الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وعشرين وخمسمائة
-
حرف الألف
-
43-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بن عبد الملك بن رضوان [1] .
أبو نصر البغداديّ المراتبيّ.
شيخ صالح من باب المراتب.
سمع: أبا محمد الجوهريّ، وسماعه صحيح.
روى عنه: محمد بن طاهر المقدسيّ مع تقدّمه، وأبو القاسم بن عساكر.
ومات في جُمادَى الآخرة وله إحدى وثمانون سنة.
وقد أجاز له عبد العزيز الأزَجيّ الحافظ.
قال ابن النّجّار: روى لنا عنه أبو القاسم ابن السُّبْط. وكان شيخًا صالحًا أمينًا، كثير الصّلاة والصدقة.
سمع أيضًا أبا يَعْلَى بن الفرّاء.
44-
أحمد بن عبد الواحد بن الحسن بن زُرَيْق.
الشَّيْبانيّ البغداديّ القزّاز، عم أبي أبي منصور عبد الرحمن بن محمد.
شيخ صالح.
سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين بن النَّقُّور.
تُوُفّي في شعبان.
روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو المُعَمَّر الأنصاريّ.
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: مشيخة ابن عساكر 7/ 2، وسير أعلام النبلاء 19/ 530 رقم 312.
45-
إبراهيم بن عثمان بن محمد [1] .
أبو إسحاق، وقيل أبو مَدْيَن [2] الكلْبيّ الغزّيّ، الشّاعر المشهور. أحد فُضلاء الدّهر، ومَن يُضرب به المثل في صناعة الشِّعر. ذو الخاطر الوقّاد، والقريحة الجيّدة.
تنقّل في البُلدان، ومدحَ الأعيان، وهجا جماعة. ودوَّر في الجبال، وخُراسان. وسار شِعْره.
وقد سمع بدمشق من الفقيه نصر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
قال ابن النّجّار: هو إبراهيم بن عثمان بن عيّاش بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه الأشهبيّ الكلْبيّ.
ثمّ قال: هكذا رأيت نَسَبه بخطّ محمد بن طُرْخان التّركيّ.
روى ببغداد كثيرًا من شِعره.
وعنه من أهلها: محمد بن جعفر بن عَقِيل البصريّ، ومحمد بن علي بن المِعْوَجّ، وعبد الرحيم بن أحمد ابن الأخوة.
وروى السِّلَفيّ عنه. وروى أيضًا عن يوسف بن عبد العزيز الميورقيّ، عنه.
[1] انظر عن (إبراهيم بن عثمان) في: المنتظم 10/ 15، 16 رقم 16 (17/ 257، 258 رقم 3958)، نزهة الألبّاء 285- 287 وفيه:«إبراهيم بن محمد بن عثمان بن عباس بن محمد» ، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1/ 4- 75، والكامل في التاريخ 10/ 666، 667، ووفيات الأعيان 1/ 57- 62، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 4/ 82، 83 رقم 100، والمختصر في أخبار البشر 3/ 4، والإعلام بوفيات الأعلام 214، والعبر 4/ 55، وسير أعلام النبلاء 19/ 554، 555 رقم 321، وفيه:«إبراهيم بن يحيى بن عثمان» ، وتاريخ ابن الوردي 2/ 36، وعيون التواريخ 12/ 208- 211، والبداية والنهاية 12/ 201، والوافي بالوفيات 6/ 51- 54، ومرآة الجنان 3/ 230- 232، وفيه:«إبراهيم بن يحيى» ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 133، 134، والنجوم الزاهرة 5/ 236، وكشف الظنون 763، 804، وشذرات الذهب 4/ 67، 68، وإيضاح المكنون 1/ 520، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 232- 234، وديوان الإسلام 3/ 388 رقم 1569، وهدية العارفين 1/ 9، والأعلام 1/ 50، ومعجم المؤلفين 1/ 57، 126.
[2]
وقيل: أبو القاسم.
ومن شِعره:
أَغْيدُ للعين حين تَرْمُقُهُ
…
سلامةٌ في خلالها عطَبُ
واخضرُ في وجْنَتَيْه....
…
.... [1] الماء ينبتُ العشبُ
يدير فينا بخدّه قَدَحا
…
يجتمع الماءُ فيه واللهَبُ
قلت: وقيل: هو إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد. أقام بالنّظامية ببغداد سِنين كثيرة. وله ديوان شعر مختار نحو ألْفي بيت.
