الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجب
أوله السبت رابع شباط وعاشر أمشير رابع عشري برج الدلو وبعض (25).
وفي أوله وصل جواب مكاتبة النائب في ابن الأخنائي بما يطيب خاطره.
ويوم الاثنين ثالثه خلع على الأمير أسن باي وأعطى إمرة رأس الميمنة وكانت شاغرة من حين انتقلت عن النائبب لكن إقطاعه لم يغير بل زيد عليه القصير واقطاع الإمرة أخذه أمير يقال له طغري بردي وكان قد توجه إلى مصر فجاء عليه وأُعطي التكلم في الأوقاف فأخذ في طلب المباشرين وعنفهم وضربهم هجماً بلا ترو ولا موجب، فضرب عامل الجامع وبعض مباشريه وغيرهم فاجتمع القضاة على التكلم مع النائب في أمره فخف الأمير يسيراً.
ويوم الأربعاء خامسه جلس القاضي الشافعي الجديد للحكم بمسجد القصب في جانب ونوابه في الجانب الآخر ثم ارتفع هو إلى السدة وقصد بذلك التقرب إلى الناس.
ويوم الخميس سادسه يوم موسم الرغائب، لم يحفلوا بلا على العادة ولم يصنعوا شيئاً من أنواع الحلاوة التي عادتها تباع فيه بل ربما كان يوجد في غير هذا اليوم الحلاوة أكثر من يومئذ، كأنهم قصدوا تعطيلها في هذا اليوم فإن الدبس غالٍ القنطار بنحو الألف والجوز أيضاً غالٍ الرطل بنحو
ثمانية، وأما الحلاوة السكرية فإنها تباع بضعف ما كانت تباع قبل ذلك فقط لأن السكر لم يغلُ كثيراً يباع الرطل بثلاثين وأقل وأكثر مع قلته وعدم زرع القصب بالغور في هذا العام والفستق الأوقية بدرهمين وكانت من قبل بدرهم وأقل لأنه العام كثير جداً.
وليلة الجمعة سابعه نقلت الشمس إلى برج الحوت في الساعة (11) ويوم الجمعة الأخرى ثار هواء شديد وليلتها أيضاً ووقع ثلج يسير وعصف الهواء ليلة السبت جداً وأصبح برد شديد في اليومين والليلة بينهما ثم وقع مطر جيد يوم الاثنين وليلة الثلاثاء أيضاً كثيراً (21) شباط، وكثر جلب القمح في هذه الأيام فنزلت الغرارة نحو ثلثمائة فإدن الكيل كان وصل إلى تسع وتسعين نهايته فصار ربما الستين والسبعين وبضع وسبعين فرخص الخبز مدة ثم غلا يسيراً وأما اللبن فكثر وجاء التركمان والجبن الأخضر وصار اللبن التركماني كل رطل بثلاثة وغيره بدرهمين واللبن بدرهم ونصف بعدما كان اللبن ينازع الرطل بأربعة وأكثر وهو فاسد والجبن بدرهم ونصف وبيع الأخضر بنصف.
وليلة السبت نصفه توفي الشيخ محمد (1) بن نشوان بن محمد بن نشوان بن محمد بن أحمد الحجاوي والد شهاب الدين أحمد ودفن بمقبرة الصوفية من الغد عن بضع وسبعين سنة ومولده في العشر الأوسط من ذي القعدة سنة (38) وكان خيراً كثير التلاوة.
ويوم الأحد سادس عشره توفي شمس (2) الدين محمد بن محمد بن ..... المعروف بابن الأعرج وكان له مدة يُشتكى عليه ويعاقب بالمقارع بسبب أمور نسبت إليه أيام تمر واستيلائه على أموال الناس، وكان يلوذ بالقاضي المالكي التاذلي ويشهد عنده وله مالية ورثها من أبيه وكان أبوه يداين الناس وكان ولده هذا ينسب إلى الشر والدخول فيما لا يعنيه.
ويوم الثلاثاء ثامن عشره نزلت الحكم وبلغني أن ابن الحسباني عزل.
(1) إنباء الغمر 5/ 51 الضوء اللامع 10/ 68 (228).
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 289.
ويوم الخميس العشرين منه خلع على ابن شاكر بإعادته إلى الوزارة وعزل المصري ابن الحزين بعد قدومه بشهر واحد وكان له منذ أيام منقطع عن المباشرة، وخلع يومئذ على استادداره النائب ابن البانياسي بشد المهمات وما كان بيد شعبان بن شهاب الدين الحاجب من المباشرات السلطانية خلا ديوان المفرد وعلى ناظر الجيش خلعة أيضاً.
وسمعت أن ابن سنقر ولي شد الأوقاف، وفيه وصل القاضي محيي الدين محمود الحنفي إلى طرابلس بعد ما انفصل من تبريز وجاء إلى حلب.
ويوم الأحد رابع عشريه قبض على اثنين من المنسر الذين كانوا في الليل يفتحون الدور والحوانيت والطواحين ويأخذون ما وجدوا وربما قتلوا، فقتلا بعد ما أقرا على غيرهما وأرسل من كبس بقية رفاقهم وقبض على سبعة منهم فقتلوا من الغد قتلاً فظيعاً علقوا بكلاليب في أعناقهم بعد ما سمروا وذلك يوم الاثنين رابع عشريه.
ويوم الأربعاء بلغني أنه قبض على اثنين آخرين ففعل بهم كذلك وكانوا يعيثون الفساد في أطراف البلد ويهجمون على المواضع ويربطون من بها ويأخذون ما فيها مغابنة، ثم تدرجوا إلى نواحي السبعة ففتحوا هناك حانوتاً فيه طعم كثير وأخذوا ما فيه، فلما كُبسوا وجد ما عنت هم من الأخذات فحملت على أعناقهم ورؤوسهم ودخلوا بها البلد كذلك، وصار من عرف شيئاً أخذه، وهؤلاء مجتمعون من تلفيثا (1) والدُريج وغيرهما.
ويوم السبت ثاني عشريه أول برمهات ويوم الأربعاء سادس عشريه أول أذار وليلة الخميس سابع عشريه وثاني أذار وقع مطر كثير جداً ومن الغد أيضاً وليلة الجمعة كثير جداً ثم في ليلة السبت أكثر من الليلتين وقع متواتراً في الليل ومن الغد وكذلك آخر أيام العجوز.
ويوم الخميس هذا خلع على شمس الدين الحراني الحلبي بالحسبة
(1) تلفيثا أو تلفياثا - قال ياقوت -من قرى غوطة دمشق- معجم البلدان 2/ 50 (2598).
وعزل ابن الموصلي وكان الحراني هذا قد وليها وقتاً وهو حسن المباشرة عارفاً بصنعة الحساب.
ويومئذ نودي عن مرسوم السلطان بإبطال الجنايات وكان الحاجب قد أسرف في ذلك وموضوع الحمامات أن يحيى الكبير من نائب أو حاجب قرية أو طاحونً أو نحو ذلك ...... الولاة يأخذون منها ..... ثم أنهم أضعفوا ما كانوا يأخذون وصارت ظلامات ويأخذون ولا يدفعون شيئاً.