الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الصاد
-
365-
صافي الأرمنيّ [1] .
أبو الحَسَن، عتيق قاضي القُضاة أبي عبد الله الشّهْرسْتانيّ.
سمع من: الفقيه نصر المقدسيّ.
روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم.
وكان خيّرًا كثير الصّلاة [2] .
تُوُفّي فِي ربيع الأوّل.
-
حرف العين
-
366-
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد [3] .
المَرْسِيّ، ثمّ السَّبْتيّ، النَّفْزيّ، خطيب سبْتَة.
سمع من حَجّاج بن قاسم «صحيح البخاريّ» ، عَنْ أبي ذَرّ الهَرَويّ.
وسمع من: أبي مروان بن سراج.
وكان صالحًا ديِّنًا، كثير الذَّكْر للَّه تعالى، أثنى عليه القاضي عِياض، ووثَّقه.
أخذ عنه النّاس. وكان مولده في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة [4] .
وتوفّي بقرطبة في ربيع الآخر [5] .
[1] انظر عن (صافي الأرمني) في: التحبير 1/ 339، 340 وفيه:«صافي بن عبد الله النجمي الدمشقيّ» ، ومعجم الشيوخ لابن السمعاني، ورقة 124 أ، وتاريخ دمشق لابن عساكر، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 11/ 23 رقم 12، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 363.
[2]
وقال ابن السمعاني: كان شيخا سديد السيرة.
[3]
انظر عن (عبد الله بن محمد المرسي) في: الغنية للقاضي عياض 156، 157 رقم 59، والصلة لابن بشكوال 1/ 296 رقم 650، وبغية الملتمس للضبيّ، رقم 897، ومعجم أصحاب الصدفي 214 رقم 198.
[4]
الصلة 1/ 296.
[5]
قال القاضي عياض: أخبرنا- رحمه الله قال: أنشدني الفقيه أبو بكر محمد بن علي الجوزي خالك:
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف
…
ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف
أبشر بقول الله في تنزيله:
…
إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ 8: 38
روى عنه: ابن بَشْكُوال.
367-
عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن عثمان بن البَدِن [1] .
أبو المعالي الصّفّار.
شيخ بغداديّ، متسبّب، صالح، ديَّن، ثقة. قيّم بكتاب الله، كثير البكاء من خشية الله.
سمع الكثير، وذهبت أصوله في الحريق.
سمع: الحسين بْن المهتديّ باللَّه، وعبد الصّمد بْن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن النَّقُّور، وجماعة.
قال ابن السّمعانيّ: قرأت عليه الكثير، وولد سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة [2] . وتُوُفّي في أحد الربيعين.
قلت: وروى عنه: ابن عساكر [3] ، وابن الجوزيّ [4] ، وعمر بن طَبَرْزَد، وجماعة.
قال ابن نُقطة: ثنا عنه أبو أحمد بن سُكَيْنَة.
368-
عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن محمد [5] .
أبو زيد الخَزْرجيّ، القُرْطُبيّ، المقرئ. من كبار القُرّاء بقُرْطُبة.
تصدَّر للإقراء بالجامع. وكان قد أخذ القراءات عَنْ: أَبِي جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد الرحمن الخزرجيّ، وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة.
[ () ](الغنية 157) .
والشطر تضمين للآية 38 من سورة الأنفال قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ 8: 38.
[1]
انظر عن (عبد الخالق بن عبد الصمد) في: المنتظم 10/ 109 رقم 105 (18/ 34 رقم 4098) ، والعبر 4/ 103، 104، وتذكرة الحفاظ 4/ 1283، وسير أعلام النبلاء 20/ 60 رقم 36، وشذرات الذهب 4/ 116.
[2]
وكذا ورّخ ابن الجوزي مولده.
[3]
في مشيخته 105 أ.
[4]
وهو قال: وكان سماعه صحيحا، وكان عبدا صالحا سريع الدمعة.
[5]
انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: غاية النهاية 1/ 375 رقم 1591.
روى عنه: يحيى بن عبد الرحمن المجرْيطيّ، وعبد الحقّ بن محمد الخَزْرجيّ، وأبو الحَسَن عليّ الشَّقُوريّ.
