الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الكاف
-
380-
الكندايجور [1] الفرَنْجيّ [2] .
صاحب القدس.
هلك ببيت المقدس، وأُقيم في المُلْك ابنُه صبيّ، وأم الصّبيّ. ورُمِيت الفرنْج، خذلَهم الله، بذلك. ذكره أبو يَعْلَى.
-
حرف الميم
-
381-
محمد بن إبراهيم [3] .
أبو عُبَيْد الله الْجُذاميّ، القُرْطُبيّ.
روى في هذا العام عَن: ابن الطّلّاع، وأبي عليّ الجبّائيّ.
وعنه: عليّ بن أحمد الشَّقُوريّ.
382-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم [4] .
أبو الحَسَن بن صرْما الدّقّاق، الصّائغ، ابن عمّه الحافظ ابن ناصر.
وُلِد يوم نصف شعبان سنة ستّين وأربعمائة.
وسمع من: ابن هزارمرد، والصَّرِيفينيّ، وأبي الحسين بن النّقّور، وجماعة.
وكان شيخًا صالحًا، سيّدًا.
روى عَنْهُ: ابن السَّمْعانيّ، وابن الْجَوْزِيّ، وعمر بن طَبَرْزَد، وعبد الخالق بن أسد الدّمشقيّ، وأبو اليُمْن الكِنْديّ، وآخرون.
وتُوُفّي في نصف شعبان أيضًا.
383-
محمد بن حَكَم بن محمد بن أحمد بن جعفر باقي [5] .
[1] في الأصل: «كواجار» . وما أثبتناه عن ابن القلانسي. وهو الملك فولك، ويرد اسمه أيضا:
«كنداياجور» (ذيل تاريخ دمشق 259) .
[2]
انظر عن (الكندايجور) في: ذيل تاريخ دمشق 277.
[3]
انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار.
[4]
انظر عن (محمد بن أحمد الدقاق) في: المنتظم 10/ 110 رقم 152 (18/ 35 رقم 4100) ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1283 مذكور دون ترجمة.
[5]
انظر عن (محمد بن حكم) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 174، 175، وبغية الوعاة 1/ 96
أبو جعفر السَّرَقُسْطيّ، النَّحْويّ، حفيد الصّاحب ذي الوزارتين محمد، صاحب مدينة سالم الّذي قُتِلَ بها في سنة عشرين وأربعمائة.
روى هذا عَنْ: أبي الوليد الباجيّ، ومحمد بن يحيى بن هاشم، وأبي الأصْبَغ بن عيسى، وأبي جعفر بن جرّاح، وجماعة.
ووُلّي قضاء مدينة فاس، ودرّس، وأفْتى، وأقرأ العربيَّة والكلام.
قال الأبّار [1] : كان ذا حظّ من علم الكلام، حَسَن الأخلاق، قوّالًا بالحقّ، شرح «الإيضاح» لأبي عليّ الفارسيّ، وكان واقفًا على كُتُب أبي عليّ، وكتب أبي الفتح بن جنيّ، وأبي سعيد السِّيرافيّ.
روى عنه: أبو الوليد بن خِيرة، وأبو مروان بن الصَّيْقَل، وقاسم بن دُحْمان، وأبو محمد بن بونة، وأبو الحسن اللّواتيّ.
وتوفّي بتلمسان في حدود سنة ثمانٍ وثلاثين [2] .
384-
محمد بن حمْد بن خَلَف بن أبي المُنى [3] .
أبو بكر البندنيجيّ [4] ، البغداديّ، المعروف بحنفش [5] .
[ () ] رقم 156 وفيه «باق» ، والديباج المذهب 300، 302، ومعجم المؤلفين 9/ 266، 267.
[1]
في تكملة الصلة.
[2]
وقال ابن الزبير: كان نحويّا، لغويّا، مقرئا، إماما في علم العربية وإقراء الكتاب، جليلا عارفا بأصول الدين.. واستوطن فاس، وأخذ الناس بها عنه، ومات في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
وقال في (تاريخ غرناطة) : كان متقدّما في النحو، حافظا للغة، متحقّقا بعلم الكلام وأصول الفقه، حاضر الذكر لأقوال أهل تلك العلوم، جيّد النظر متوقّد الذهن، زكيّ القلب، فصيح اللسان، ولي أحكام فاس، وأفتى بها ودرّس بها العربية.
