الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتفقه ببُخارى على: أبي الخطّاب الكَعْبيّ. وببلْخ على: الإمام أبي حامد الشُّجَاعيّ.
ذكره ابن السّمعانيّ فقال: إمام، فاضل، ورِع، له يدّ باسطة في النَّظَر.
وورد بغداد حاجًا في سنة ستّ عشرة، وحدَّث بها. ولي منه إجازة.
تُوُفّي أبو عليّ هذا في الحادي والعشرين من رمضان.
وأبو الخطّاب هذا هو: محمد بن إبراهيم القاضي.
138-
حُمَيْد بن منصور [1] .
أبو نصر الدَّرْعيّ، الهَمَذانيّ، الصُّوفيّ، المعروف بالشَيخ الزّاهد.
نزيل بغداد، وخادم رباط بهروز.
قال ابن السّمعانيّ: كان صالحًا، كثير التَّهَجُّد، دائم التّلاوة، خدم الفقراء، وناطَحَ التّسعين.
وسمع بهَمَذَان: بُجَيْر بن منصور، ومحمد بن الحسين بن فَنْجُوَيْه.
وسمعت منه، وقال: لي ثلاث وتسعون سنة.
قال: وذلك في وسط سنة اثنتين.
وتُوُفّي في ثامن عشر رمضان سنة ثلاثٍ وثلاثين. وصلّى عليه أبو محمد سِبْط الخيّاط بوصيةٍ منه.
وتُوُفّي شيخه بجير سنة تسعين وأربعمائة.
-
حرف الزاي
-
139-
زاهر بْن طاهر بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يوسف بْن محمد بْن المَرْزُبان [2] .
[1] انظر عن (حميد بن منصور) في: معجم الشيوخ لابن السمعاني.
[2]
انظر عن (زاهر بن طاهر) في: المنتخب من السياق 229، 230 رقم 724، والمختصر الأول للسياق (مخطوط) ورقة 121، والمنتظم 10/ 79، 80 رقم 102 (17/ 336، 337 رقم 4048) ، والكامل في التاريخ 11/ 71، والتقييد لابن نقطة 272، 273 رقم 336، ودول الإسلام 2/ 53، والإعلام بوفيات الأعلام 219، والمعين في طبقات المحدّثين 157 رقم 1696، وسير أعلام النبلاء 20/ 9- 13 رقم 5، والعبر 4/ 91، 92، وميزان الاعتدال.
أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن النَّيْسابوريّ، الشّحّاميّ، الشُّرُوطيّ.
المحدّث المستملي.
وُلِد في ذي القعدة سنة ستّ وأربعين وأربعمائة [1] بنيسابور، واعتنى به أبوه فسمّعه الكثير، وبكّر به، واستجاز له الكبار.
وسمع أيضًا «مُسْنَد أبي يَعْلَى» من أبي سعد الكَنْجَرُوذيّ، «والسُّنَن الكبير» للبَيْهَقيّ، منه.
وسمع «الأنواع والتقاسيم» من عليّ بن محمد البَحَّاثيّ، عن محمد بن أحمد الزَّوْزَنيّ، عن أبي حاتم البُسْتيّ.
وسمع كتاب «شعب الإيمان» و «الزّهد الكبير» و «المدخل إلى السُّنَن» وبعض «تاريخ الحاكم» أو أكثره، من أبي بكر البَيْهَقيّ.
وسمع: أباه، وأبا يَعْلَى إسحاق بن عبد الرحمن الصّابونيّ، وأبا سعد الكَنْجَرُوذيّ المذكور، وأبا عثمان سعيد بن أبي عَمْرو البَحيريّ، وسعيد بن أبي سعيد العيّار، ومحمد بن محمد بن حمدون السُّلَميّ، وأبا القاسم عبد الكريم القُشَيْريّ، وسعيد بن منصور القُشَيريّ، وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس، وأحمد بن منصور المغربيّ، وأبا بكر محمد بن الحَسَن المقرئ، ومحمد بن عليّ الخشّاب، وأبا الوليد الحَسَن بن محمد البلْخيّ، وخلْقًا سواهم في مشيخته الّتي وقعت لنا بالإجازة العالية.
وأجاز له: أبو حفص بن مسرور الزّاهد، وأبو محمد الجوهريّ، وأبو الحسين عبد الغافر الفارسيّ.
[2] / 64، والمغني في الضعفاء 1/ 236، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 118- 120، والبداية والنهاية 12/ 215، والوافي بالوفيات 14/ 167، وعيون التواريخ 12/ 353، وغاية النهاية، رقم 1282، ولسان الميزان 2/ 470 رقم 1892، وكشف الظنون 1/ 370، وشذرات الذهب 4/ 102، وهدية العارفين 1/ 372، وديوان الإسلام 2/ 368 رقم 1041 وفيه تحرّف إلى:«زاهد» ، والرسالة المستطرفة 74، وتاريخ الأدب العربيّ 6/ 246، والأعلام 3/ 40، ومعجم المؤلفين 4/ 179.
[1]
المنتظم.
وحدَّث بنَيْسابور، وبغداد، وهَرَاة، وهَمَذَان، وأصبهان، والرَّيّ، والحجاز. واستملى بعد أبيه على شيوخ نَيْسابور كأبي بكر بن خَلَف الشّيرازيّ فمَن بَعْده.
