الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر رجب
أوله الأربعاء حادي عشري آذار وخامس عشرين برمهات في أوائل الجزء التاسع من الحمل وكان الهلال ليلة الأربعاء ممكن الرؤية لأنه على بعد تسع درج ومكث نحو عشره ونوره ثلثا أصبع ولكن كانت السماء مغيمة منذ يومين غيمًا متصلًا ووقع مطر يسير قبل المغرب، ثم شهد عندي يوم السبت حادي عشره برؤيته يوم الأربعاء وأن الغيم انكشف فرؤي عند مقابر الصوفية.
ويوم الخميس ثانيه لبس القاضي المالكي علم الدين ابن القفصي خلعة القضاء وقرئ تقليده بالجامع على العادة، وأخروا موسم الحلاوة الرغايب إلى الخميس الآخر.
ويومئذ بلغني أن محيي الدين بن القاضي نجم الدين حكم نيابة عن القاضي تقي الدين الحنفي.
ويومئذ نودي بدمشق بأمر قاضي القضاة والمحتسب بأن أهل الذمة لا يدخلون الحمام إلا وفي أعناقهم أجراص ويركبون عرضًا.
ويوم الأحد خامسه حكم الشيخ إسماعيل بالصمصامية نيابة عن المالكي على عادته الأولى.
ويوم الثلاثاء سابعه أثبتوا عندي محضر بما يحتاج إليه لبناء قبة النسر من آلات وأجور ونقض الآلات العتيقة وقدروالذلك خمسة وثمانين ألفًا، والتزم ناظر الجامع الجديد ابن العلائي ببنائها من مال نفسه ثم نكث وأرسلوا يشاورون النائب في ذلك.
وفي هذه الأيام وردت رسل ابن قرمان إلى السلطان بهدية ونزلوا القصر الأبلق.
ويوم الأربعاء ثامنه أول برمودة.
ويوم الاثنين ثالث عشره أول نيسان وليلة الثلاثاء ثاني نيسان وقع مطر جيد وفيه رعد كثير عظيم وبعد فجر الغد.
ويوم الأحد ثاني عشره ضحى النهار توفي الشيخ الخير زين الدين (1) عبد الرحمن بن أحمد ابن النجيب أبي المرهف المقدافى ابن العفيف أبي القاسم هبة الله ابن الممَداد بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله القيسي الصقلي الأصل الدمشقي بمنزل ابنته بدمشق بدرب الوزير، وصلي عليه بعد صلاة الظهر بالجامع الأموي، مولده سنة عشرين وسبعمئة فيما بلغني، وكان مقيمًا بتلتيثا وهو رجل جيد.
روى عن ابن الشحنة وأيوب الكحال وغيرهما وحذث، وجده المقداد نجيب الدين من شيوخ المزي والبرزالي، وسمع منه أيضًا ابن أخيه ..... والشيخ علي الموصلي والشرف يعقوب ابن الصابوني وشمس الدين ابن الفخر الحنبلي، وكان روى عن الحافظ أبي الفتوح بن الحصري سمع منه بمكة موطأ يحيى بن يحيى وسمع بمكة أيضًا من ابن الجلال البنا جامع الترمذي وسمع ببغداد من ابن الأخضر وابن منيب وجماعة.
وكان أحد التجار الأخيار المعدلين بدمشق، مات وله إحدى وثمانون سنة تقريبًا سنة احدى وثمانين وستمئة ودفن بسفح قاسيون.
ويوم الاثنين ثالث عشره توفي قاضي القضاة علاء الدين علي (2) بن القاضي صلاح الدين محمد بن الإمام شرف الدين محمد بن الشيخ العلامة زين الدين ابن المنجا بن محمد بن عثمان التنوخي الحنبلي بمنزله بالصالحية
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 676، إنباء الغمر 3/ 407، شذرات الذهب 8/ 622.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 678، إنباء الغمر 3/ 407، الذيل على دول الإسلام 396، شذرات الذهب 8/ 622، السحب الوابلة 311.
غربي الناصرية أول النهار مطعونًا، انقطع ستة أيام وصُلّي عليه بعد صلاة الظهر بجامع الأفرم، تقدم في الصلاة عليه الشيخ علي ابن أيوب بوصية منه ودفن بداره عند الباب وشيّعه جماعة كثيرون بسفح قاسيون، وقد كمل خمسين سنة إلا شهرًا ويومين، فإنه قال لي أن مولده في سنة خمسين بعد وفاة عمه بسبعة أيام، وكانت وفاته في ثاني شعبان فيكون مولده في نصف شعبان.
نشأ في صيانة وديانة وقرأ واشتغل وسمع شيئًا من الحديث، ولما توفي والده وله نحو عشرين سنة ولي بعده تدريس المسمارية وغيرها من الوظائف واستنابه بعده ابن قاضي الجبل في الحكم إلى أن توفي فانجمع في بيته إلى أن توفي ابن التقي فولي بعده القضاء في شوال سنة ثمان وثمانين ثم عزل أربع مرات (*) ومات معزولًا.