وشرح «إيضاح» الفارسيّ، وألّف في الجدل والعقائد.
ذكر في «جمع الجوامع في أفعال المغاربة» . (بغية الوعاة) .
[3]
انظر عن (محمد بن حمد) في: الأنساب 2/ 314، 315، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/ 68.
[4]
البندنيجي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بندنيجين وهي بلدة قريبة من بغداد بينهما دون عشرين فرسخا. (الأنساب 2/ 313) .
[5]
انظر التعليق عليها في (الإكمال 2/ 344) .
شيخ مُسِنّ، قدِم في صباه، وتفقّه على الإمام أبي سعد المتوليّ.
حصّل طرفًا من الخلاف، وكان يبحث ويتكلَّم.
وسمع من: أبي محمد الصَّرِيفينيّ، وأبي الحسين بن النَّقُّور.
قال ابن السّمعانيّ: كان عسرا، سيّئ الأخلاق، يبغض المحدّثين.
وسمعت غير واحد يقول إنّه يُخِل بالصَّلوات، وليست له طريقة محمودة. كتبتُ عنه شيئًا بجَهْدٍ جَهيد، وكان أكثر الأوقات إذا سلّمت عليه لا يردّ.
روى عَنْهُ: ابن سُكَيْنَة، ويوسف بْن المبارك.
وكان حنبليًا، ثمّ صار حنفيًا، ثمّ شافعيًا. وقد رُمي بالتّعطيل.
385-
محمد بن الخضر بن إبراهيم [1] .
أبو بكر الخطيب، المُحَوَّليّ [2] ، خطيب المُحَوَّل.
كان من مشاهير القُراء ببغداد.
قرأ القرآن على أبي محمد رزق الله التّميميّ، وأبي طاهر أحمد بن سوار.
وكان حَسَن الأخْذ.
ختم عليه جماعة، وروى عنه: ابن السَّمْعانيّ.
وقرأ عليه بالروايات: أبو اليمن الكِنْديّ، وهو آخر من لقيه.
ومات فِي ذي القعدة وهو فِي عَشْر السبعين.
وقال: لزِمت ابن سِوار خمس عشرة سنة [3] .
وقد قرأ بنهر الملك سنة أربعٍ وثمانين على أحمد بن الفتح بن عبد الجبّار المَوْصِليّ صاحب الشّريف الحرّانيّ.
[1] انظر عن (محمد بن الخضر) في: المنتظم 10/ 110 رقم 153 (18/ 35 رقم 4101) ، وتذكرة الحفاظ 4/ 1283، ومعرفة القراء الكبار 1/ 489، 490 رقم 436، وغاية النهاية 2/ 137 رقم 299.
[2]
المحوّلي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الواو المفتوحة. هذه النسبة إلى المحوّل، وهي قرية على فرسخين من بغداد. (الأنساب 11/ 175) .
[3]
انظر: المنتظم، وفيه: وما كنت أجمع بين الروايتين والثلاث، كنت أختم لكل رواية ختمة، وما أحد إلّا هكذا. وكان فصيحا، وكان مشتهرا بالتجويد وحسن الأداء، وأعطي فصاحة وخشوعا، وكان الناس يقصدون صلاة الجمعة وراءه لذلك، وكان صالحا ديّنا.
وقال أحمد بن شافع: كان أبو بكر الخطيب المجوّد يُضْرَب به المَثَل في الإقراء، وتجويد الأخْذ، والتّحقيق.
وكان حَسَن الخَلُق خطابةً، مع الخشوع، وحضور القلب.
كان يُقصَد من الأماكن البعيدة لسماع خُطْبته.
386-
محمد بن طلحة بن عليّ بن يوسف [1] .
أبو عبد الله الرّازيّ، ثمّ البغداديّ، العطّار [2] ، من صوفيَّة رباط أبي سعيد الزَّوْزَنيّ. وكان قليل الدَّين [3] .
