الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وعشرين وخمسمائة
-
حرف الألف
-
111-
أَحْمَد بْن عليّ بْن إِبْرَاهِيم [1] .
الشيخ أبو الوفاء الشّيرازيّ، القدوة، الزّاهد، الفيروزآباذيّ، شيخ الرِّباط الّذي حِذَاء جامع المنصور ببغداد.
قَدِم بغداد وسمع من: أبي طاهر الباقِلّانيّ [2] ، وأبي الحسن الهكّاريّ [3] شيخ الإسلام.
وخدم المشايخ، وسكن بالرّباط المذكور. ويُعرف برباط الزَّوْزَنيّ [4] .
قال ابن السّمعانيّ: اتّفقَت الأَلْسُن على مدحه. صحب المشايخ بفارس، وكان يحفظ من كلام القوم وسِيَرَهم وأحوالهم، ومن الأشعار المناسبة لذلك شيئًا كثيرًا. واتَّفق أنّ أبا عليّ المغربيّ أحضر رجلًا يقال له محمد المغربيّ إلى الشَيخ أبي الوفاء وأثنى عليه، وقال: إنّه يصلح لخدمتك، فاستخدمه الشَيخ وقرّبه، وكان يسعى في مَهَمّاته، فضاق منه أبو عليّ المغربيّ، فقال لأبي الوفاء:
أريد أن تُخْرجه من الرباط ولا يخدمك.
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: المنتظم 10/ 36 رقم 49 (17/ 284، 285 رقم 3992) وفيه: «أحمد بن إبراهيم» ، والكامل في التاريخ 11/ 9 (في المتوفين سنة 527 هـ) ، ومرآة الجنان 3/ 253، والبداية والنهاية 12/ 206، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 148، 149، وشذرات الذهب 4/ 82.
[2]
في المنتظم، ومرآة الزمان:«الباقلاوي» ، وهو أحمد بن الحسن بن أحمد المتوفى سنة 489 هـ.
[3]
هو علي بن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد المتوفى سنة 493 هـ.
[4]
المنتظم.
فقال: ما يحسُن هذا. تُثنى على رجلٍ فتقرّبه، ثمّ تضيق منه فتُخْرجه.
هذا لَا يليق. فعمل أبو عليّ:
إن خلي أبا الوفا
…
في صفاي أبي الوفا
باع ودّي بردٍ من
…
لُطْفه غاية الجفا
وقال أبو الفَرَج بن الجوزيّ [1] : كان أبو الوفاء على طريقة مشايخه في سماع الغناء والرَّقْص. وكان يقول لشيخنا عبد الوهّاب: إنّي لأدعو الله في وقت السَّماع. وكان شيخنا يتعجَّب ويقول: أَلَيْس يعتقد أنّ ذلك وقت إجابة، وهذا غاية القُبْح.
وحكى أبو الوفاء أنّ فقيرًا كان يموت وعياله يبكون، ففتح عينيه وقال: لِمَ تبكون، أَلِمَوْتي؟ قالوا: لَا، الموت لَا بدّ منه، ولكن نبكي على فضيحتنا، لأنّه ليس لك كَفَن.
فقال: إنّما نفتضح لو كان لي كفن.
قال ابن الجوزيّ [2] : تُوُفّي أبو الوفاء في حادي عشر صفر. وصلّى عليه خلْق، منهم أرباب الدّولة وقاضي القُضاة. ودُفن على باب الرّباط. وعمل له الخادم نَظَر بعد يومين دعوة عظيمة، أنفق فيها مالًا على عادة الصُّوفيَّة، واجتمع فيها خلْق.
وكان أبو الوفاء ينشد أشعارًا رقيقة، أنشد مرَّة لأبي منصور الثّعالبيّ:
وخيط نمَّ في حافّات وجهٍ
…
له في كلّ يومٍ ألفُ عاشقٍ
كأنّ الرّيحَ قد مرّت بمسْكٍ
…
وذرَّت ما حَوَتْهُ من الشّقائقِ
112-
أحمد بن عليّ بن الحسن بن سَلْمُوَيْه.
أبو عبد الله النَّيسابوريّ الصُّوفيّ.
شيخ طريفٌ معمَّر. وُلِد قبل الأربعين.
[1] في المنتظم 10/ 36.
[2]
في المنتظم 10/ 37.
وحدَّث عن: عبد الغافر بن محمد الفارسيّ، وعمر بن مسرور، وأبي سعد الكَنْجرُوذيّ.
ورحل مع والده، وسمع من: أبي محمد الصَّرِيفِينيّ، وغيره.
وخدم أبا القاسم القُشَيْريّ، وكان يقرأ بين يديه الأبيات بصوت رخيم ليّن.
روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: تُوُفّي سنة 528 أو قبلها.
113-
أحمد بن عليّ بن محمد بن السَّكَن.
