الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذو القعدة
أوله الثلاثاء رابع عشر حزيران والعشرين من بونة وأول برج السرطان وبعض ثانيه.
وجاء في أوله رجل من جراد غير ذلك كان يدب فطار وأفسد أيضاً.
ويوم الخميس ثالثه وصل نائب صفد تمربغا المنجكي إلى دمشق على إقطاع تقدمة ألف.
ويومئذ وصل كتاب بولاية ابن الأخنائي قضاء الشافعية وابن منجا تقي الدين أحمد قضاء الحنابلة ولم يصل توقيع ولا خلعة فقيل انهما يلبسا الخلعة يوم الاثنين بناء على أن التوقيع والخلعة يصلان يومئذ، فلما كان يوم الاثنين لم يتفق وصولهما ولكنهما باشرا، واستناب الحنبلي لابن علاء الدين ابن شهاب الدين وابن مفلح شرف الدين عبد الله.
وليلة الأحد أول الليل سادسه توفي أبو البقاء (1) محمد بن قاضي القضاة علاء الدين ابن أبي البقاء حصل له حصبة فانقطع ثمانية أيام ودفن عند قبر جده بالصالحية، ووجد أبوه عليه وجداً كثيراً وكان ابناً نجيباً فهماً ذكياً عارفاً وله بضع سنين.
ويوم الأحد سادسه بعد العصر جاء الخبر بأن عرب قُرير أغاروا على جمال الدولة بالمرج.
(1) * * * *
ويوم الاثنين سابعه توجه الكاشف منكلي بغا السودوني الذي كان ولي من قريب نيابة القدس إلى البلاد القبلية والياً وكاشفاً وانفصل ابن الشيخ علي وجاء إلى دمشق بعد أيام.
وفي هذه الأيام طمع الأعراب واستولوا على غلال البلاد لاختلاف الأتراك ولين النائب مع ما حصل لهم من التخاذل في قتال تمرلنك فلا قوة إلا بالئه، ولكن جاء الخبر (*) بأن نائبي طرابلس وصفد شيخ الخاصكي ودقماق وهما قادمين على نيابتهما من الديار المصرية مرا على عرب حارثة عند اللجون وهم يفسدون فكبسوهم وهرب أميرهم منديل وأخذوا من العرب جمالاً كثيرة جداً وحصل لهم بذلك كسرة فاحشة.
ويوم السبت ثاني عشره وهو أول أبيب توجه النائب إلى المرج ولعل بذلك يندفع العرب عن الغلال.
ويوم الأحد ثالث عشره طار جراد كثير جداً متوجهاً من المشرق إلى المغرب سد الأفق وكان له مدة إنما يجيء قليلاً قليلاً كلما كثر رجل منه طار وبات على الأشجار ثم طار من الغد وبعد الغد.
وفي العشر الأخير منه توفي (1) العماد أبو بكر بن عز الدين محمد بن محمد بن محمد بن الخضر بن الرهاوي عامل الناصرية وهو ابن أخي القاضي جمال الدين وهو من أبناء الستين.
ويوم الجمعة ثامن عشره أول تموز.
وفي العشر الأخير منه قدم القاضي كمال الدين بن العديم من حلب وتوجه إلى الديار المصرية ويقال إن الذي معه أخذ بالطريق أخذه العرب فإنهم توجهوا من .....
وفيه كُوتِبَ في القاضي عيسى نائب التاذلي أن يولى قضاء المالكية بدمشق.
(*) جاء في حاشية الورقة (126 ب): دقماق وشيخ وليا في شوال.
(1)
* * * *
وفي السادس والعشرين منه أخذ تمر بغداد وكان وصل إليها في أواخر شوال بمن معه من العساكر وكان قد فرقهم من ماردين فرقاً فلما وصل إلى بغداد لم يظهر أنه فيهم فشرعوا في القتل والحصار ولم يتهيأ لهم فتحها فأرسل إلى الفرقة التي كانت متوجهة إلى تبريز يأمرها بالرجوع إليه فلما وصلوا أظهر وصوله فيهم فجدوا في الحصار اثنى عشر يوماً ثم أخذوها يومئذ وبذلوا السيف فيها ثلاثة أيام يقتلون الرجال ويأسرون النساء والصبيان، ثم بعد ثلاثة أيام نادى تمر في قومه أن يأتيه كل واحد برأس فشرعوا في قتل الأسرى ومن وجدوا فلما أُحضرت الرؤوس مناير نحو الأربعين بنوها بالحجارة والآجر ويجعلون الرؤوس دائرة عليها ثم أمر بهدمها فهدمت وكذلك أرسل إلى الحلة (1) فوجد أهلها قد رحلوا فنهبوا ما بقي وخرّبوا، ثم إلى أهل المشهد فسلم، وهدموا أيضاً مواضع ثم ترحل غير مصحوب بالسلامة عنها في السادس عشر من ذي الحجة.
(1) الحلة - قال ياقوت -قرية مشهورة في طرف دجيل بغداد- معجم البلدان 2/ 339 (3865).