وقال العماد في «الخريدة» [2] : مدح ناصر الدّين مُكْرَم بن العلاء وزير كرْمان بالقصيدة الّتي يقول فيها:
حملنا من الأيام ما لَا نُطِيقهُ
…
كما حمل العظْمُ الكسِيرُ العصائبا
وليل رَجَوْنا أن يَدبّ عِذَارُهُ
…
فما اختطّ حتّى صار بالصُّبح [3] سائبا [4]
قال ابن السّمعانيّ: ما اتّفق أنيّ سمعت منه شيئًا، وكان ضنينًا بشِعْره، إلا أنّه اتّفق له الخروج من مَرْو إلى بلْخ، فباع قريبًا من عشرة أرطال من مُسَوَّدات شِعره من بعض القلانِسيّين، ليفسدها في القلانِس، فاشتراها منه بعض أصدقائي، وحملها إليَّ، فرأيت شِعرًا أُدْهِشْت من حُسنه وجَوْدة صنعته. فبيّضت منه أكثر من خمسة آلاف بيت.
وُلِد رحمه الله سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
وقال ابن نُقْطة في «استدراكه» على الأمير: نبا أبو المعالي محمد بن أبي الفَرَج البغداديّ: حدَّثني سعد بن الحسن التّورانيّ الخُراسانيّ الشاعر قال: كنا نسمع على إبراهيم الغزّيّ ديوانه، فاختلف رجلان في إعراب بيت، فقال:
قوموا، فو الله لَا أسْمَعْتُ بقيّته، ولأبيعنَّ ورقَهَ للعطّارين يصرّون فيه الحوائج.
[1] بياض في الأصل.
[2]
ج 1/ 7.
[3]
في خريدة القصر، ووفيات الأعيان:«بالفجر» .
[4]
البيتان في: خريدة القصر 1/ 11، ووفيات الأعيان 1/ 58، ومرآة الجنان 3/ 231.
ومن شعره:
قالوا: تركت الشَّعْر [1] قلت: ضرورةً
…
باب الدّواعي [2] والبواعث مُغْلَقُ
خَلَت الدَّيار [3] فلا كريم يرتجى [4] منه
…
النّوالُ [5] ، ولا مليحٌ يُعشَقُ
ومن العجائب [6] أنه لَا يُشْتَرَى،
…
ومع الكَسَاد يُخانُ فيه [7] ويسرق [8]
وله:
أاحتمال خدّ يوم وَجرة، أمْ جيد
…
أمّ اللّحْظُ فيما غازَلَتْكَ المَها الغِيدُ
سَفَرْنَ فقال الصُّبح: لست بسفيرٍ
…
ومِسنَّ، فقال البانُ: ما فيّ أملودُ
وخوطّية المهتزّ أمكن وصْلها
…
وطَرْفٌ رقيت الحيّ بالنوم مصفود
لك النّومُ تحت السَّجْف والطّيبُ والحُلَى،
…
ولى عَزَماتي والعلندات والبيدُ
فقالت: أَمِطّ عنك القريضَ وذِكْرَهُ،
…
فما لَكَ في نَظْم القصائدِ تجويدُ
وله:
طولُ حياةٍ ما لها طائل
…
نقص عندي كلّما يُشْتَهى
أصبحت مثل الطَّفْل في ضَعْفه
…
تشابه المبتدأ والمُنْتَهى
فلا تَلُم سمعي وإن خانني،
…
إن الثّمانين وبُلّغْتُها
وله:
بجَمْعِ جَفْنيك [9] بين البُرْء والسَّقَم
…
لا تسفكي من دموعي بالفراق دمي
[1] في وفيات الأعيان، والمختصر في أخبار البشر، ومرآة الجنان، وتاريخ ابن الوردي: «قالوا:
هجرت السفر» .
[2]
في المختصر، وتاريخ ابن الوردي:«باب البواعث والدواعي» .
[3]
في المختصر، وتاريخ ابن الوردي:«خلت البلاد» .
[4]
وفي نزهة الألبّاء: «لم يبق في الدنيا كريم يرتجى» .
[5]
في المختصر، وتاريخ ابن الوردي، وعيون التواريخ:«نوال» .
[6]
في عيون التواريخ: «ومن الرزيّة» .
[7]
في نزهة الألبّاء، ووفيات الأعيان، والمختصر، وتاريخ ابن الوردي، وعيون التواريخ:«ويخان فيه مع الكساد» . وفي مختصر تاريخ دمشق «منه» .
