الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوال
أوله الأحد ثاني الجوزاء خاص عشر أيار، وعيّد تمرلنك دون ماردين ووصل أمير أرسله تمرلنك من أثناء الطريق إلى بغداد في طلب مال كان أميرها أرسل يستدعي من يتسلمه فلما وصل في طائفة قليلة دون الخمسة آلاف طمعوا فيهم فقاتلوهم وصاروا في الليل ينهبون ويقتلون فأرسل الأمير يطلب نجده فوصل العسكر في آخر الشهر.
ويوم الخميس خامسه توجهنا من القدس قاصدين دمشق فوصلنا نابلس آخر نهار الجمعة فأقمنا بها إلى بعد العصر من يوم الثلاثاء عاشره ثم توجهنا فوصلنا دمشق يوم الثلاثاء سابع عشره.
ويوم هذا الخميس خامسه وصل نائب الشام إلى دمشق وما معه من العسكر بعدما عيّد بالغور.
ويومئذ توفي المقرئ شمس (1) الدين محمد بن ..... البصروي بها وكان توجه بعد الحريق إليها وكان جمع القراءات على محمد بن العجمي ويباشر ..... ويقرئ بمكتب ابن ..... ولا بأس به وأظنه جاوز الخمسين.
ويوم الاثنين ثامنه وقع اختلاف بين الجراكسة بمصر وركب بعضهم
(1) * * * *
على بعض فانحاز الأمير نوروز وسودون طاز وأمير يقال له جكم وهو الذي بدأ بذلك وطائفة فرقه ومعهم العامة ويشبك وطائفة ولم يقع قتال ثم أن يشبك هرب فنزل بيته فقصدوه فاختفى وهرب فوجد بعد ثلاثة أيام فقبض عليه وعلى أقباي الكركي وقطلوبغا الكركي وأرسلوا إلى سجن الإسكندرية.
..... القاضي تقي (1) الدين محمد بن الشيخ شمس الدين محمد ابن الخباز الحنفي عن (55) سنة وكان لما انفصل أمر تمرلنك عن البلد قدم عقب خروجه فجعل يشتري الذهب والمتاع رخيصًا لأنه كان خرج بمال له إلى اللجاه وحصّل شيئًا كثيرًا ومكسبًا جزيلًا فلم ينشب إلى أن مات وخلف تركة جمة تبدد شملها وورث بيت المال بعض التركة، وكان قد قرأ القرآن وهو ابن ثمان سنين واشتغل شافعيًا فلما مات أبوه رجع إلى مذهب أخواله ولم ينجب (*).
ويوم الثلاثاء عاشره توفي (2) زين الدين عمر بن براق، وكان بلغنا وفاته بالقدس في رمضان فلم تصح وكان ممن أُوذي في نفسه وعوقب في بدنه على ترافته وأُصيب في أهله وولده وماله فصبر واحتسب ثم عرض له يوم العيد مرض كانت منه وفاته ودفن عند قبر والده بالصوفية في لحد حدد بوصية منه ولم يدفن في ..... ومات عن ثلاث وخمسين سنة إلا ثلاثهَ أشهر فإن مولده يوم عاشوراء سنة إحدى وخمسين حفظت أنا وإياه القرآن سنة ستين على شيخنا ابن حنش وجوده تجويدًا جيدًا وكان مستمرًا في حفظه ويفهم في العلم فهمًا جيدًا ويسأل أسئلة حسنة وهو حنبلي المذهب على طريقة أهل بيته من أصحاب ابن تيمية، وكان له ملك وإقطاع يكفيه
(1) * * * *
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 229، إنباء الغمر 4/ 308 الضوء اللامع 6/ 75 (252)، شذرات الذهب 9/ 53.
(*) جاء في حاشية الورقة (125 ب): ولي وكالة بيت المال في سنة تسعين وعزل في ربيع الأول أو الآخر سنة (91) وولي الحسبة وناب للحنفي ابن ..... والقدسي وابن الكشك وله ذكر في جمادى الآخرة سنة (88) وولي قضاء الركب الشامي سنة تسع وتسعين.
وعياله إلى أن قدر الله تعالى ما قدر رحمه الله تعالى وبرهان (1) الدين إبراهيم البلوقسي أحد الشافعية الأخيار يسكن بدار الحديث الأشرفية.
ويوم الخميس ثاني عشره أول بونة ويوم الأربعاء ثامن عشره أول حزيران.
ويوم الخميس تاسع عشره توفي شمس (2) الدين محمد بن الظهير بن إبراهيم ..... الجزري سمع من ابن الخباز ورأيت حضوره عليه سنة (53) المجلد الأول وهو النصف من صحيح مسلم وجماعة من أصحاب ابن السنجاري بطلبه.