ولم تُضْبَط وفاتُه، ولكنه أجاز لبعض النّاس في هذه السنة [1] .
369-
عبد الوهّاب بن المبارك بن أحمد بن الحَسَن بن بُنْدار [2] .
الحافظ، أبو البركات الأنْماطيّ، مفيد بغداد.
سمع الكثير، وحصّل العالي والنّازل، وما زال يسمع، ويفيد، ويجمع إلى آخر عُمره.
وُلِد في رجب سنة اثنتين وستّين وأربعمائة [3] .
وسمع: أبا محمد الصَّريْفينيّ، وأبا الحُسَيْن بْن الَّنُّقور، وأبا القاسم عبد العزيز الأنْماطيّ، وأبا القاسم بن البُسْريّ، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وأبا الغنائم بْن أبي عثمان، وعاصم بن الحَسَن، فمَن بعدهم.
وقرأ على أبي الحسين بن الطُّيُوريّ جميع ما عنده.
روى عنه: ابن عساكر، وأبو موسى المَدِينيّ، وأبو سعد السَّمْعانيّ، وابن الجوزيّ، وعبد الوهّاب ابن سُكَيْنة، وعمر بن طَبَرْزَد، ويوسف بن كامل، وعبد العزيز الأخضر، وعبد الواحد بن سعد الصّفّار، وأحمد بن أزهر، وعبد العزيز بن مينا، وعبد العزيز بن زهر، وأحمد الدّبيقيّ [4] ، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن
[1] وقال ابن الجزري: مات في حدود الأربعين وخمسمائة، وهو في عشر الثمانين.
[2]
انظر عن (عبد الوهاب بن المبارك) في: صفة الصفوة 2/ 498، والمنتظم 10/ 108، 109.
رقم 149 (18/ 33، 34 رقم 4097) ، ومناقب الإمام أحمد 529، والكامل في التاريخ 11/ 96، والتقييد لابن نقطة 371، 372 رقم 475، وتذكرة الحفاظ 4/ 1282- 1284، والإعلام بوفيات الأعلام 221، ودول الإسلام 2/ 56، والعبر 4/ 104، وسير أعلام النبلاء 20/ 134- 136 رقم 81، ومرآة الجنان 3/ 268، 269، والبداية والنهاية 12/ 219، وعيون التواريخ 12/ 383، 384، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 201- 203، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 16/ 380- 384، وطبقات الحفاظ 464، وشذرات الذهب 4/ 116، 117 ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 124 رقم 1041.
[3]
الكامل 11/ 96، المنتظم.
[4]
الدّبيقي: بدال مهملة مفتوحة بعدها باء موحّدة مكسورة ثم مثنّاة تحتيّة، نسبة إلى الدّبيقية:
قرية من قرى نهر عيسى بالعراق.
وقد تصحفت النسبة في: (تذكرة الحفاظ 4/ 1282، وذيل طبقات الحنابلة 1/ 203) إلى:
أحمد بن هَديَّة [1] .
وقد روى عنه من القدماء محمد بن طاهر المقدسيّ، وغيره.
قال ابن السَّمْعانيّ: هو حافظ، ثقة، كثير السّماع، واسع الرواية، دائم البِشْر، سريع الدّمعة عند الذَّكر، حَسَن المعاشرة، مليح المجاورة، جَمَع الفوائد، وخرَّج التّخاريج. ولعلّه ما بقي من العالي والنازل جزء إلّا قرأه وحصّل نسخته، إما بخطّه، أو بخطّ غيره.
ونسخ الكُتُب الكبار مثل: «طبقات» ابن سعد، و «تاريخ» الخطيب. وكان متفرّغًا، مستعدًا للتّحديث، إمّا أن يُقرأ عليه، أو ينسخ شيئًا. وكان لَا يجوّز الإجازة على الإجازة. وجمع في ذلك شيئا.
قرأت عليه الكثير مثل «الجعديّات» ، و «مسند» يعقوب بن سفيان الفسويّ، و «مسند» يعقوب بن شَيْبة، ما كان سماعه وانتقاء ابن البقّال، على المخلّص.
وقال ابن ناصر: كان عبد الوهّاب الأنْماطيّ بقيَّة الشيوخ، سمع الكثير، وكان يفهم. وكان ثقة صحيح السّماع. ومضى مستورًا، ولم يتزوَّج قطّ.
