الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف العين
-
327-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن البَيْضاويّ [1] .
أبو الفتح، أخا قاضي القُضاة أبي القاسم الزَّيْنبيّ لأُمّه.
سَمِعَ: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصَّمد بن المأمون، والصَّرِيفينيّ، وابن النَّقُّور.
قال ابن السَّمْعانيّ: كتبتُ عنه الكثير، وهو شيخ صالح، متواضع، متحرٍّ [2] في قضائه الخير والإنصاف، متثبِّت.
وتُوُفّي في نصف جُمَادَى الأولى.
قلت: وروى عنه: ابن الجوزيّ، والكِنْديّ، وجماعة.
328-
عبد الرّزّاق بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى [3] أبو المحاسن الطَّبَسِيّ [4] ، نزيل نَيْسابور.
كان مُفيد الغُرباء، قرأ لهم الكثير. وكان حَسَن القراءة سريعها.
قرأ «صحيح مسلم» ثماني عشرة مرَّة على الفُرَاويّ للنّاس، وكان كثير الصّلاة، نظيف الظّاهر، جميل الأمر.
سمع: عبد الغفّار الشّيرُويّ، وأبا عليّ الحدّاد، وغانما البرجيّ، وابن بيان الرّزّاز، وغيرهم.
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد البيضاوي) في: الأنساب 2/ 368، والمنتظم 10/ 104، 105 رقم 145 (18/ 29 رقم 4093) ، ومشيخة ابن عساكر (مخطوط) ، ورقة 93 ب، والعبر 4/ 102، وسير أعلام النبلاء 20/ 182 رقم 117، وعيون التواريخ 12/ 376، ومرآة الجنان 3/ 268، والجواهر المضيّة 2/ 343، 344، والنجوم الزاهرة 5/ 273، والطبقات السنية، رقم 1105، وشذرات الذهب 4/ 115.
و «البيضاوي» : نسبة إلى بلدة تدعى بيضاء من بلاد فارس.
[2]
في الأصل: «متحرّي» ، والأصوب ما أثبتناه.
[3]
انظر عن (عبد الرزاق بن محمد) في: المنتخب من السياق 359 رقم 1187، والأنساب 8/ 210، والتقييد لابن نقطة 351 رقم 437، والمشتبه في الرجال 1/ 421.
[4]
الطّبسي: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة. هذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برّية إذا خرجت منها إلى أيّ صوب سلكت وقصدت لا بدّ من ركوب البرّية، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل [1] .
روى عنه: أبو سعد السَّمْعانيّ.
329-
عبد المجيد بن إسماعيل [2] .
القاضي أبو سعيد الهَرَويّ، قاضي الرُّوم.
تفقه بما وراء النّهر على: البَزْدَوِيّ، والسّيّد الأشرف، وجماعة.
وتخرج به الأصحاب. وله مصنفات في الأصول والفروع، وخُطب ورسائل ونظم ونثر.
قدِم دمشقَ، ودرَّس ببغداد.
ومات بقَيْساريَّة، وقد نيَّف على الثّمانين.
وكان من كبار الحنفيَّة.
330-
عبد المجيد بن القاسم بن الحَسَن بن بُنْدار [3] .
أبو عبد الرحيم الزَّيْديّ، الإسْتِراباذيّ [4] ، الحاجيّ.
ديّن، شيخ زَيْديّ المذهب.
سمع: ظَفَر بن الدّاعي، وغيره.
[1] وقال عبد الغافر الفارسيّ: شابّ، سديد، صائن، محصّل، من بيت العلم والحديث، سمع أبوه الكثير بنيسابور.
وهذا قدم نيسابور واختلف إلى أبي نصر القشيري ودرس عليه، وحصّل الكثير من مشايخنا المتأخّرين، وسمع من أبي الحسن أيضا، وهو كثير القراءة، صحيحها، جامع بين تحصيل العلم والسداد في السيرة والطريقة، كثير العبادة.