روى عَنْ: أبيه، وعن: الصَّرِيفينيّ حضورًا.
وعن: عبد العزيز الأنْماطيّ، وابن البُسْريّ [4] ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابن سُكَيْنَة [5] ، ويوسف بْن المبارك الخفّاف.
ومات فِي جُمَادَى الآخرة [6] .
387-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين [7] .
أبو الفتح بن فوران، الفقيه، من أهل الرَّيّ.
نزل آمُل طَبَرسْتان. وكان فقيهًا، ظريفًا، واعظًا، لعّابًا، ليس بمرضيّ الطّريقة [8] .
وله شعر.
[1] انظر عن (محمد بن طلحة) في: لسان الميزان 5/ 212 رقم 731.
[2]
في (اللسان) : «القطان» .
[3]
وقال ابن السمعاني: كان ابن ناصر يسيء الرأي في حقّه ويسيء الثناء عليه، وكذلك شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد.
[4]
تحرّفت في (اللسان) إلى: «السري» .
[5]
تحرّفت في (اللسان) إلى: «ابن سكيت» .
[6]
وقال ابن السمعاني: سألته عن مولده فذكر شيئا يقتضي أنه في سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
[7]
انظر عن (محمد بن عبد الله) في: التحبير 2/ 140 رقم 768، وملخص تاريخ الإسلام 8/ 36 ب، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 121.
[8]
زاد ابن السمعاني: أصله من شيراز
…
يخالط الجندية وأهل العسكر، ولم يكن له سمت الصالحين. سمع بالري أبا الفتح محمد بن محمد بن علي الفراوي الواعظ، وغيره. كتبت عنه بآمل شيئا يسيرا من شعره. وكانت ولادته يوم الأربعاء من أواخر شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة. (التحبير 2/ 140) .
388-
محمد بن عليّ بن خَلَف.
أبو عبد الله التُّجيْبيّ، الشّاطبيّ.
أخذ القراءات عَن ابن شفيع، وبعض القراءات عَن ابن الدّوش.
روى عنه: ابنه عبد الله.
ومات رحمه الله فِي عَشْر الثّمانين.
389-
مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سعيد بن المطهّر [1] .
أبو الفضل المُطَهَّرِيّ، البخاريّ.
فاضل مُعَمَّر، من أولاد المحدّثين.
قال السَّمْعانيّ: قدِم مَرْو، فأظن أني سمعت منه. أجاز لنا.
سمع: أبا بكر محمد بن عبد الله الكرابيسيّ، والحافظ قتيبة بن محمد العثمانيّ، وأبا عصمة عبد الواحد بن أحمد، وعبد الصّمد بن محمد الرّباطيّ، وعمر بن خنْب الحافظ.
ومن عواليه: «تفسير الأشَجّ» . قال: أنبا به ابن خنب، أنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله الرّازيّ، أنا الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم، عنه.
و «تفسير هُشَيْم» ، أنا عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بن موسى بن أفلح بن خنب الحافظ البزّاز، أنا أبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجرائيّ الحافظ، أنا محمد بن عيسى بن عبد الكريم بالرملة، أنا محمد بن إبراهيم بن بطّال، أنا زياد بن أيّوب، عَنْ هُشَيْم.
وسمع (خ)[2] من ابن خنْب، بسماعه من إسماعيل بن حاجب.
وسمع (ت)[3] من طريق الهَيْثَم بن كُلَيْب.
وسمع (د)[4] بعده، و «تاريخ غنجار» [5] ، عن رجل، عنه، و «المسند»
[1] انظر عن (محمد بن علي بن سعيد) في: التحبير 2/ 177- 182 رقم 815، والأنساب 534 ب، واللباب 3/ 150، والجواهر المضيّة 2/ 93.
[2]
اختصار لكتاب «الصحيح» للبخاريّ. انظر: التحبير 2/ 180.
[3]
اختصار لكتاب «الجامع» للترمذي.
[4]
اختصار لكتاب «السنن» لأبي داود.
[5]
في (التحبير) 2/ 180: «التاريخ لمدينة بخارى» .
لوكيع، عاليًا [1] .