وقال السَّلَفيّ: كان عبد الوهّاب رفيقنا حافظًا، ثقة، لديه معرفة جيدَّة.
وقال ابن الجوزيّ [2] : كنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته. وكان على طريقة السَّلَف. وانتفعت به ما لم انتفع بغيره [3] .
وذكره أبو موسى المَدِينيّ في «مُعْجمه» فقال: حافظ عصره ببغداد. تُوُفّي حادى عشر المحرّم.
370-
عبيد الله بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن إبراهيم بْن عليّ بْن سَعْدُوَيْه [4] .
[ () ]«الديبقي» بتقديم الياء المثناة التحتية على الباء الموحّدة.
[1]
هديّة: بالياء المثنّاة التحتية بعد الدال، كما في (تبصير المنتبه 4/ 1450) . وقد تصحّف في (تذكرة الحفاظ 4/ 1282 وذيل تاريخ بغداد 1/ 381) إلى:«هدبة» بالباء الموحّدة.
[2]
في المنتظم 10/ 108 (18/ 33، 34) .
[3]
وزاد ابن الجوزي: ودخلت عليه وقد بلي وذهب لحمه، فقال لي: إن الله لا يتّهم في قضائه.
[4]
انظر عن (عبيد الله بن محمد) في: التحبير 1/ 383- 385 رقم 337، والأنساب 3/ 401،
أبو الفضل ابن الشيخ أبي سهل الأصبهانيّ.
سمع: جدّه أبا نصر، والمطهّر بن عبد الواحد البُزَانيّ [1] ، وأبي منصور محمد بن عليّ بن شكرويه، وجماعة كثيرة.
ذكره أبو سعد في «الذَّيْل» فقال: سمعت منه الكثير، وهو شيخ، عالم، فاضل، عاقل، ثقة، ساكن، متميز، من بيت الحديث والتّزكية بأصبهان [2] .
تُوُفّي في ذي الحجَّة. قرأت عليه «تاريخ أصبهان» لابن مردوَيْه، يرويه عَنْ أبي الخير بن ررا، عنه [3] .
371-
عتيق بن أسد بن عبد الرحمن [4] .
أبو بكر الأنصاريّ.
نشأ بمرس [ية][5] ، وأخذ القراءات عن أبي الحسين [6] بن البياز، وغيره.
والحديث عن أبي عليّ الصَّدَفيّ فأكثر عنه.
وتفقّه بأبي محمد بن جعفر، وبرع في الفقه، وغلب عليه، وولّي قضاء شاطبة، ودانية.
[402،) ] والتاريخ المجدّد لمدينة السلام، ورقة 103، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 34 أ.
[1]
في الأصل: «البراني» بالراء المهملة. والتصحيح من (الأنساب 2/ 187) وفيه: البزاني: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الزاي وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بزان وهي قرية من أصبهان.
[2]
وقال في التحبير: كان يكتب لنفسه: «الراجي لعفو الله» حتى عرف به.
[3]
وزاد في التحبير: وكتاب «روايات الأكابر عن الأصاغر» تصنيف أبي تراب محمد بن سهل القهستاني، يرويه عنه سليمان بن إبراهيم، عن أبي الحسين علي بن محمد بن جعفر العطار، عنه. وجزءا من حديث أيمن بن فاتك، جمع أبي بكر بن مردويه، بروايته عن سليمان، عنه، وكانت له أصول حسنة بخطوط قديمة كان يحملها إليّ بجامع أصبهان وأقرأها عليه وأردّها.
وكان ثقة، ثبتا، سديدا، متقنا، وكانت ولادته تقديرا في حدود سنة سبعين وأربعمائة، أو قبلها.
[4]
انظر عن (عتيق بن أسد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار، رقم 1933، والمعجم للصدفي، رقم 5292، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة للمراكشي، السفر الخامس، ق 1/ 118، 119، ومعرفة القراء الكبار 1/ 489 رقم 435، وغاية النهاية 1/ 499، 500 رقم 2077.
[5]
ما بين القوسين إضافة على الأصل.
[6]
في (الذيل والتكملة 1/ 118) : «أبي الحسن» ، وفي (غاية النهاية 1/ 499) :«أبي يحيى» .
