الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صفر
أوله السبت العاشر من أيلول وثاني عشر أبيب و (26) السنبلة.
وفي يوم الاثنين بعد العصر عاشره كانت كائنة طرابلس وصل في البحر مركب فيه مقاتلة من الفرنج ففزع أهل طرابلس إليهم وكان بالبحر مراكب قد ركب بها جماعة من تجار الفرنج فآووا إليهم واستولى على مراكب للمسلمين كانت موسقة في البحر للتوجه إلى ناحية بلاد مصر وفيها شيء كثير وكانت خمسة فأخذوا مركبين وهما أجودهن وأسروا من بها بعد ما قاتلوهم قتالاً شديداً، وكان جملة المأسورين خمسة وثمانين نفساً بعد ما هرب منهم جماعة وغرق آخرون، ومن المأسورين جماعة من خواص النائب وله بها مال جزيل وأصبحوا من الغد يقتتلون وركب إليهم طائفة من المسلمين ثم دخل بينهم في الغداء ..... واستمر الأمر إلى يوم الاثنين فذهبوا من الليل ولم يردوا شيئاً بعد ما أخذوا فداء بعض الأسرى ..... يوم الخميس توجه طائفة منهم إلى ..... ليأخذوا من وجدوا بها فحال بينهم وبين البحر الأمير الموكل بها فقبض عليهم كلهم وجاء بهم فسجنوا.
فصل الخريف ويوم الأربعاء آخر النهار خامسه رابع عشر أيلول نقلت الشمس إلى برج الميزان، ووقع يومئذ مطر.
وفيه في أوائله قدم الأمير علاء الدين ابن نائب الصبيبة علي من بالقاهرة على إقطاعه وحجوبيته وهو حاجب ثان فصار الحجاب تسعة وهذا شيء عجيب وكان هذا أيام الفتنة بدمشق ثم توجه بعد الحريق إلى مصر.
وفيه راجت الفلوس رواجاً ظاهراً والسبب في ذلك أن الفلوس نودي عليها كل درهم بثمانية وأربعون فلساً وكان أولاً كل أربع وعشرين ثم نودي عليها من قريب أن كل اثنين وثلاثين فلساً درهم فلما كان في آخر الشهر الماضي نودي عليها كل ثمانية وأربعين درهماً وكانت الفلوس تصرف بالدراهم بأنقص المائة بمائة وثلاثين وأكثر وربما صرفت بالنصف، وأما الجلابة فلا يقبضوا سوى الفضة فلما صارت الفلوس اليوم كل درهم ثمانية وأربعين صارت الفلوس هي المطلوبة حتى أن الفضة تؤخذ لصرفها بالفلوس مبلغاً حتى أن الجلابة لا يقبض إلا الفلوس عكس ما كانوا أولاً وذلك لأنهم يأخذونها فيسعرونها خارج البلد بالسعر الأول.
وذلك سبّب رخص الغلة وصار القمح يباع الغرارة بخمس مائة ولكن نودي عليه في هذه الأيام أعني بعد العشر كل رطل بدرهمين والأرز يباع كل قنطار بخمس مائة وانشرح الناس بذلك لولا ما يخافون من فتنة تقع بين العسكر.
ويوم الجمعة رابع عشره وصل مملوك الأمير الكبير وعلى يده كتاب السلطان يتضمن تولية الأمير الكبير أقبغا نيابة الشام والأمر بالاحتياط على حواصل النائب المنفصل طغري بردي ولم يوجد له مال عيناً.
ويومئذ آخر النهار ظهر الخبر بعزل القاضي الحنفي جمال الدين ابن القطب بعد ما باشر بعد وصوله إلى دمشق أربعة أشهر وعشراً فترك المباشرة هو ونيابة، ثم في أواخر الشهر باشر باذن النائب وهذا تلاعب وقلة دين فإن ولاية ابن الجواشني استفاضت واشتهرت.
ويوم الثلاثاء ثامن عشره مات للنائب المنفصل ولد صغير، وكان القاضي شمس الدين الشافعي في جنازته بعد الظهر فاستصرخ على ولده ودفن بعد عصر يومئذ بتربة جده قرابغا عند ..... وهو الكبير من أولاده وكان في السادسة، أخبرني والده أنه هو وابن النائب طغري بردي وُلِدا بحلب إذ كان ذاك نائباً وهو قاضياً في يوم واحد، هذا ليلاً وهذا نهاراً وقدر موتهما في يوم واحد.
الأربعاء تاسع عشره ويوم الخميس العشرين منه أول بابة ويوم السبت ثاني عشريه أول تشرين الأول.
ويوم الاثنين رابع عشريه توفي الأمير (1) كجك مملوك عتيق الأمير عمر بن منجك، أعطى إمرة عشرة سنة ثمان وتسعين وحج سنة إحدى وثمان مائة.
ويوم الجمعة ثامن عشريه طار جراد كثيراً وأفسد وكذلك من الغد يوم الاثنين.
ويوم السبت تاسع عشريه سافر إلى مصر الطواشي عبد اللطيف لالا السلطان وكان في الأسر مع التتار فخلص وقدم دمشق منذ أيام ونزل بالكججانية ثم توجه يومئذ.
ويومئذ لبس المحتسب بدر الدين الموصلي خلعة الاستمرار من النائب الجديد.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 285.