أبو محمد بن المِعْوَجّ.
سمع: عليّ بن البُسْريّ، وجماعة.
وعنه: مُعَمَّر بن الفاخر، ومحمود الخيّام، وغيرهما.
114-
أُمَيَّة بن عبد العزيز بن أبي الصَّلْت [1] .
أبو الصَّلْت الأندلسيّ الدّانيّ، مصنّف كتاب «الحديقة» .
كان عالمًا بالفلسفة، ماهرًا في الطّبّ، إمامًا فيه وفي علوم الأوائل.
سكن الإسكندرية مدَّةً، وكان مولده بدانية في سنة ستّين وأربعمائة.
أخذ عن: أبي الوليد الوقْشيّ قاضي دانية، وغيره.
وقَدِم الإسكندرية سنة تسعٍ وثمانين، ونفاه الأفضل شاهنشاه من مصر في سنة خمسٍ وخمسمائة. ثمّ دخل إلى المَهْديَّة، وحلّ من صاحبها عليّ بن يحيى بن باديس بالمحلّ الجليل.
[1] انظر عن (أميّة بن عبد العزيز) في: تاريخ الحكماء 80، وخريدة القصر (قسم شعراء المغرب) 1/ 189- 270 و 4/ ج 1/ 223- 343، ومعجم الأدباء 7/ 52- 70، والكامل في التاريخ 11/ 8، وتحفة القادم 3، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 53- 62، والمغرب 1/ 256، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 200، ووفيات الأعيان 1/ 243- 247، والعبر 4/ 74، وسير أعلام النبلاء 19/ 634، 635 رقم 375، والإعلام بوفيات الأعلام 216، 217، وعيون التواريخ 12/ 296- 301، ومرآة الجنان 3/ 253، 254 والوافي بالوفيات 9/ 402 رقم 4333، والمقفّى الكبير 2/ 297، 298 رقم 842، وحسن المحاضرة 1/ 539، ونفح الطيب 2/ 105، وشذرات الذهب 4/ 83- 85، وديوان الإسلام 1/ 43، 44 رقم 35، والأعلام 2/ 23. وسيعاد مختصرا في وفيات السنة التالية برقم (132) .
وكان بارعًا في معرفة النّجوم والوقت، بارعًا في الموسيقى وفي الشَّعر، حاذقًا بلعب الشّطرنج. وله رسالة مشهورة في الأسطُرلاب. وله كتاب «الوجيز» في علم الهيئة، وكتاب «الأدوية المفردة» ، وكتاب في المنطق، وكتاب «الانتصار» في أصول الطّب.
صنَّف بعضها في سجن الأفضل [1] .
وقيل إنّ أمير الإسكندرية حبسه مُدَّةً لأنّه قدِم إلى الإسكندرية مركبٌ موقَر نحاسًا، فغرق وعجزوا عن استخراجه، فقال أبو الصَّلْت: عندي فيه حيلة.
فطاوعه الأمير، وبذل له أموالًا لعمل الآلات، وأخذ مركبًا كبيرًا فارغًا، وعمل على جنبيه دواليب بحبال حرير، ونزل الغطّاسون، فأوثقوا المركب الغارق بالحبال، ثمّ أُديرت الدّواليب، فارتفع المركب الغارق بما فيه إلى أن لاطخ المركب الّذي فيه الدّواليب وتمّ ما رامه، لكن انقطعت الحبال وهبط، فغضب الأمر للغرامة وسجنه [2] .
ومن شِعره:
إذا كان أصلي من تُراب فكلُّها
…
بلادي، وكُلُّ العالمين أقاربي
ولا بُدّ لي أن أسأل العِيسَ حاجَةً
…
تشُقَّ على شُمّ الذُّرَى والغَوارِبِ [3]
وله:
وقائلةٍ: ما بالُ مثلِكَ خامِلٌ [4] ؟
…
أأنت ضعيفُ الرّأي، أم أنتَ عاجزُ؟
فقلت لها: ذنبي إلى القوم أنّني
…
لما لم يحُوزُوه من المجدِ حائزُ [5]
وله:
ومُهَفْهَفٍ تركتْ محاسنُ وجهِهِ
…
ما مَجَّهُ في الكأسِ من إبريقه
[1] انظر: معجم الأدباء 7/ 64، ووفيات الأعيان 1/ 247.
[2]
عيون الأنباء 2/ 52.
[3]
البيتان في: وفيات الأعيان 1/ 244، ومرآة الجنان 3/ 254.
[4]
في مرآة الجنان، وعيون التواريخ:«خاملا» .
[5]
البيتان في: مرآة الجنان، وعيون التواريخ، وزاد في وفيات الأعيان 1/ 244 بيتا ثالثا:
وما فاتني شيء سوى الحظّ وحده
…
وأما المعالي فهي عندي غرائز