مات رحمه الله في ذي القعدة، وله أربعٌ وثمانون سنة.
390-
محمد بن عليّ بن منصور [2] .
أبو الفضل السّنْجيّ، المَرْوَزي، الخُوجانيّ، الغازيّ. كان يَقْدَم مَرْو من قرية خوجان. وكان ثقة مكثِرًا.
سمع بنفسه، ورحل وكتب. سمع جدّي أبا المظفّر، قاله أبو سعد.
ثمّ قال: وسمع من: إسماعيل بن محمد الزّاهديّ، وبنَّيْسابور: أحمد بن سهل السّرّاج.
وُلِد سنة سبْعٍ [3] وستّين بمَرْو، وبها تُوُفّي في صَفَر. خرّجت له جزءًا [4] .
391-
محمد بن الفضل بن أبي الحَسَن بن محمد [5] .
أبو بكر الأصبهانيّ، المؤدب، المعروف ببستة.
شيخ صالح، مُسِنّ.
سمع: أبا القاسم بن عبد الرحمن، وأبا عَمْرو ابن الحافظ ابن مَنْدَهْ.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة أيضًا.
392-
محمد بن الفضل بن محمد [6] .
[1] زاد في (التحبير 2/ 181، 182) : «فضائل القرآن» ، و «معرفة الصحابة» ، و «دلائل النّبوّة» ، و «الدعوات» ، و «الرقّ» ، و «تاريخ نسف وكش» ، و «المنامات» ، و «الطب» و «الأوائل» ، و «حج أبي حنيفة» ، و «در الخرقة» (في معجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 227 ب) : «در الحرك» ، و «تاريخ سمرقند» ، و «شمائل النبي صلى الله عليه وسلم» ، و «التفسير» ، و «الرد على المعتزلة» ، و «الحلم» ، و «جامع العلوم» ، و «فضائل القرآن والمتعلّمين» ، و «فضائل الفقهاء» ، و «فضل العلم» ، و «التقوي» ، و «كتاب السؤدد» ، وذكر له مصنّفات كثيرة.
[2]
انظر عن (محمد بن علي بن منصور) في: الأنساب 5/ 223، والتحبير 2/ 197، 198 رقم 835، ومعجم البلدان 2/ 428، وتكملة إكمال الإكمال، ورقة 63 ب.
[3]
في التحبير 2/ 198: «تسع» .
[4]
في الأصل: «جزء» . وزاد ابن السمعاني في (التحبير) : انتخبت عليه من شيوخه وقرأت عليه.
[5]
لم أجده.
[6]
انظر عن (محمد بن الفضل الأسفرائيني) في: تبيين كذب المفتري 328، 329، والمنتظم 10/ 110- 112 رقم 154 (18/ 35- 37 رقم 4102) ، والكامل في التاريخ 11/ 96، 97،
أبو الفتوح الإسْفَرَائينيّ، المعروف بابن المعتمد.
إمامٌ في الوعظ، مليح المحاورة، فصيح العبارة، طريف الْجُملة والتّفصيل.
سمع: أبا الحَسَن المَدِينيّ بنَّيْسابور، وشيروَيه الدَّيْلَميّ بهَمَذَان.
روى عنه: ابن السَّمْعانيّ، وقال: حضرت يومًا مجلسه في رباط أمّ الخليفة، وسألته عَنْ مولده فقال: في سنة أربع وسبعين وأربعمائة بأسفرايين.
وأُزْعج من بغداد، فخرج منها متوجّهًا إلى خُراسان، فأدركه الموت بِبِسْطام في ثاني ذي الحجّة [1] ، ودفن بجنب أبي يزيد البسْطاميّ، رحمه الله.
وهو مذكورٌ في حوادث هذه السنة.
قال ابن النّجّار: كان من أفراد الدَّهر في الوعظ، فصيح العبارة، دقيق الإشارة، حُلْو الإيراد. وكان أوحد وقته في مذهب الأشعريّ، وله في التّصوُّف قَدَمٌ راسخ، وكلام دقيق فائق.