[8]
الأبيات في: نزهة الألبّاء 286، ووفيات الأعيان 1/ 58، ومختصر تاريخ دمشق 4/ 82، والمختصر في أخبار البشر 3/ 4، وتاريخ ابن الوردي 2/ 36، وعيون التواريخ 12/ 209، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 134.
[9]
في عيون التواريخ: «جفنك» .
إشارةٌ منكِ تكفيني [1] ، وأحسن ما [2]
…
رُدَّ السّلامُ، وغَدَاة البَيْنِ بالعَنَمِ [3]
تَعليقُ قلبي بذاتِ القُرْطِ يُؤلمهُ [4]
…
فينكر [5] القُرْطُ تعليقًا بلا ألم
وما نسيت، ولا أنسى تجشُّمَها [6]
…
ومنسم [7] الجوّ غُفْلٌ، غير ذي عَلَمِ
حتى إذا طاح [8] منها [9] المِرْط من دَهَشٍ
…
وانْحَلّ بالضّمّ سلْك [10] العُود في الظُّلَم
تبسّمت فأضاء الجوّ [11] ، فالتقطتْ
…
حبّات متعثّر [12] في ضوء منتظم [13]
وله:
إذا ما قلّ عقلُ المرءِ قلّت هُمُومُه
…
ومن لم يكنْ ذا مُقْلةٍ كيف يَرْمَدُ؟
وقد تصقل الضبات وهي كليلةٌ
…
وتصيد أحدّ السِّيفِ وهو مُهَنَّد
وله:
إني لأَشْكُو خُطُوبًا لَا أعيّنها
…
ليبرأ النّاسُ من لَومي ومن عذْلي
كالشّمع يبكي ولا يُدرى، أَعَبْرَتُهُ
…
من حُرْقة النّار، أو من فرقةِ العَسَلِ
وله القصيدة السّائرة:
أحِطْ عن [14] الدُّرر الزّهر اليَوَاقِيتا
…
واجعل لحجّ تَلاقِينا مواقيتا
[1] في سير أعلام النبلاء، ومرآة الجنان:«تكفينا» ، وفي وفيات الأعيان:«تغنيني» .
[2]
في عيون التواريخ: «وأفصح» .
[3]
العنم (بالعين المهملة) : ضرب من الشجر له نور أحمر تشبه به الأصابع المخضوبة.
[4]
في الأصل: «يوليه» ، والمثبت عن السير وعيون التواريخ.
[5]
في عيون التواريخ: «فليشر» .
[6]
في الوافي بالوفيات: «تبسّمها» .
[7]
في الوافي: «ملبس» .
[8]
في مرآة الجنان: «طرح» .
[9]
في عيون التواريخ: «أطاح عنها» ، وفي الوافي:«طاح عنها» .
[10]
في العيون: «العقد في النظم» ، وفي الوافي:«عقد السلك» ، وفي وفيات الأعيان:«سلك العقد» .
[11]
في العيون: «فأضاء الليل» .
[12]
في وفيات الأعيان، العيون:«منتثر» ، ويقال:«حباب منتشر» .
[13]
الأبيات في: وفيات الأعيان 1/ 59، وسير أعلام النبلاء 19/ 554، 555، وعيون التواريخ 12/ 208، ومرآة الجنان 3/ 230، والوافي بالوفيات 6/ 54.
[14]
في المختصر، وتاريخ ابن الوردي، وعيون التواريخ:«أمط على» .
فثغرُكَ اللَّؤلؤ المبيضّ لَا الحجر
…
المسْوَدّ طالبه يطوي السّباريتا [1]
لنا بذِكراك [2] أذكى الطَّيب رائحةً
…
ونورُ وجْهِكَ ردّ البَدر مبهوتا
وفتية من كُماه التُّرْكِ [3] ما تركَتْ
…
للرَّعْد كنانهم [4] صَوْتًا ولا صِيتا
قوم إذا قُوبلوا كانوا ملائكةً
…
حُسْنًا، وإن قُوتلوا كانوا عفاريتا [5]
مُدَّت إلى النَّهْب أيديهم وأعيُنُهم،
…
وزادهم قلق الأخلاق تثبيتا [6]
وله:
طفقت تقول أسيرة الكَلَل
…
لك ناظرٌ أَهدى فؤادَكَ لي
وأراك رائد مهمَّة قذف
…
ما عاقَهَا القَمَران عن زُحَلِ
من ضنها بالطَّيْف توعدنا
…
جود النبأ يعد في البخل
استغفر الله المركب في أسل
…
القُدُودِ لها ذمّ المُقَل
فاسننْ عليك دلاص تسليةٍ
…
فاللحظ يُبْطل حُجَّةَ البطلِ
بك من جواري السّرب نازلةٌ
…
بالحُسْن بين مراكز الأَسَلِ
بدويَّة الحِلَل افتتنْتُ بها
…
لما بَدَت خصريَّة الحُلَلِ
يا دُمْيةً سَفَكَت دمي عشارًا
…
أنا ابن بجدة حَوْمة الوهلِ
ما ضقتُ يومًا بتحيّتي لهم
…
إلّا وكان نزالُهُمْ نزلي
ومن السّفاهةِ مَقْتُ ذي لامعة
…
ومن العناء عتابُ ذِي مللِ
وله:
وربّ خطيبٍ حللْتُ عُقْدَتَه
…
بمنزلٍ لَا تُحل فيه حبا
ومالك جئت نحوه ظلمًا
…
فزرته مشرق المنى شحبا
[1] في عيون التواريخ: «المسود لائمة يطوى السنا زيتا» .
