الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمادى الأولى
كانت رؤية الهلال ليلة الخميس ممكنة فحال دونه غيم فأوله الجمعة عاشر كانون وخامس عشر طوبة آخر الثامن والعشرين من برج الجدي.
وليلة الجمعة أوله توفي جمال الدين يوسف (1) بن القرمشي الذي كان من نحو سنتين ناظرًا بالجامع وعمر ما احترق من شرقيه من الطرائقيين والذهبيين وغير ذلك والمنارة الشرقية في مدة يسيرة مع صرفه المعاليم وكانت وفاته بتربة الملك صلاح الدين وصلى عليه عقيب صلاة الجمعة.
ووقع يومئذ وقت الصلاة وبعد مطر كثير.
ويوم الجمعة العشرين منه توفي الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن (2) بخن الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ أبي عبد الله الماكسيني المؤذن بجامع دمشق وقد جاوز السبعين، وقد سمع من ابن أبي التائب والمزي وغيرهما وكان رئيساً بالمنارة الشرقية وكان أبوه رئيس الجامع، وروى عن ابن السنجاري .....
وليلة الأحد ثالثه في الساعة الأولى نقلت الشمس إلى برج الدلو ووقع يومئذ مطر يسير.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 63.
(2)
إنباء الغمر 4/ 66، الضوء اللامع 4/ 137 (360).
ويوم الاثنين رابعه توفي الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن (1) بن أحمد بن الموفق إسماعيل بن الذهبي الصالحي بها ودفن هناك وكان سمع من ابن أبي التائب وابن الرضي وأسماء بنت صصري وزينب بنت الكمال وجماعة وله إجازة من ابن الشحنة وحدث، سمع منه الطلبة وبلغني أنه تغير بآخره ولم يحدث في حال تغيره وهو أخو شيخنا رسلان.
وليلة الأربعاء سادسه وقع مطر متوسط ويومه أيضًا.
وليلة الخميس كثير جدًا وأصبح جبل قاسيون مثلوجًا، وفي هذه الأيام أبيع الخبز أيضًا في ..... بالتسعير كل رطلين إلا ثلث بدرهم ويباع أيضًا بلا تسعير رطلين وأزيد ولله الحمد والقمح يباع بمائة بما دونها إلى السبعين وأقل وكثير من القمح بحوران لم ينقل لقلة الظهر وقد رخص كل شيء بحمد الله الزيت يباع القنطار بثلثمائة وكان بستمائة والأرز بمائة وخمسين وأقل وكان ثلثمائة إلى غير ذلك من المطعومات.
ويوم الجمعة ثامنه وقع ثلج كثير بعد ما وقع ليلتئذ مطر كثير جداً وذلك من أول النهار، فأما الجبال فعلق بها وأما الأسطحة فكان إذا انقطع ذاب ما اجتمعَ من المطر ليلتئذ وقبلها وقع، فإذا علق وإذا انقطع ذاب.
وفي العام الأول وقع الثلج أيضًا في مثل هذا الوقت من الشهر وقبل ذلك في الكانونين وقع المطر ليلة السبت والثلج ويومئذ يسيرًا ثم يوم الأربعاء (13) كثيرًا جدًا غالب النهار وليلة الاثنين أيضًا ويوم الجمعة نصفه يسير جدًا ويوم الثلاثاء (19) متوسطًا ويوم الأربعاء (20) جرى منه الميزاب مرات.
ويوم الاثنين حادي عشره خلع على الحكيم فتح الدين بن فتح الله بكتابة السر عوضًا عن المتوفى بالأمس جاءني كتاب بذلك، ويومئذ توجه
(1) إنباء الغمر 4/ 64، الضوء اللامع 4/ 45 (147) شذرات الذهب 9/ 19 المقصد الأرشد 2/ 82.
من القصر جماعة نائب حلب المتوفى وتركته وأهله إلى الديار المصرية وكانوا قدموا منذ أيام في المطر.
وليلة الثلاثاء ثاني عشره توفي الفقيه زين (1) بن خليفة بن عمر ابن أبي العز اللوبياني معيد البادرائية وكان رجلًا خيرًا فقيرًا زاهدًا عن بضع وخمسين سنة.