[2]
انظر عن (عبد المجيد بن إسماعيل) في: تاريخ دمشق، ومعجم البلدان 1/ 397، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 185 رقم 180، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 38، والجواهر المضيّة 2/ 465، 466 رقم 861، والنجوم الزاهرة 5/ 272، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 359، والطبقات السنية، رقم 1323، والفوائد البهية 112، وهدية العارفين 1/ 619، ومعجم المؤلفين 6/ 167، 168.
[3]
انظر عن (عبد المجيد بن القاسم) في: لسان الميزان 4/ 56 رقم 161.
[4]
الإستراباذي: بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحّدة بين الألفين وفي آخرها الذال المعجمة. هذه النسبة إلى إستراباذ، وقد يلحقون فيه ألفا أخرى بين التاء والراء، فيقولون أستراباذ إلّا أن الأشهر هذا، وهي بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان. (الأنساب 1/ 214) .
وحدَّث في هذه السّنة [1] .
331-
عبد الواحد بن أحمد بن عَبْد القادر بن مُحَمَّد بن يوسف [2] .
أَبُو محمد اليوسُفيّ، البغداديّ، أخو عبد الله، وعبد الخالق.
شيخ صالح، ديِّن، سافر الكثير، وطاف في الآفاق.
وسمع من: أبي نصر الزَّيْنبيّ، وأخيه طِراد النّقيب، وسمع من: أبي المحاسن الرُّويَانيّ، وأبي سعد بن أبي صادق الحِيريّ، وأبي سعد المطرَّز.
وأقام باليمن مدّة.
ولد سنة سبعين وأربعمائة.
وقدِم من الحجاز بغدادَ في سنة خمسٍ وثلاثين وحدَّث، ثمّ رجع وركب البحر، فغرق في حدود سنة سبْعٍ [3] .
332-
عثمان بن محمد بن حمد بن محمد [4] .
أبو عَمْرو البلْخيّ، ويُعرف بالشّريك.
قال السَّمْعانيّ [5] : كان فاضلًا، حَسَن السّيرة، من أهل العلم، مكثِرًا من الحديث، معمرًا [6] .
سمع: أباه، وأبا عليّ الوَخشيّ، ومحمد بن عبد الملك الماسكانيّ، وإسماعيل بن عثمان إمام جامع بلْخ، وأبا سعيد الخليل بن أحمد السّجزيّ.
كتب إليّ بمرويّاته.
[1] وقال ابن حجر: توفي في حدود الأربعين وخمسمائة.
[2]
انظر عن (عبد الواحد بن أحمد) في: ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 197- 200 رقم 104.
[3]
وقال ابن السمعاني: وقرأت عليه ببغداد ومكة والمدينة من أجزاء كانت معه.
[4]
انظر عن (عثمان بن محمد) في: التحبير 1/ 552- 559 رقم 541، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 175 أ، 175 ب، وسير أعلام النبلاء 20/ 166، 167 رقم 101، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 29.
[5]
في التحبير 1/ 552.
[6]
أضاف ابن السمعاني: «وإنما ذكرت اسمه لإكثاره» .
ومن مسموعاته: «شرح الآثار» للطّحاويّ، يرويه بواسطة ثلاثة، و «الموطّأ» يرويه عَنْ عبد الوهّاب بن أحمد الحديثيّ، عَنْ زاهر السَّرْخسيّ، «وتفسير أبي اللَّيْث» ، رواه عَن الوخْشيّ، عَنْ تميم بن زُرْعَة، وروى عَن الوخشيّ عدَّة تفاسير كبار [1] ، وكتاب «معاني الآثار» للطّحاويّ، يرويه عَن القاضي إبراهيم بن محمد بن سليمان الورّاق، عَن ابن المقرئ، عنه، و «سنن» أبي داود، يرويه عَن الوخْشيّ، عَنْ أبي عمر الهاشميّ، وعن أبي محمد بن النّحّاس المصريّ، وعن أبي محمد النَيّسابوريّ صاحب ابن داسة [2] .
تُوُفّي ببلْخ في سَلْخ جُمَادَى الأولى سنة 537.
333-
علي بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن علي بن عِياض بن أبي عَقِيل [3] .