وممن توفي في العشر (3) الأوسط شرف الدين شعبان بن علي بن إبراهيم الحنفي وكان مدرّس العزية.
ويوم السبت حادي عشريه توفي زين (4) الدين عمر بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الغالب.
ويوم الاثنين ثالث عشريه طار على دمشق جراد كثير جداً كاد يسد عين الشمس وكان له مدة يحوم حول البلد وأفسد كثيرًا من ضواحيها وهو زاحف غير طائر فلم كان اليوم المذكور طار منه شيء كثير وكذلك من الغد وبعد الغد إلى بعد الصلاة من يوم الجمعة فطار وساد الآفاق فجاءت ريح فذهبت به من الغوطة وكان قد جاء في أوائل شعبان رجل منه عند خروج تمرلنك من الشام وحصل النفع به للناس فإنهم أكلوه من وجه الجوع فكأنه غرس في ذلك الوقت وذهب فلما كان في هذا الشهر دب فرخه وطار وكان
(1) * * * *
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 233، إنباء الغمر 4/ 319، الضوء اللامع 6/ 276، بهجة الناظرين 40 شذرات الذهب 9/ 59. وهو محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي الجزري الدمشقي ابن الظهير.
(3)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 214، إنباء الغمر 4/ 280، الضوء اللامع 3/ 300 (1158)، شذرات الذهب 9/ 48 ذيل تذكرة الحفاظ 5/ 190.
(4)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 231، إنباء العمر 4/ 312 الضوء اللامع 6/ 136 (418).
الجراد في شهر ربيع الآخر وأول جمادى قد جاء إلى الغور وغرس هناك فلما كبر أفسد ما بالغور من زرع ثم دب في شعبان ورمضان فأفسد أشجار الصلت وعجلون ولم يترك بهما ولا بالبلقاء خضراء من كرم ولا غيره ورأيناه في رمضان بين القدس والخليل وبيت لحم وقد دبّ وقصد شجر الزيتون ثم كبر ووصل إلى القدس، ولما كنا بنابلس جاء بها في نحو عاشر شوال زاحفًا وطائرًا فأكل ورق الشجر ولقد رأيته ينزل على الشجرة فتصير جرداء من فورها ويسقط الورق فيأكله ما تحته من الزاحف ثم قدمنا دمشق فلم نمر بأرض من الغور وحوران إلا والجراد الزاحف قد عمّ المسالك وسد الطريق إلى أن وصلنا إلى دمشق فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكذلك بلغنا أنه كذلك في السواحل وغربي دمشق فعمّ الشام جميعها.
ويوم الأربعاء خامس عشريه وصل الخبر بوقوع اختلاف بين المصريين وأن القضية أسفرت عن القبض على الدوادار الأمير يشبك وكان هو المشار إليه والمتصرف في الأمور وأرسل إلى سجن الإسكندرية وقبض أيضًا على جماعة من الأمراء من أعيانهم جركس المصارع الدوادار وأقباي وقطلوبغا الكركي وأن الدوادار صار جكم ونوروز الحافظي مستمر على حاله أميرًا كبيرًا وكذلك ابن غراب مستمر وخلع عليه.
وفيه غرق قاضي القضاة صدر الدين المناوي (1) بنهر الزاب بعد أن جاوزوا الموصل، وكان مأسورًا مع بعض أمراء تمرلنك فخاض النهر لكثرة الازدحام على قنطرة هناك فنجا الأسرى وغرق القاضي، وكان سنه إحدى وستين سنة ونحو شهر لأن مولده في ثامن رمضان سنة اثنين وأربعين، أُسر لما هرب من دمشق حين هرب السلطان في أواخر جمادى الأول فأدركوه بالطريق وصار مأسورًا معهم إلى أن توفي، وكان رحمه الله شديد الحذر من الغرق، كان لا يركب في النيل إلا نادرًا خوفًا من الغرق حتى كانت له ..... في الروضة ولا يأتيها أيام الزيادة وإنما يقصدها حين ينشف الماء.
(1) إنباء الغمر 4/ 315، بهجة الناظرين 40، الضوء اللامع 6/ 249 (867)، شذرات الذهب 9/ 55. وهو محمد بن إبراهيم بن إسحاق السلمي المناوي.
فصل الصيف ويوم الاثنين عند الزوال نقلت الشمس إلى برج السرطان وذلك في ثالث عشر حزيران.
ويومئذ وصل سودون الظريف أحد أمراء حلب الذي كان نائب الكرك هاربًا من أسر تمرلنك هرب منه من ماردين فوصل إلى صاحبها فأكرمه وأرسله.