ذكره أَبُو عَبْد الله الأبار [1] فقال: كان نسيجَ وحده في الفِقْه وجَوْدة الفتاوى، مع المشاركة في عدَّة فتون [2] .
روى عنه: أبو بكر مُفَوَّز بن طاهر، وأبو محمد بن سُفْيان، وغيرهما.
وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة.
372-
عليّ بْن الحسين بْن محمد [3] .
أبو الحَسَن القصْريّ، قصر كَنْكِوَرَ [4] : بين بغداد وهَمَذَان.
كان دليل الحاجّ. وحجّ نحوًا من خمسين حجَّة. وصنَّف مجموعًا حَسَنًا في مجلَّدين في معرفة طريق مكَّة.
قال ابن السَّمْعانيّ: هو شيخ لَا بأس به، مشتغل بما يعنيه. سمع: مالكًا البانياسيّ، وابن البَطِر. وكتبت عنه.
وتُوُفّي بمِنَى صبيحة عيد النَّحْر، رحمه الله.
373-
عَلَى بْن طِرَاد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن الحسن [5] .
الوزير الكبير، أبو القاسم ابن نقيب النّقباء، الكامل أبي الفوارس
[1] في تكملة الصلة.
[2]
وقال المراكشي: وكان فقيها متحقّقا بالفقه، وهو كان الأغلب عليه، دربا بالفتوى، بصيرا بالأحكام نافذا في المعرفة بعقد الشروط، وله فيها «مختصر» عظيم الجدوى، إلى ما كان عليه من حسن المشاركة في الحديث، والأدب، واللغة، والنحو، وقرض الشعر، والبلاغة، وإنشاء الخطب، وحفظ الأخبار. درّس الفقه وأسمع الحديث، وكان الفتيا تدور عليه وعلى أبي محمد عاشر مدّة قضاء أبي الحسن بن عبد العزيز، واستقضي بشاطبة مرتين. أولاهما من قبل أبي بكر بن أسود، ثم صرفه، وأخراهما بتقليد أبي زكريا بن غانية بعد تقديمه إيّاه للشورى. (الذيل والتكملة) .
[3]
لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[4]
كنكور: بفتح الكاف، وسكون النون، وكسر الكاف الأخرى، وفتح الواو، وآخره راء. (معجم البلدان 4/ 363) .
[5]
انظر عن (علي بن طراد) في: الأنساب 6/ 346، والمنتظم 10/ 109 رقم 151 (18/ 34، 35 رقم 4099) ، وتاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) 398 (وتحقيق سويم) 58، والكامل في التاريخ 11/ 97، والفخري 305، 306، والإعلام بوفيات الأعلام 221، وسير أعلام النبلاء 20/ 149- 151 رقم 90، ودول الإسلام 2/ 56، والعبر 4/ 104، ومرآة الجنان 3/ 269، والبداية والنهاية 12/ 219، وعيون التواريخ 12/ 378، 379، وذيل تاريخ بغداد (مخطوط) ، ورقة 137 أ، والنجوم الزاهرة 5/ 273، 274، وشذرات الذهب 4/ 117.
الهاشميّ، العبّاسيّ، الزَّيْنبيّ. وزير الخليفتين المسترشد، والمقتفيّ.
ولد في شوّال سنة اثنتين وستّين وأربعمائة [1] .
وأجاز له أبو جعفر ابن المسلمة.
وسمع من: أبيه، وعمّه أبي نصر، وأبي القاسم بن البُسْريّ، ورزق الله التميمي، وجماعة.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان صدرًا، مهيبًا، وقورًا، حادّ الفراسة، دقيق النَّظَر، ذا رأيٍ وتدبير، ومعرفة بالأمور العظام. وكان شجاعًا جريئًا. خلع الراشد الّذي استُخْلف بعد أن قُتِلَ أبوه المسترشد، وجمع النّاس على خلْعه، وعلى مبايعة المقتفيّ لأمر الله في يوم واحد. وكان النّاس يتعجّبون من ذلك.
ولم يزل أمرُه مستقيمًا، وأحواله على التّرقّي إلى أن تغيَّر عليه المقتفيّ لأمر الله، وأراد القبض عليه، فالتجأ إلى دار السّلطان مسعود بن محمد، إلى أن قدِم السّلطان بغداد، فأمر بحمله إلى داره مكرّمًا، وجلس في داره ملاصق دار الخلافة واشتغل بالعبادة.