صنّف في الحقيقة كُتُبًا منها: كتاب «كشف الأسرار على لسان الأخيار» ، وكتاب «بيان القلب» ، وكتاب [ «بثّ [2]] الأسرار» . وكلّ كتبه نكت وإشارات. وهي مختصرة الحجم.
[ () ] ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 111، والإعلام بوفيات الأعلام 221، وسير أعلام النبلاء 20/ 139- 142 رقم 84، والعبر 4/ 105، وعيون التواريخ 12/ 377، 378، ومرآة الجنان 3/ 269، والوافي بالوفيات 4/ 323، 324، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 170- 173، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 107، 108، وكشف الظنون 220، 1920، وشذرات الذهب 4/ 118، وهدية العارفين 2/ 88.
[1]
قال ابن الأثير: أقام مدّة ببغداد يعظ، وسار إلى خراسان، فمات ببسطام، وكان إماما فاضلا صالحا، وكان بينه وبين علي الغزنويّ تحاسد، فلما مات حضر الغزنوي عزاءه ببغداد وبكى وأكثر، فقال بعض أصحاب أبي الفتوح للغزنوي كلاما أغلظ له فيه، فلما قدم الغزنوي لامه بعض تلامذته على حضور العزاء وكثرة البكاء وقال له: كنت مهاجرا لهذا الرجل، فلما مات حضرت عزاءه وأكثرت البكاء وأظهرت الحزن؟ قال: كنت أبكي على نفسي، كان يقال فلان وفلان، فمن يعدم النظير أيقن بالرحيل، وأنشد هذه الأبيات:
ذهب المبرّد وانقضت أيّامه
…
وسينقضي بعد المبرّد ثعلب
بيت من الآداب أصبح نصفه
…
خربا وباق نصفه فسيخرب
فتزوّدوا من ثعلب، فبمثل ما
…
شرب المبرّد عن قليل يشرب
أوصيكم أن تكتبوا أنفاسه
…
إن كانت الأنفاس ممّا يكتب
(الكامل في التاريخ 11/ 96، 97) وانظر الأبيات في (المنتظم 10/ 111، 112/ 18، 37) .
[2]
في الأصل بياض. والمستدرك من (سير أعلام النبلاء 20/ 140) وفيه: «بثّ السّرّ» .
ورد بغداد سنة خمس عشرة، وظهر له القبول التّامّ، بين الخاصّ والعامّ، وكان يتكلَّم على مذهب الأشعريّ، فثار عليه الحنابلة، ووقعت فِتَن، فأمر المسترشد بإخراجه، فخرج إلى أن ولي المقتفيّ، فعاد واستوطن بغداد، فلم يزل يعِظ ويُظهر مظهر الأشعريّ إلى أن عادت الفِتَن، فأخرجوه من بغداد إلى بلده، فأدركه الأجل.
ثمّ قَالَ ابن النّجّار: قرأت فِي كتاب أَبِي بكر المارِسْتانيّ: حدَّثني أبو الفتح مسعود بن محمد بن ماشاذَة قال: قال لي الحافظ ابن ناصر: أحبّ أن تسأل أبا الفتوح: هل القرآن الّذي تكلَّم الله به بحرفٍ وصوت؟
فأتيت الشيخ أبا الفتوح، وحكيت له قول ابن ناصر، فقال لي: سلّم على الحافظ أبي الفضل عنّي، وقل له: القرآن بحرف يُكتب، وبصوت يُسمع.
فعدت إلى ابن ناصر، فصلّيت خلفه المغرب، وحدَّثته بالجواب، فحلف أن لَا يمشي إليه إلّا حافيًا، وخرج وأنا معه، فسبقته إليه وحدّثته، فقال: وأنا والله لَا أخرج لتلقِّيه إلّا حافيًا إجلالًا لمجيئه. وخرج من الرّباط، وقطع درب راجي، فتلاقيا حافيَيْن، فاعتنقا، وقبّل كلٌّ منهما صاحبه، وتحادثا ساعة.
قلت: فرحُ ابن ناصر ما لَهُ مَعْنَى، وعسى خبره لأنه يخالطه في الجواب، كما خبط هو في السّؤال.