أبو طالب الصُّوريّ، ثمّ الدمشقيّ.
كان أبوه وأجداده من قُضاة صُور، وهو شيخ مهيب، ساكن، حسن
[1] منها: «التفسير» الملقّب ب «جامع العلوم» لأميرك الروّاس، تسعة عشر مجلّدا.
و «التفسير» للكلبي.
و «التفسير» لمقاتل بن سليمان.
و «التفسير» لقتادة.
و «التفسير» لمجاهد بن جبر.
و «التفسير» لعبد الرزاق الصنعاني.
و «التفسير» لعبد بن حميد الكشي.
و «التفسير» لابن جريج.
و «التفسير» لبكر بن سهل الدمياطيّ.
[2]
وروى أيضا: كتاب «البستان» للفقيه أبي الليث نصر بن إبراهيم السمرقندي.
[3]
انظر عن (علي بن عبد الرحمن الصوري) في: أدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني 52 و 78 و 81 و 83 و 143، والأنساب 8/ 105، ومشيخة ابن عساكر (مخطوط) ورقة 144 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 31/ 556 و 20/ 342 و 48/ 338، ومعجم السفر للسلفي (مصوّرة دار الكتب المصرية) ق 1/ 203، 204، وبغية الطلب (مصوّرة معهد المخطوطات) 7/ 224، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 18/ 126 رقم 25، والعبر 5/ 2، وسير أعلام النبلاء 20/ 108، 109 رقم 66، وعيون التواريخ 12/ 374، والنجوم الزاهرة 5/ 273، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم الثاني) ج 3/ 47، 48 رقم 737، وأعلام النساء 2/ 37.
السّيرة، يرجع إلى صيانة وديانة.
سكن مصر مدَّة، وسمع بها من: أبي الحَسَن الخِلَعيّ، ومحمد بن عبد الله الفارسيّ.
ودخل بغداد [1] وسمع بها من: أَبِي القاسم بْن بيان.
قال ابن السَّمْعانيّ: قرأت عليه «المعجم» لابن الأَعرابيّ، ومولده بعد السّتّين بصور. وكان يُلقَّب بالقاضي بهجة الملك [2] .
تُوُفّي فِي ربيع الْأَوَّل.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ابن عساكر، [3] وابنه، وجماعة.
قال ابن عساكر [4] : أصله من حَرّان.
وسمع أيضًا من الفقيه نصر، وكان من أعيان مَن بدمشق.
وكان ذا صلاة وصيام، وقورًا، مهيبًا. حكى لي عتيقه نُوشتِكِين أنّه سمعه في مرضه يقول: قرأت أربعة آلاف ختمة [5] .
[1] وكان دخوله إليها سنة 510 هـ.
[2]
وقال أيضا: من شيوخنا. وبيت أبي عقيل بيت الفضل والقضاء والتقدّم. لقيته بدمشق وكتبت عنه وقرأت عليه في منزله عدّة كتب. (أدب الإملاء والاستملاء 52) .
[3]
في مشيخته 144 ب.
[4]
في تاريخ دمشق 31/ 556.
[5]
وقال السلفي: ثقة في الرواية، وبيتهم من أجلّ بيت في الشام رياسة وعلما وإكراما لمن ينزل بهم من العلماء. (معجم السفر 1/ 203، 204) .
روى عنه ابن الخصيب أبو المفضّل محمد بن الحسين بن أبي الرضا القرشي الدمشقيّ المتوفى سنة 601، وزمرّدة بنت ماديلي الخاتون أخت الملك دقاق تاج الدولة لأمّه وزوج تاج الملوك بوري بن طغتكين. (تاريخ دمشق 48/ 338، أعلام النساء 2/ 37) .
وسمعه إبراهيم بن نصر النهاوندي. (تاريخ دمشق 31/ 556) .
وقال ابن شاكر الكتبي: كان والده وجدّه من قضاة صور، وله البيت العريق في العلم والقضاء والرئاسة.