[2]
في العيون: «ونشر ذكراك» .
[3]
في المنتظم، والمختصر في أخبار البشر، وتاريخ ابن الوردي:«في فتية من جيوش الترك» .
[4]
في المنتظم، والكامل:«كرّاتهم» ، ومثله في: المختصر في أخبار البشر 3/ 4، وتاريخ ابن الوردي 2/ 36.
[5]
هذا البيت والّذي قبله فقط في الكامل 10/ 667، والمنتظم 10/ 15، 16 (17/ 257) .
[6]
انظر الأبيات أو بعضها في: المنتظم 10/ 15، 16 (17/ 257) ، والكامل في التاريخ 10/ 667، والمختصر في أخبار البشر 3/ 4، وتاريخ ابن الوردي 2/ 36، وعيون التواريخ 12/ 209، 210.
جاد بما يملأ الحقائب لي
…
وحدّث بالمدْح يملأ الحُقبا
وكم تصيّدته والصِّبى شركي
…
شرب ظبا لحاطمين ظبا
على عذير بروده نَظَمتْ
…
نوادرها حول بدره شُهُبا
يدقّ فيه الغمام أسهُمَهُ
…
فيكتسي من نصالها حَسَبا
ويعجم الطَلّ ما يحطّ على صفحته
…
مرّ شمال وصبا
ضروب نقْش كأنما خلع الزّهر
…
عليهن بُرده طَرَبا
لو كنّ يتّقين ظنّهن صفيّ
…
الدّولة الأحرف التي كتبا [1]
قال ابن السّمعاني: خرج الغّزي متوجّهًا من مَرْو إلى بلْخ في سنة أربع وعشرين، فأدركته المَنِيَّة في الطريق، فحُمِل إلى بلْخ ودُفن بها، وله ثلاث وثمانون سنة [2] .
46-
إسماعيل بن الفضل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي بْن الإخشيد [3] .
[1] ومن شعره:
إنما هذه الحياة متاع
…
والسفيه الغويّ من يصطفيها
ما مضى فات والمؤمّل غيب
…
ولك الساعة التي أتت فيها
وله من قصيدة:
ليت الّذي بالعشق دونك خصّني
…
يا ظالمي قسم المحبّة بيننا
ألقى الهزبر فلا أخاف وثوبه
…
ويروعني نظر الغزال إذا رنا
وله:
وقالوا بع فؤادك حين تهوى
…
لعلك تشتري قلبا جديدا
إذا كان القديم هو المصافي
…
وخان فكيف آتمن الجديدا؟
وترك قول الشعر وغسل كثيرا منه، وقال:
قالوا: هجرت الشعر. قلت: ضرورة
…
باب البواعث والدواعي مغلق
خلت البلاد فلا كريم يرتجى
…
منه النّوالُ ولا مليحٌ يُعشَقُ
ومن العجائب إنه لا يشترى
…
ويخان فيه مع الكساد ويسرق
(المنتظم) .
[2]
وقال ابن الجوزي: وكان يقول: إني لأرجو أن يعفو الله عني ويرحمني لأني شيخ مسنّ قد جاوزت السبعين، ولأني من بلد الإمام الشافعيّ. وكان موته في هذه السنة حقّق الله رجاءه (المنتظم) .
[3]
انظر عن (إسماعيل بن الفضل) في: التحبير 1/ 101- 104 رقم 27، والإعلام بوفيات الأعلام 214، والمعين في طبقات المحدّثين 153 رقم 1661، وسير أعلام النبلاء 19/ 555، 556 رقم 322، والعبر 4/ 55، وعيون التواريخ 12/ 220، ومرآة الجنان