وكان شيخًا متيقظًا، له فَهْمٌ ومعرفة، فإنه خرّج لنفسه «عوالي مالك» و «عوالي سُفْيان بن عُيَيْنَة» ، والألف حديث «السُّباعيّات» . وجمع عوالي ما وقع له من حديث ابن خُزَيمة في نيِّفٍ وثلاثين جزءًا، وعوالي ما وقع له من حديث السّرّاج، نحوًا من ذلك. وعوالي عبد الله بن هاشم، وعوالي عبد الرحمن بن بِشْر، «وتُحفة [1] العيدين» ، ومشيخته.
وأملى بنَيْسابور قريبًا من ألف مجلس، وصار له أنس بالحديث.
وكان ذا نهمة في تسميع حديثه، رحل في بذْله كما يرحل غيره في طلب الحديث، وكان لَا يضجر من القراءة.
قال ابن السّمعانيّ: كان مكثِرًا متيقظًا، وَرَدَ علينا مَرْو قَصدًا للرواية بها، وخرج معي إلى أصبهان، لَا له شغل إلّا الرواية بها. وازدحم عليه الخلق.
وكان يعرف الأجزاء. وجمع، ونسخ، وعُمِّر. فقرأت عليه «تاريخ نَيْسابور» في أيّام قلائل، فكنت أقرأ من قبل طلوع الشمس إلى الظهر، ثمّ أصلّي وأقرأ إلى العصر، ثمّ إلى المغرب. وربّما كان يقوم من موضعه.
وكان يُكرم الغرباء يُعِيرهم الأجزاء، ولكنّه لَا يخلّ بالصّلاة إخلالًا ظاهرًا وقت خروجه معي إلى أصبهان، فقال لي أخوه وجيه: يا فلان، اجتهد حتّى تُقعد هذا الشَيخ ولا يسافر ويفتضح بترك الصّلاة. وظَهَر الأمر كما قال أخوه، وعرف أهل أصبهان ذلك وشنعوا عليه، حتّى ترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه، وضرب على سماعاته منه. وأنا فوقت قراءتي عليه التّاريخ، ما كنت أراه يصلّي، وأوّل من عَرَّفَنَا ذلك رفيقُنا أبو القاسم الدّمشقيّ، قال: أتيته قبل طلوع الشّمس، فنبّهوه فنزل ليقرأ عليه وما صلّى، وقيل له في ذلك، فقال:
لي عُذْر وأنا أجمع بين الصّلوات كلّها. ولعلّه تاب في آخر عمره، والله يغفر له [2] .
[1] في سير أعلام النبلاء 20/ 11 «تحفتي العيدين» .
[2]
قال ابن الجوزي: «ومن الجائز أن يكون به مرض، والمريض يجوز له الجمع بين الصلوات،
وكان خبيرًا بمعرفة الشُّرُوط، وعليه العُمْدة في مجلس القضاء.
قلت: روى عَنْهُ: أَبُو القاسم بْن عساكر، وأبو سعد السّمعانيّ، وأبو موسى المدينيّ، وأبو بكر محمد بن منصور السّمعانيّ والد أبي سعد، ومنصور بن أبي الحَسَن الطَّبريّ، وصاعد بن رجاء الهَمَذانيّ، وعليّ بن القاسم الثَّقفيّ، وعليّ بن الحسين بن زيد الثَّقفيّ، وأسعد بن سعيد، ومحمود بن أحمد المقرئ. وعبد الغنيّ ابن الحافظ أبي العلاء العطّار، وأبو العمد عبد الوهّاب ابن سُكينة، وزاهر بن أحمد الثَّقفيّ، وعبد اللَطيف بن محمد الخُوارَزْميّ، ومُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْجُنَيْد، وعبد النّبيّ بن عثمان الهَمَذانيّ، وإبراهيم بن بركة البيِّع المقرئ، وعبد الله بن المبارك بن دوما الأزجيّ [1] ، وأبو الخير أحمد بن إسماعيل القَزْوينيّ وإبراهيم بن محمد بن حَمَدِيَّة، وعبد الخالق ابن عبد الوهّاب الصّابونيّ، وثابت بن محمد المَدِينيّ الحافظ، وعليّ بن محمد بن يَعِيش الأنباريّ، ومحمد بن أبي المكارم أسعد القاضي، ومودود بن محمد الهَرَويّ ثمّ الأصبهانيّ، والمؤيد بن محمد الطُّوسيّ، وأبو رَوْح عبد المُعِزّ الهَرَويّ، وزينب الشّعريَّة.
وتُوُفّي في رابع عشر ربيع الآخر بنَيْسابور.
ولا ينبغي أنّ يُروى عن تارك الصّلاة شيء البتّة [2] .
[ () ] فمن قلّة فقه هذا القادح رأى هذا الأمر المحتمل قدحا» .
[1]
في الأصل: «روما الأرجي» .
[2]
وقال عبد الغافر: ثقة الدين شيخ مشهور، ثقة معتمد، من بيت العلم والزهد والورع والحديث والبراعة في علم الشروط والأحكام، وأبوه عبد الرحمن بارع وقته.
سمع زاهر الكثير من مشايخ الطبقة الثانية، كأبي سعد الكنجروذي، والبحيرية، والبيهقي، وأكثر عنه من تصانيفه، وحصّل النسخ، وجمع أبوابا من مسانيد المشايخ، وأملى قريبا من عشرين سنة في الحظيرة المنسوبة إليهم، وقرئ عليه الكثير من التصانيف والمتفرقات.
وقال ابن الجوزي: «أجاز لي جميع مسموعاته، وأملى في جامع نيسابور قريبا من ألف مجلس، وكان صبورا على القراءة عليه، وكان يكرم الغرباء الواردين عليه ويمرّضهم ويداويهم، ويعيرهم الكتب» . (المنتظم) .