وقال أبو القاسم بن عساكر [1] : أبو الفتوح أجرأ من رأيته لسانًا وجَنَانًا، وأكثرهم فيما يورد إعرابًا وإحسانًا، وأسرعهم جوابًا، وأسلمهم خطابًا، مع ما رُزق بعد صحَّة العقيدة من السّجايا الكريمة، والخصال الحميدة، من قلَّة المُرَاءاة لأبناء الدّنيا، وعدم المبالاة بذوي الرُّتْبة العالية، والإقبال على إرشاد الخلْق، وبذْل النَّفس في نُصرة الحقّ. إلى أن قال: فمات غريبًا شهيدًا. وقد كنت لازمت حضور مجلسه ببغداد، فما رأيت مثله واعظًا ولا مذكرًا.
وقال ابن النّجّار: قرأت فِي كتاب أَبِي بَكْر المارستانيّ: حدَّثني قاضي القُضاة أبو طالب بن الحديثيّ قال: كنت جالسًا، فمرّ أبو الفتوح الأسفرائينيّ،
[1] في تبيين كذب المفتري 328.
وحوله جَمٌّ غفير من عصبّيته، ومنهم من يصيح ويقول: لَا بحرف ولا صوت بل هي عبارة عَنْ ذلك. فرجمه العوامّ، ورُجِم أصحابُه، حتّى لم يكد يبقى في الطّريق ما يُرجم به. وكان هناك كَلْبٌ ميّت، فتراجموا به، وصار من ذلك فتنة كبيرة، لولا قُرْبُها من باب النُّوبي لهلك فيها جماعة. فاتّفق جواز موفّق المُلْك عثمان عميد بغداد، فهرب معظم أصحابه من حوله، صار قُصَارَى أمره أن يلقي نفسه عَنْ فَرَسه، ودخل في بعض الدّكاكين، وأغلق الباب، ووقف من تخلّف معه على الباب. حتّى انقضت الفتنة. ثمّ ركب طائر العقل إلى دار المملكة، ودخل إلى السّلطان مسعود، فحكى له الحال، فتقدَّم السّلطان إلى الأمير قيماز بالقبض على أبي الفتوح، وحمله إلى هَمَذَان، وتسليمه من هَمَذَان، وتسليمه من هَمَذَان إلى الأمير عبّاس ليحمله إلى إسْفَرَاين، ويُشهد عليه أنّه متى خرج منها فقد أطاح دم نفسه [1] .
393-
محمد بن القاسم بن المظفَّر بن عليّ بن الشّهرزوريّ، ثمّ الموصليّ [2] .
[1] وقال ابن الجوزي: قدم السلطان مسعود بغداد ومعه الحسن بن أبي بكر النَّيْسابوريّ الحنفيّ، أحد المناظرين، فجالسته، فجلس بجامع القصر، وكان يلعن الأشعريّ جهرا، ويقول: كُنْ شافعيًا ولا تكن أشعريًّا، وكُنْ حنفيًّا ولا تكن معتزِليًّا، وكن حنبليًّا، ولا تكن مشبّها، وكان على باب النظامية اسم الأشعري، فأمر السلطان بمحوه، وكتب مكانه: الشافعيّ، وكان الأسفراييني يعظ في رباطه، ويذكر محاسن مذهب الأشعري، فتقع الخصومات، فذهب الغزنوي، فأخبر السلطان بالفِتَن وقال: إنّ أبا الفتوح صاحب فتنة، وقد رجم غير مرة، والصواب إخراجه، فأخرج، وعاد الحسن النيسابورىّ إلى وطنه، وقد كانت اللعنة قائمة في الأسواق، وكان بين الأسفراييني وبين الواعظ أبي الحسن الغزنوي شنئان، فنودي في بغداد أنّ لَا يذكر أحد مذهبًا، (المنتظم 10/ 106- 108 و 110/ 18/ 31، 32 و 36) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله: لما سمع ابن عساكر بوفاة الأسفراييني أملى مجلسا في المعنى، سمعناه بالاتّصال، فينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن، ولا يشغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع، فما رأيت الحركة في ذلك تحصّل خيرا، بل تثير شرّا وعداوة ومقتا للصلحاء والعبّاد من الفريقين، فتمسّك بالسّنّة، والزم الصمت، ولا تخض فيما لا يعنيك، وما أشكل عليك فردّه إلى الله ورسوله، وقف، وقل: الله ورسوله أعلم. (سير أعلام النبلاء 20/ 142) .
