الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذو القعدة
أوله الاثنين سابع آب ..... الأسد والقمر في أوائل السنبلة.
ويوم الخميس دخل النائب راجعاً من سفره إلى البقاع وبيروت بعد غيبة ستة عشر يوماً وكان قصد القبض على ابن عقيل والرافضة الذي قتل ابن عبدان ببيروت فأحس بالشر ففر منه.
ويوم الأحد سابعه رسم على الوزير بالعذراوية واشتهر أنه عزل ووزن مبلغاً ثم ضمن على الباقي وأخرج في ثاني عشره وصحت ولاية ابن الشهيد.
وليلة الثلاثاء تاسعه في الساعة ..... خامس عشر آب نقلت الشمس إلى برج السنبلة وهو عيد الجوز.
ويوم الخميس حادي عشره خلع على علاء الدين علي أخي ابن البانياسي الذي كان استاددار النائب بنظر الجامع عوضاً عن ابن القرشي.
وليلة الأحد رابع عشره كان حريق عظيم تحت القلعة عند باب الفرج من الناحيتين القبلية والشمالية فاحترق من عند مسجد النخلة إلى باب الفرج وباشورة الباب والباب وتفطرت حجارته وأخذ الحريق شرقاً إلى الطواقيين إلى عمارة محمود هذا طوله من هذا الجانب ومن الجانب الآخر القياسير كلها من أولها من جهة الغرب إلى البرادعيين طولاً من الجهة الشمالية وعرضاً إلى ناحية العقيبة وتلك الأزقة والأسواق كلها التي خلف البرادعيين الذي تباع فيه الأمتعة وغير ذلك وكان مبدأه من أثناء التسبيح قبل السلام فما
طلع الفجر إلا وقد عملت النار في ذلك كله وصارت شيئاً مهولاً وكان ليلتئذ هواء عاصف وصار الشرار والدخان يميل إلى ناحية المدينة بحيث وقع بالجامع وعلى الأسطحة وأحرق بعض الأماكن التي لم تدرك بالطفي.
ويوم الثلاثاء ثالث عشره توجه النائب والعسكر إلى الجهة القبلية لكبس العرب سعيدة وفرير فإنهم يشعثون ويقطعون الطريق، جاءه أبو بكر أمير عرب مري فدله على منازلهم عند جبل بني هلال وركب بين يديه وذهب به على طريق الحرجلة (1) في أطراف البرية، وخرج بعد العصر فوصل إليهم عند ارتفاع النهار عند ..... فما أدركهم حتى عرفوا به وهم راكبون فهربوا إلى البرية فتبعهم طائفة يسيرة فأدركهم فهربوا وتركوا جمالهم ومواشيهم فاستاقها أولئك النفر نحو العرب ورجعوا بها وأدركهم مملوك من مماليك النائب فحمل عليهم ودخل فيهم فكان آخر العهد، وحصل للعسكر عطش شديد وقاسوا شدة وهلك خيل كثير، ورجع العسكر يوم الخميس وقد هلكت خيولهم فإنهم قطعوا هذه المسافة وذلك بالقرب من صرخد ذهاباً وإياباً في مدة يومين وليلتين وبعض يوم.
ويوم الثلاثاء ثالث عشره سافر الأمير إياز إلى الديار المصرية على البريد لطلب السلطان كما قدمنا والناس يدعون عليه لظلمه لهم لا سيما التجار وأصحاب الصنائع.
ويوم الجمعة سادس عشريه أول أيلول وهو السابع عشر من برج السنبلة.
ويوم السبت سابع عشريه بين الظهر والعصر عقد مجلس بالشباك الكمالي بسبب دار الحديث الأشرفية بالجبل فإنها ذكرت في توقيع القاضي الحنبلي ابن منجا وشرطها للمقادسة فقام النابلسي ينازعه فإن معه توقيعاً بها ومحكوم له بنظرها فسأل النائب فأمر بعقد مجلس وحضر الخصمان فقال ابن منجا: أنا أعطيتها لابن مفلح وحضر ابن مفلح، وقال: أنا معي ولاية
(1) الحرجلة - قال ياقوت -من قرى دمشق- معجم البلدان 2/ 277 (3599).
وحكم أيضاً، فوقع تنازع وأرسلوا خلفي فحضرت وهم في الاختلاف فانفصل الأمر على أن اصطلح ابن مفلح والنابلسي على النظر بينهما نصفين وأن يكون لكل واحد منهما في كل شهر مائة تدريساً وليس في شرط الواقف مدرس ولكن للناظر أن يزيد ويعطي على اختلاف طبقاتهم وقاما على ذلك وذهب الحاجب قرابغا وهو شاد الأوقات يخبر النائب بذلك.
ويومئذ ضرب النائب لابن الغزولي التاجر ضرباً مبرحاً كاد يهلك وأودعه سجن القلعة.
وليلة الاثنين تاسع عشريه سافر قاضي القضاة إلى البقاع ليقسم دير زينون فغاب ستة أيام.
وليلة الثلاثاء طلعنا المنارة لنتراءى الهلال فلم يُر، وفي التقويم أنه ليلة الاثنين يكون بُعده سبع درجة وخمسين وعرضه جنوب خمس درج قوس رؤيته ثلاث درج مكثه أربع درج نوره نصف أصبع وهذا يوجب أنه يُرى الثلاثاء واضحاً لأنه في الحساب ابن ليلتين وما رؤي فهذا عجيب.