الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمادى الأولى
أوله السبت ثامن عشر كانون الأول وسادس الجدي وثاني عشر كيهك.
ليلة السبت أوله وقع ثلج كثير بجبل حوران ودمشق وجبال عجلون وغير ذلك.
ويوم الأحد ثانيه وبمصر أوله ورد علي من مصر، توفي الشيخ العالم بن زين الدين عبد الرحمن (1) بن محمد بن العلامة برهان الدين إبراهيم بن لاجين الرشيدي الشافعي وصُلي عليه من الغد ودفن خارج باب البرقية مولده سنة إحدى وأربعين، سمع بالقاهرة من عبد الرحمن بن عبد الهادي وابن الملول والميدومي وجماعة وبدمشق من عمر بن زباطر والبياني وابن أُميلة وغيرهم، وحدث وكان بارعًا في الحساب والفرائص والميقات وشرح الجعبرية والأشنهية والياسمينية في الجبر والمقابلة وله مجاميع حسنة.
ويوم الأحد ثانيه وصل مبادئ الجاليش المصريين من خاصكية السلطان.
ويومئذ توجهنا من زرع إلى عجلون فأُخذ جملٌ حُمل عليه حوائجي
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 219، إنباء الغمر 4/ 287 الضوء اللامع 4/ 119 (319) شذرات الذهب 9/ 49 بهجة الناظرين 193.
وحوائج رفيقي عند خربة بني رباح، ووصلنا إلى عجلون بعد ما أقمنا بحواري يوم الأربعاء عند العصر خامسه.
ويوم الاثنين ثالثه وصل نائب الشام طغري بردي وطائفة من العسكر.
ويوم الخميس سادسه وصل مقدمة السلطان والعساكر المصريين إلى دمشق فنزل السلطان بالقلعة آخر نهار الخميس ليلة الجمعة ومن الغد ونصبوا خيامهم عند قبة يلبغا هذا والعساكر التمرية قد وصلت إلى البقاع وتلك النواحي.
ويوم الاثنين عاشره أول طوبة كانت وقعة خبب بين بني الغزاوي وأمير من المصريين يقال له جقمق وطائفة من غيرهم وبين جماعة من تمرلنك قصدوا تلك الناحية فوقع بينهم وانكسر التتار وقتل منهم فهربوا إلى الخان فأخبروه فوصل معهم جماعة كثيرة فجاءوا فقتلوا وأسروا ونهبوا وهرب جقمق مجروحًا إلى البلقاء (1) ووصل تمرلنك إلى قطيا وتلك النواحي وملأت جيوشه الأرض وركبت طائفة منهم إلى ناحية العسكر الإسلامي وحصل بعض مناوشة ثم كانت وقعة يوم الثلاثاء ثامن عشره وجرح القاضي المالكي ووقع على الأرض ثم جاءوا به من الغد وهو أرتث فمات من ليلة الخميس العشرين منه، وكان مولده على ما أخبرني في سلخ سنة اثنين وثلاثين وسبعمئة فجاوز السبعين بخمسة أشهر إلا عشرة أيام ودفن من الغد بجبل قاسيون بتربة علم دار.
ويوم الجمعة رابع عشره توفي القاضي شرف الدين أبو (2) بكر بن قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز ابن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن جماعة بمنزله بمصر ودفن بتربتهم بالقرافة، مولده سنة ثمان وعشرين وسمع من جده قاضي القضاة بدر الدين وتفرّد عنه ومن يحيى بن المصري ومحمد
(1) البلقاء - قال ياقوت -كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى- معجم البلدان 1/ 579 (2119).
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 199، إنباء الغمر 4/ 269، الضوء اللامع 11/ 47 (121)، الشذرات 9/ 46.
بن فضل الله وعبد القادر بن الملول وغيرهم، وحدث وكان عَسرًا في الحديث ودرس أيام والده بالزاوية الخشابية بالجامع العتيق وكان يكتب خطًا حسنًا.
وفي أواخره توفي قاضي القضاة نور (1) الدين علي بن الجلال يوسف الدميري المالكي قاضي المالكية بمصر في صحبة العسكر عند التوجه إلى الشام في فتنة تمرلنك في اللجون ودفن هناك، وكان مفتي المالكية بمصر وناب في الحكم ثم استقل به في هذا العام إلى أن تولي، ولم يكن في ولايته بالمحمود.
ويوم الجمعة حادي عشريه ضربت عنق شمس (2) الدين محمد بن الشيخ شهاب الدين أبي هريرة عبد الرحمن ابن الحافظ الذهبي بكفر بطنا لما توجه السلطان ليلتئذ من دمشق راجعًا إلى مصر حال شقطية (3) بالغوطة (4) وكان المذكور وأهل القرية قد رجعوا إليها لما استقر السلطان بدمشق فلم يفجأهم بعد ذهاب السلطان إلا مجيء شقطية إلى كفر بطنا (5) فقاتلوهم فغلبوا فقبض عليهم فعوقب المذكور فجاء بمال ثم طلب منه مال فلم يقدر فضربت عنقه وكان قد سمع في حياة جده وروى.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 228، إنباء الغمر 4/ 305، الضوء اللامع 6/ 55 (156)، شذرات الذهب 9/ 52، النجوم الزاهرة 12/ 275.
(2)
إنباء الغمر 4/ 327 الضوء اللامع 7/ 301 (769) شذرات الذهب 9/ 59 ذيل تذكرة الحفاظ 5/ 192.
(3)
الشقطية - طائفة من التتار.
(4)
الغوطة - قال ياقوت -هي الكورة التي منها دمشق وكلها أشجار وأنهار متصلة- معجم البلدان 4/ 248 (8948).
(5)
كفربطنا - قال ياقوت -من قرى غوطة دمشق- معجم البلدان 4/ 531 (10295).