وكان طلْق الوجه، دائم البِشْر، كثير التّلاوة والصّلاة، وكلّ من كان له عليه رسم وإدرار من القرّاء والصُّلَحاء كان يوصله إليهم بعد العزْل، إلى أن توفّاه الله تعالى حميدًا مُكرَمًا.
قرأتُ عليه الكثير من الكُتُب والأجزاء، وكنت أُلازمه، وأحضر مجلسه مرّتين في الأسبوع، أقرأ عليه. وكان يكرمني غاية الإكرام ويُخرج إليَّ الأجزاء والأصول.
وتُوُفّي في أوّل رمضان، ودُفن في داره، ثمّ نُقِل إلى تُربته بالحربيَّة سنة أربعٍ وأربعين [2] .
قلت: وروى عنه: أبو منصور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي النَّرْسيّ، وعمر بن طَبَرْزَد، وابن سُكَيْنَة، وجماعة. وأوصى إلى ابن عمّه قاضي
[1] المنتظم.
[2]
المنتظم.
القضاة عليّ بن الحسين الزَّيْنبيّ [1] .
وكان يُضرب المثل بحُسْنه في صِباه، ولأبي عبد الله البارع فيه:
قالوا: عليُّ ملك الحَسَن قد
…
أقسم أنْ لَا يشربَ الخمرا
قلت: فما يصنع في ريقِهِ
…
فقد حنث البدْرُ وما برّا
لو طلب الأجرَ لَما حقّق إلا
…
صداع، أو ما زنّر الخصْرا
لِتَبْكِ شمسُ الرّاح من نُسْكِهِ
…
فإنّها قد فارقتْ بدرا
374-
عليّ بن عبد الملك بن مسعود [2] .
أبو الحَسَن الهَرَويّ الأصل، الحلبيّ المولد، البغداديّ الدّار.
وُلِد سنة 459. وسمع: أبا محمد نصر الصَّرِيفينيّ، وجماعة.
روى عنه: ابن السَّمْعانيّ، وقال: شيخ، صالح، مستور.
تُوُفّي فِي المحرَّم.
375-
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن الحسين [3] .
الإمام، الأديب، أبو جعفر الفَرْغُوليّ [4] ، الدِّهِسْتانيّ، نزيل مَرْو.
مُكْثِرٌ، سمع عبد الحكيم بن عبد الحليم [5] بِدِهسْتان، وكامل بن إبراهيم
[1] وقال ابن الجوزي: ولي نقابة النقباء، ولّاه المستظهر وخلع عليه ولقّبه الرضا ذا الفخرين، وهي ولاية أبيه، وركب معه، ثمّ وزر للمسترشد والمقتفي، وأبوه طراد ولي نقابة النقباء، وأبوه أبو الحسن محمد ولي نقابة النقباء وأبوه أبو القاسم علي ولي نقابة النقباء، وأبوه أبو تمّام كان قاضيا. وتقلّبت بعليّ بن طراد أحوال عجيبة من ولاية وعزل إلى أن خرج مع المسترشد وهو وزيره لقتال الأعاجم فأسر هو وأرباب الدولة ثم أطلقوا، ووصل إلى بغداد، وأشار بعد قتل المسترشد بالمقتفي، ووزر له، ثم تغيّر المقتفي عليه، فاستجار بذلك السلطان إلى أن سئل فيه وأعيد إلى بيته. (المنتظم) .
[2]
لم أجده، ولعلّه في (معجم شيوخ ابن السمعاني) .
[3]
انظر عن (عمر بن محمد) في: الأنساب 9/ 278، 279.
[4]
الفرغولي: بفتح الفاء وسكون الراء وضم الغين المعجمة. هذه النسبة إلى فرغول، قرية من قرى دهستان.
[5]
في (الأنساب) : «عبد الحليم بن محمد بن عبد الحليم» ، وفي (التحبير 1/ 531) :«عبد الحليم بن محمد بن عبد الحكيم» ، وفي (معجم البلدان) :«عبد الحكيم بن عبد الحليم» كما هو مثبت أعلاه.