وفي العشر الأوسط ورد الخبر من الديار المصرية بأمور منها عزل الوزير ابن الطوخي والقبض عليه وتوليه ناظر قطية مكانه.
وفيه توفي الأمير أزدمر (2) الذي كان دوادار السلطان لما كان أميراً كبيرًا ثم تركها وصار من خواصه.
وبلغنا وفاة الأمير حسين نائب الكرك ..... لطلبها (*).
ويوم الأحد سابع عشره أول أمشير.
ويوم الجمعة ثاني عشريه توفي شهاب الدين أحمد (3) بن محمد بن خميس الأربلي التاجر أخر زين الدين عبد الرحمن بقاعة السلاوية، كان مستأجرًا لها انقطعِ أيامًا قلائل يقال طعن ودفن بعد العصر بمقبرة الباب الصغير وكان رجلًا جيدًا وعنده شرف ومات له ابن قبله فحزن عليه وورثه أخوه زين الدين وهو أكبر منه فإنه شيخ وذاك شاب وبنته وزوجته وأوصى بثلاث آلاف ويشتري بها عقارًا ويوقف على جهات بر.
ويوم السبت ثالث عشريه أول شباط ووقع يومئذ مطر يسير ثم ليلة
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 44.
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 37.
(3)
* * * *
(*) جاء في حاشية الورقة (81 أ): حسين دودار لمجلس أخوكاكا ولي نيابة الكرك أول دولة الناصري وأخرج برقوق في رمضان سنة إحدى وتسعين من سجن الكرك وكان معه على قبة يلبغا ثم توجه مع يلبغا إلى حلب ورجع معه إلى مصر ثم قدم دمشق في ربيع الآخر سنة (98) متوجهاً في رسالة إلى ابن عثمان ورجع.
الأحد كثيرًا جدًا ويوم الأحد أيضًا كثيرًا وليلة الاثنين ويومئذ كذلك ووقع أيضًا ثلج كثير وفي ليلة الثلاثاء مطر كثير ولم يزل المطر في مدة ثلاث ليال ويومين واقعًا متواترًا تارة وتارة، وأصبح يوم الثلاثاء وقد علق الثلج بقاسيون بأعلاه ولولا المطر لعلق بجميع البلد، وأما الجبل شرقيه وما حوله فقد طمه الثلج ولله الحمد والمنة.
وليلة الأحد عاشره توفي كاتب السر بالديار المصرية بدر الدين محمود (1) بن عبد الله بن الكلستاني السرائي الرومي الحنفي وكان مريضًا منذ مدة شهر ونصف وأكثر، كان له اشتغال في العلم ببلاده وببغداد أيضًا ثم قدم دمشق شابًا خاملًا لا يعرف وسكن مرة بالتقوية عند الشافعية ثم توجه إلى مصر وانتمى إلى الترك وصحب الجوباني، فلما ولي الجوباني نيابة الشام سعى بالقاهرة في تدريس الظاهرية واخذ ولاية من ناظرها هناك بشبهة أن الواقف جعل للناظر أن يولي من شاء ويعزل من شاء وأخذ توقيعًا سلطانيًا انتزعه من القاضي نجم الدين وجامع الدوادار فدرس بها بعد قدومه مع دوادار النائب في تاسع ربيع الآخر سنة (90) ثم أُخذت منه لما عزل النائب، وأقام بمصر فلما انتصر السلطان ورجع إلى ملكه ولاه وظائف القاضي جمالى الدين محمود المحتسب لما كان تخلف بالشام ومنطاش مستولى عليها واستمرت بيده مدةً وقدم صاحبها إلى مصر واستعاد بعضها ثم لما قصد السلطان الشام في القدمة الثانية احتاجوا في الطريق إلى قراءة كتاب ورد من تمر الخارجي بالشرق فلم يجد من يقرأه فطلب لقراءته بالطريق فقرأه واستمر في صحبة الدوادار قلمطاي، فلما مات ابن فضل الله ولاه السلطان كتابة السر بلا سعي بل طلبه وولاه فاستمر أربع سنين وسبعة أشهر إلى أن توفي.
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 62، إنباء الغمر 4/ 92، النجوم الزاهرة 12/ 265، الضوء اللامع 10/ 136 (554) الدليل الشافي 2/ 726.