلطان الملك الناصر.