وقال ابن السمعاني: وسألته عن مولده فقال: بعد الستين والأربعمائة. وأنشدنا لنفسه هذه الأبيات:
عريت من الشباب وكنت غضّا
…
كما يعرى من الورق القضيب
بكيت على الشباب بدمع عيني
…
فما نفع البكاء ولا النحيب
فيا ليت الشباب يعود يوما
…
فأخبره بما صنع المشيب
(عيون التواريخ 12/ 374) .
334-
عليّ بن يوسف بن تاشفين [1] .
أمير المسلمين، صاحب المغرب.
توفّي والده في سنة خمسمائة، فقام بالمُلْك مكانه، وتلقَّب بلقب أبيه أمير المؤمنين، وجرى على سُنته في الجهاد، وإخافة العدوّ.
وكان حَسَن السّيرة، جيّد الطَّويَّة، عادلًا، نزِهًا، حتّى كان إلى أن يُعَدّ من الزّهّاد المتبتّلين أقرب، وأدخل من أن يُعَدّ من الملوك. واشتدّ إيثاره لأهل العِلم والدّين. وكان لَا يقطع أمرًا في جميع مملكته دون مشاورتهم.
وكان إذا ولّى أحدًا من قُضاته، كان فيما يعهد إليه أن لَا يقطع أمرًا دون أن يكون بمحضر أربعةٍ من أعيان الفُقهاء، يشاورهم في ذلك الأمر، وإنْ صَغُرَ.
فبلغ الفُقهاء في أيّامه مبلغًا عظيمًا، ونفقت في زمانه كُتُب الفقه في مذهب مالك، وعُمل بمقتضاها، وأنبذ وراءه ما سواها. وكثُر ذلك حتّى نسي العلماء النَّظَر في الكتاب والسُّنَن، ودان أهل زمانه بتكفير كلّ من ظهر منه الخَوْض في شيء من علوم الكلام. وقرَّر الفقهاء عنده تقبيح الكلام وكراهية الصَّدْر الأوّل له، وأنّه بِدْعة، حتّى استحكم ذلك في نفسه، وكان يكتب عنه كلّ الأوقات إلى البلاد بالوعيد على مَن وُجِد عنده شيءٌ من كُتُب الكلام.
ولمّا دخَلَت كُتُب أبي حامد الغزّاليّ- رحمه الله إلى المغرب، أمَرَ أمير المسلمين عليّ بن يوسف بإحراقها، وتوعَّد بالقتل من وجِد عنده شيءٌ منها.
واشتد الأمر في ذلك إلى الغاية.
[1] انظر عن (علي بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 10/ 417، والمعجب 252- 261، ووفيات الأعيان 5/ 49 (في ترجمة ابن تومرت) و 7/ 123، 125، 126، والحلّة السيراء 2/ 90، 100، 193، 197، 205، 212، 216، 249، 276، 277، والإعلام بوفيات الأعلام 220، وسير أعلام النبلاء 20/ 124، 125 رقم 75، ودول الإسلام 2/ 56، والعبر 4/ 102، وعيون التواريخ 12/ 376، ومرآة الجنان 3/ 268، والإحاطة 4/ 58، 59 وشرح رقم الحلل 120، 181، 182، 186، 187، 189، 197، والحلل الموشية 61- 90، وتاريخ ابن خلدون 6/ 188، 189، والنجوم الزاهرة 5/ 272، وجذوة الاقتباس 291، ونفح الطيب 4/ 377، وشذرات الذهب 4/ 115، والاستقصاء في أخبار المغرب الأقصى 2/ 61- 69، ومعجم الأنساب والأسرات الحاكمة 113، وأخبار الدول 2/ 410.
واعتنى باستدعاء [النُّسّاخ][1] والكُتاب، فاجتمع له ما لم يجتمع لسّلطان منهم، كأبي القاسم بن الحذّاء الأحدب، وأبي بكر محمد بن محمد بن القنطريّة، وأبي عبد الله محمد بن أبي الخطّال، وأخيه أبي مروان، وعبد المجيد بن عَبْدان.