وقد درس بالحنبلية وغيرها وكان رئيسًا نبيلًا لم يبق بالحنابلة أنبل منه وخلف ولدًا نزل له عن وظائفه وجعل أخاه نائبه وأمضى ذلك القاضي الحنبلي فيما سوى تدريس نصف الجوزية الذي كان انتزعه منه عن قريب.
ويوم الثلاثاء رابع عشره وهو ثاني نيسان وقع بعد العصر مطر غزير كأفواه القرب ومعه بَرَد كبار جدًا قدره دون بيض الدجاج وفوق بيض الحمام وهو على شكل البيض وبعضه مدور وبعضه مبسط، وأخبرني بعضهم أنه رأى فيه شيئًا بقدر بيض الدجاج وأنه وزن واحدة فبلغت سبعة دراهم إلا ربع، وأخبرني حسن بن عبد الرحمن المالكي أنه وزن واحدة فبلغت سبعة وعشرين درهمًا، وحدثت عن آخر أنه وزن بردة على هذا المقدار فكانت نيفًا وثلاثين درهمًا، وأما أنا فوزنت واحدة بعد ما ذاب منها شيء وهي بمقدار ما ذكروه وكانت وزن أربعة دراهم، وبعضه كان خفيفًا وبعضه كان
(*) جاء في حاشية الورقة (67 أ): عزل في جمادى الآخر سنة (93) بأمر عبد القادر ثم عاد في ذي الحجة سنة (93) وعزل في ربيع الآخر سنة (96) وأعيد في المحرم سنة (97) وعزل في آخر السنة وأعيد في رجب (98) وعزل في صفر (99).
ثقيلًا، وكنت حينئذ بالمرج القبلي ..... وكانت ساعة عجيبة يظن الإنسان أنه رجم بالحجارة وفسد بعض المشمش، وأخذ هذا المطر والبرد من الجبال حجارة وحصى وتراب فرمى بها في الأنهار فانطمر بعضها وانكسر البعض فانقطعت بسبب ذلك المياه من خمسة أنهر، نهر يزيد والمزة ونهر داريا والقنوات وبانياس، وحمل بردى وفاض وغرق طواحين كثيرة، هذا وإنما وقع هذا المطر من حوالي دمر (1) إلى شرقي دمشق فصارت المدينة في ساعة واحدة لا ماء فيها وتعطلت الحمامات، ودام نهر بانياس أربعة أيام ثم جرى الماء فيه يوم السبت (18) وجرى في يزيد يوم الجمعة (24) وفي القنوات يوم الاثنين (27).
ويوم الخميس سادس عشره كان خميس النصارى فصادف ذلك رابع نيسان.
ويوم الأحد تاسع عشره وصل بعض دوادارية السلطان من حلب قافلًا فنزل القصر فأقام عشرة أيام ثم توجه يوم الخميس فلما اجتمع بملك الأمراء بالغور رده لأمر يتعلق بهم فوصل في أثناء شعبان.
ويوم الخميس ثالث عشريه طيف بالمحمل السلطاني حول البلد على العادة، وحصل في هذه الأيام برد شديد وهواء بارد ووقع ثلج على الجبال شمالي دمشق والبقاع وطريق طرابلس، وهذا شيء لم يعهد في مثل هذا الوقت.
ويوم الثلاثاء ثامن عشريه سقط بعض سطح الطهارة بباب البريد بمن فوقها من ناحية المدخل فقتلت إنساناً فلاحاً من البقاع فصلي عليه بعد العصر بالجامع.
وفي الساعة العاشرة من ليلة الجمعة رابع عشريه قريب الفجر نقلت الشمس إلى برج الثور وهو ثاني عشر نيسان.
(1) دمر - قال ياقوت - عقبة مشرفة على غوطة دمشق وهي من جهة الشمال في طريق بعلبك 2/ 527 (4864).
ويوم الخميس آخره سقط جملون (1) باب البريد فقتل امرأة وصبيًا، ويومئذ وقع مطر وذلك في الثاني عشر من نيسان، ويومئذ حكم بالجوزية نيابة القاضي تقي الدين بن المنجا وابن الشيخ علاء الدين بن بهاء الدين الملقب عز الدين، ويومئذ وصل بريدي على يده كتاب السلطان بطلب القاضي علاء الدين ابن أبي البقاء إلى الديار المصرية فتوجه يوم السبت، وتوجه القاضي المالكي منذ أيام إلى النائب ليدركه بالغور قبل خروجه للاجتماع به وكان ورد من حلب ولم يره فأدركه قبل خروجه فسلم عليه في رابع شعبان.
(1) الجملون - سقف محدب على هيئة سنام الجمل - المعجم الوسيط 1/ 136.