الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[استمالة مسعود الأطراف إليه]
ثمّ برز الخليفة، وسار في سبعة آلاف فارس، وكان مسعود بهمذان في ألف وخمسمائة فارس، ثمّ أفسد نيّات الأطراف بالمكاتبة، واستمالهم حتّى صار في نحو خمسة عشر ألف فارس، وتسلَّل إليه ألفا فارس من عسكر المسترشد.
ونفّذ زنكيّ إلى الخليفة نجدةً، فلم يلحق [1] .
[أسر المسترشد]
ووقع المصافّ في عاشر رمضان، فلمّا التقى الْجَمْعان هرب جميع العسكر الّذين كانوا مع المسترشد، وكان على ميمنته قزل، والبازدار، ونور الدّولة الشّحنة، فحملوا على عسكر مسعود، فهزموهم ثلاثة فراسخ ثمّ عادوا فرأوا المَيْسَرَة قد غدرت، فأخذ كلّ واحدٍ منهم طريقًا، وأُسِر المسترشد وحاشيته، وأُخِذ ما معه، وكان معه خزائن عظيمة، فكانت صناديق الذَّهب على سبعين بغلا [2] أربعة آلاف ألف دينار، وكان الثّقْل على خمسة آلاف [3] جَمَل، وخزانة السّبق أربعمائة بغْل.
ونادى مسعود: المال لكم، والدَّمُ لي، فمن قُتِلَ أَقَدْتُه. ولم يُقتل بين الصَّفَّيْن سوى خمسة أنْفُس غَلَطًا.
ونادى: من أقام من أصحاب الخليفة قُتِلَ. فهرب النّاس، وأخذتهم التُّرْكُمان، ووصلوا بغداد وقد تشقَّقت أرجُلُهم، وبقي الخليفة في الأسر [4] .
[1] المنتظم 10/ 44، 45 (17/ 294، 295) ، الكامل في التاريخ 11/ 25، مرآة الجنان 3/ 255.
[2]
في الفخري 302: «على مائة وسبعين بغلا» .
[3]
في الفخري: «خمسمائة جبل» .
[4]
انظر خبر أسر الخليفة المسترشد باللَّه في: تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 387، (وتحقيق سويم) 49، والإنباء في تاريخ الخلفاء 219، 220، والتاريخ الباهر 49، 50، والكامل في التاريخ 11/ 24- 26، والمنتظم 10/ 43- 48 (17/ 295) ، وذيل تاريخ دمشق 248، 249، وتاريخ الزمان لابن العبري 147، 148، وتاريخ مختصر الدول، له 204، وزبدة الحلب 2/ 253، والتاريخ الباهر 49، 50، وكتاب الروضتين 79، والفخري 302، 303، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 221، 222، والإنباء في تاريخ الخلفاء 218