الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعبان
أوله الجمعة وكان عاليًا نيرًا إلا أنه حال دونه غيم فرؤي من تحته وخلاله وكنت بالمنارة ولم أره، وجاءت الأخبار بأنه كان بالديار المصرية طاعون أكثره في الصغار وأن العدد وصل إلى مائة ثم أخذ في التناقص.
ويوم الخميس سابعه قدم النائب من المرج بعدما أقام به شهرًا.
ويوم الجمعة ثامنه أول النهار وصل سالم ابن مشد الدواوين بالقاهرة الأمير فرج على البريد ومعه مكاتبة السلطان إلى النائب فأرسل خلف الوزير فأودع سجن القلعة، وقيل أنه قيد وكان الوزير لما كان فرج هنا وجاء من حلب قبل شهر رجب لم يجيء إليه ولم يسلم عليه وأظهر حماقة، وكان قد فتح أبوابًا من المظالم والناس يذمونه، ثم ضرب الوزير يوم الأربعاء ثالث عشره وعصر.
ويوم الثلاثاء ثاني عشره أول حزيران.
ويوم الخميس رابع عشره أحضر قاضي حماة الممالكي ابن المحوجب بين يدي النائب وكان قد أرسل خلفه بمرسوم السلطان وادّعى بالقتل لتلك المرأة وأُحضر ابنه، فأرسل ابنه ليعاقب ويقرر بحضرة أبيه، وذكروا أن شخصًا أقر عليه فإنا لله وإنا إليه راجعون وقد قدمنا قضيته وأن الوالي سكن بداره بعد سفره فحفر فوجد امرأة مقتولة وكانت امرأته، قد أظهر أنها ماتت وأن الجارية أخذت القماش وهربت ويقال: بل قتلت وأخذ القماش ونسب ذلك إلى الجارية.
ويوم الاثنين حادي عشره لبس قاضي القضاة صدر الدين المناوي لقضاء القضاة بالديار المصرية وعزل قاضي القضاة بدر الدين ابن أبي البقاء وجاءت الأخبار بذلك، ووقفت على كتاب القاضي الحنفي به.
ويوم الاثنين ثامن عشره وصل القاضي شمس الدين الجزري إلى دمشق وكان بالقاهرة ثم بالقدس، جاء لمحاسبة قطلوبك وقد سبقه إلى دمشق.
ويوم الأربعاء العشرين منه درس تقي الدين أبو بكر بن الشيخ شهاب الدين بن شيخنا شيخ الشافعية ابن قاضي شهبة بالمدرسة الطبرية إلى جانب الخانقاه التجيبية بالقرب من باب البريد وكانت لأبيه وجده وأذن له في مباشرة الإعادات التي بيده وكان ينوبه فيها ابن مكتوم وهو زوج ابنته فلما كبر واشتغل استقل بمباشرة إعادة العذراوية والمجاهدية في أيام الدروس في حياته وكان ينوبه في الباقي، فلما توفي سعي في مباشرة الإعادة بالظاهرية والأمينية وربما وليها غيره، بالأمينية ابن قوام والظاهرية اللوبياني فساعده قاضي القضاة سري الدين لما قدم من القدس في المباشرة بنفسه فباشر أولًا تدريس الطبرية ثم درس بالأمينية وحضر عنده بالطبرية قاضي القضاة علاء الدين والقاضي المالكي والحنبلي وحضرت وجماعة ثم حضر بالأمينية المالكي وكاتبه وحضر معه قاضي القضاة سري الدين في الجميع وكان الدرس في الكلام على آية الصيام، وقرأ خطبة حسنة وأدّى الدرس أداء حسنًا وكانت الخطبة من إنشاء الشريف شمس الدين قريبه.
ويوم الخميس الحادي والعشرين منه عمل زفة عظيمة لم ير مثلها من سنين قديمة للأمير يلبغا الأشقتمري الظاهري أحد مقدمي الألوف وكان العرس بمنزله بدار ابن قراسنقر وكانت ما بين حمام بيدمر عند المصلى إلى باب الفراديس إلى منزله والزوجة بنت شمس الدين ابن مشكور ناظر الجيش، قيل ما رؤي بعد زفة ابن سندمر نائب الشام مثلها، وكانت تلك في سنة ستين ورأيتها وأما هذه فلم أرها.
ويوم الجمعة بعد الصلاة عقد مجلس بحضور القضاة عند النائب
بسبب منازعات ابن الجزري وقطلوبك من جماعة إيتمش، كان ابن الجزري يتولى أموره ويتوكل له ويتصرف في أمواله من مدة فجرت بينهما بالقاهرة محاسبات ومقاولات، وادّعى قطلوبك بأن له عند ابن الجزري مالًا كثيرًا، فكان ابن الجزري أحال الأمر على الشام فقدما، سبق ابن الجزري وجاء إلى القدس ثم جاء قطلوبك وسبق إلى دمشق، وأرسل خلف ابن الجزري فقدم فوقفا للنائب يوم الخميس، فقال ابن الجزري: ارفعنا إلى الشرع فأذن في ذلك وأرسل إلى القضاة أن يحضروا من الغد ورسم على ابن الجزري بالعذراوية إلى الغد، فعقد المجلس بعد الصلاة عند النائب وحضر القضاة ووقفا يتنازعان إلى العصر، وادعى عليه قطلوبك بأشياء ولم ينفصل أمر.
ويومئذ باشر ولد ابن الجزري خطابة جامع العقيبة، جاء معه توقيع عوضًا عن ابن الحسباني قبل أن يعلّم له القاضي على التوقيع، فسعى ابن الحسباني في إيقاف أمره فرسم النائب أن يعقد لهما مجلس.
فلما كانت الجمعة الثانية منع قاضي القضاة ابن الجزري من المباشرة وبعث إلى الجامع الرسل بعدما قام الحاجب مع ابن الجزري، وكاد يقع بين الحاجب والقاضي، وفي الآخر باشر النائب إلى أن اتفقا.
ويوم السبت ثالث عشريه توجه القاضي سري الدين إلى القدس، واشتهر عقيب سفره ولايته القضاء وأنه كتب إليه في ذلك، وتوجد فيه خطابة القدس للقاضي علاء الدين ويعوض بخطابة دمشق.
ويوم الاثنين خامس عشريه باشر شمس الدين بن الحسباني رياسة المؤذنين بالجامع عن ابن الحلواني قام عليه المؤذنون وأخذ خطوطهم أنهم لا يريدونه وكتب له القاضي والناظر وحضرت أنا وابن عمه القاضي شهاب الدين عنده بالرواق الشمالي بالقرب من باب مأذنة العروس أذان الظهر كذلك، ثم انتزعها منه ابن الحلواني أيامًا ثم أخذ ابن الحسباني بها توقيعًا من النائب ثم اصطلحا في شهر رمضان في أن يكون الرئيس ابن الحسباني يتكلم بين المؤذنين وأن يتناوبا البداءة بالأذان.
ويوم الخميس ثامن عشريه عُقد عقد الأمير محمد بن الأمير إبراهيم