وطالت أيامه، إلى أن التقى عسكر بَلَنْسِية مع العدوّ الملعون، فهزموا المسلمين [2] ، وقتلوا من المرابطين خلقا كثيرا، وذلك بعد الخمسمائة، فاختلّت بعدها حال عليّ بن يوسف، وظهرت في بلاده مناكِرُ كثيرة، لاستيلاء أمراء المرابطين الّذين هم جُنْده على البلاد الأندلُسيَّة، ثمّ ادعوا الاستبداد بالأمور، وانتهوا في ذلك إلى التّصريح، وصار كلّ واحدٍ منهم يجهر بأنّه خيرٌ من أمير المسلمين عليّ بن يوسف، وأنّه أَوْلَى بالأمر منه.
واستولى النّساء على الأحوال، وصارت كلّ امرأةٍ من أكابر البربر مشتملةً على كلّ مُفْسِدٍ وشرّير، وقاطعِ سبيل، وصاحب خمرٍ، وأميرُ المسلمين في ذلك يزيد تغافُلُه، وَيقْوَى ضعْفُه، وقنع بالاسم والخُطْبة. وعكف على العبادة، فكان يصوم النّهار، ويقوم اللّيل، واشتهر عنه ذلك، وأهمل أمر الرعيَّة غاية الإهمال.
وكان يعلم من نفسه العجز، حتّى أنّه رفع مرَّة يديه وقال: اللَّهمّ قيِّض لهذا الأمر من يقوى عليه ويُصْلح أمور المسلمين.
حكى عنه هذا عبد الله بن خيار.
وقال ألْيَسع بن حزْم: وُلّي عليّ بن يوسف، فنشأت من المرابطين والفقهاء نشأة [3] أهزلوا دينهم، وأسمنوا براذينهم، قلّدهم البلاد، وأصاخ إلى رأيهم فخانوه، وأشاروا عليه بأخْذ مملكة ابن هود، وقرَّروا عنده أنّ أموال المستنصر صاحب مصر أيّام الغلاء حصلت كلُّها عند ابن هود، وأرَوْه الباطلَ في صورة الحقّ.
[1] في الأصل بياض، والمستدرك على وجه الترجيح.
[2]
انظر: الكامل في التاريخ 1/ 586.
[3]
في الأصل: «نشأ» .
قلت: وثب عليه ابن تُومَرت كما ذكرنا، وجَرَت بين الطّائفتين حروبٌ، ولم يزل أمر عبد المؤمن يقوى ويظهر، ويستولي على الممالك، وأمر عليّ بن يوسف في سفال وزوال، إلى أن تُوُفّي في هذا العام، وعُهِد إلى ابنه تاشفين، فعجز عَن الموحدين، وانزوى إلى مدينة وهران، فحاصره الموحّدون بها، فلمّا اشتدّ عليه الحصار خرج راكبًا، وساق إلى البحر، فاقتحمه وغرق، فيقال إنّهم أخرجوه وصلبوه، ثمّ أحرقوه. وذلك في عام أربعين. وانقطعت الدّعوة لبني العبّاس بموت عليّ وابنه تاشفين.
وكانت دولة بني تاشفين بمَرّاكُش بِضْعًا وسبعين سنة.
تُوُفّي عليّ في سابع رجب، وله إحدى وستّون سنة.
335-
[عُمَر][1] بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل بن محمد بن نُعمان [2] .
النَّسَفيّ، ثمّ السَّمَرْقَنْديّ.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان إمامًا، فاضلًا، مبرّزًا، متفنّنًا.
صنَّف في كل نَوع من العِلم، في التّفسير، والحديث، والشُّروط، ونَظَم «الجامع الصغير» لمحمد بن الحَسَن، حتّى صنَّف قريبًا من مائة مصنَّف. وورد بغداد حاجّا في سنة سبع وخمسمائة.
وحدّث عن: إسماعيل بن محمد النّوحيّ [3] ، وطائفة.
[1] في الأصل بياض، استدركته من المصادر.
[2]
انظر عن (عمر بن محمد) في: التحبير 1/ 527- 529 رقم 514، ومعجم الأدباء 16/ 70، 71، والعبر 4/ 102، وسير أعلام النبلاء 20/ 126، 127 رقم 76، ومرآة الجنان 3/ 268، وعيون التواريخ 12/ 375، والجواهر المضيّة 1/ 394، 395، ولسان الميزان 4/ 327، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 34، 35، وطبقات المفسّرين للسيوطي 27، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 5- 7، ومفتاح السعادة 1/ 127، 128، وطبقات المفسّرين لطاش كبرى زاده 92، وكتائب أعلام الأخيار، رقم 307، والطبقات السنية، رقم 1646، وطبقات المفسّرين للأدنه وي (مخطوط) ورقة 41 ب، وكشف الظنون 1/ 247، 296، 415، 418، 519، 553، 564، 602، 668، 706، 756 و 2/ 1114، 1125، 1145، 1230، 1356، 1602، 1686، 1731، 1867، 1868، 1871، 1929، 2027، 2048، 2054، وشذرات الذهب 4/ 115، والفوائد البهيّة 149، 150، وهدية العارفين 1/ 783، وإيضاح المكنون 1/ 25، 117، وفهرس الفهارس 1/ 215، ومعجم المطبوعات 1854، ومعجم المؤلفين 7/ 305، 306، وعلم التأريخ عند المسلمين 633.
[3]
تحرّفت إلى «التنوخي» في: الجواهر المضية، ولسان الميزان. و «النّوحي» بضم النون، نسبة
وتُوُفّي النّوُحيّ سنة إحدى وثمانين.
قال السَّمْعانيّ: روى لنا عنه: إسماعيل بن أبي الفضل النّاصحيّ. وكتب لي بالإجازة، وقال: شيوخي خمسمائة وخمسون رجلًا.
قال ابن السَّمْعانيّ: ولمّا وافَيْت من سَمَرْقَنْد، استعرْتُ عدَّة كُتُب ممّا جمعه وصنّفه، فرأيت فيها أوهامًا كثيرة، خارجة عَن الإحصاء، فعرفت أنّه كان ممّن أحبّ الحديث وطلبه، ولم يُرْزَق فَهمه [1] .
وكان له شِعْر حَسَن على طريقة الفُقهاء والحكماء.
وتُوُفّي في ثاني عشر جُمَادَى الأولى.
ومولده سنة إحدى أو اثنتين وستّين وأربعمائة [2] .
قلت: روى عنه كتاب «القَنْد [3] في ذكر علماء سَمَرْقَنْد» أبو بكر محمد بن محمد بن عليّ البغداديّ الأديب، وأبو القاسم محمود بن عليّ النَّسَفيّ.
ومن شِعْره:
كم ساكتٍ أبلغ من ناطقٍ
…
وراجِل أشجعُ من فارسِ
ولاحق يسبق عُربًا مَضَوْا
…
بفضل دِينٍ، وهو من فارس [4]
[ () ] إلى نوح أحد أجداده.
[1]
وقال ابن السمعاني في (التحبير 1/ 527، 528) : إمام، فقيه، فاضل، عارف بالمذهب، والأدب صنّف التصانيف في الفقه والحديث، ونظم الجامع الصغير وجعله شعرا، وأما مجموعاته في الحديث فطالعت منها الكثير وتصفّحتها، فرأيت فيها من الخطأ وتغير الأسماء وإسقاط بعضها شيئا كثيرا وأوهاما غير محصورة، ولكن كان مرزوقا في الجمع والتصنيف
…
كتب إليّ الإجازة بجميع مسموعاته ومجموعاته، ولم أدركه بسمرقند حيا. وحدّثني عنه جماعة، وإنّما ذكرته في هذا المجموع لكثرة تصانيفه وشيوع ذكره، وإن لم يكن إسناده عاليا، وكان ممّن أحبّ الحديث وطلبه، ولم يُرْزَق فَهمه. وكان له شعر حسن مطبوع على طريقة الفقهاء والحكماء.
[2]
التحبير 1/ 529.
[3]
في الأصل: «الفند» بالفاء. وهو خطأ. و «القند» : بفتح القاف وسكون النون. معناه: العسل.
[4]
وانظر بعض شعره في: معجم الأدباء 16/ 71، وعيون التواريخ 12/ 375.