[2]
انظر عن (محمد بن القاسم) في: الأنساب 7/ 418، 419، والمنتظم 10/ 112 رقم 155 (18/ 37 رقم 4103) ، وتاريخ دمشق لابن عساكر، ومشيخة ابن عساكر 206 ب، واللباب 2/ 216، 217، وخريدة القصر (قسم شعراء الشام) 2/ 322، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 203- 206 رقم 102، ووفيات الأعيان 4/ 68- 70 (في ترجمة أبيه) ، وطبقات الفقهاء
أبو بكر. شيخ مُسِنّ، كبير القدْر، فاضل، محترم.
أكثر الأسفار في شبيبته، ورأى الأئمَّة.
وجد في خُراسان، ووُلّي القضاء بعدَّة أماكن في بلاد الجزيرة، والشّام، وكان يلقَّب بقاضي الخافِقَين.
تفقه ببغداد على أبي إسحاق، وسمع منه.
ومن: أبي القاسم الأنْماطيّ، وأبي نصر الزَّيْنبيّ. وبنَيْسابور من: أبي بكر بن خَلَف، وغيره.
وحدَّث ببغداد، والمَوْصل.
وُلِد بإربل في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة [1] .
روى عنه: ابن السَّمْعانيّ، وابن عساكر، وعمر بن طَبَرْزَد، وجماعة.
قال ابن عساكر [2] : قدِم دمشق مِرارًا، أحدها رسولًا من المسترشد لأخذ البيعة.
أنا أبو بكر بن أبي أحمد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بدمشق، أنا عثمان المَحْمِيّ، فذكر حديثًا.
تُوُفّي ببغداد في جُمَادَى الآخرة.
وقال عليّ بن يحيى الطّرّاح: مات في ثاني ربيع الأوّل [3] .
[ () ] الشافعية لابن الصلاح 1/ 242، 243 رقم 65، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 172، 173 رقم 206، وسير أعلام النبلاء 20/ 139 رقم 83، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 6/ 174، 175، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 98، والوافي بالوفيات 4/ 339، وطبقات الشافعية لابن كثير (مخطوط) 120، وشذرات الذهب 4/ 123، والتاج المكلّل للقنوجي 97.
[1]
في المنتظم: ولد سنة أربع وخمسين. وفي تاريخ دمشق: ولد سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وقيل سنة ثلاث وخمسين. وقال ابن المستوفي: ذكر ابن المستوفي: ذكر ابن السمعاني أنه سأله عن مولده فقال:
ولدت في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة بإربل، ونشأ بالموصل. قال: وسألته مرة أخرى، فقال: في سنة أربع وخمسين. قال وكان يرجع إلى عقل وثبات. (تاريخ إربل 1/ 203) .
[2]
في تاريخ دمشق.
[3]
ومن شعره:
همّتي دونها السّها والثّريّا
…
قد علت جهدها فما تتدانى
فأنا متعب معنّى إلى أن
…
تتفانى الأيام أو أتفانى
394-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن حسين [1] .
أبو نصر الأصبهانيّ، الصّائغ، المؤذن.
شيخ صالح، تفرَّد بعدَّةٍ من تصانيف عبد الرحمن بن مَنْدَهْ، عنه [2] .
وسمع أيضًا من أخيه عبد الوهّاب، وجماعة.
أخذ عنه: السَّمْعانيّ، وغيره [3] .
395-
محمد بن يوسف بن عبد الله [4] .
أبو طاهر التّميميّ، السَّرَقُسْطيّ. نزيل قُرْطُبة.
سمع كثيرًا من: أبي عَلِيّ الصَّدَفيّ، وأبي عِمران بْن أَبِي تليد، وجماعة.
قال ابن بَشْكُوال: كان مقدَّمًا في اللّغة والعربيَّة، شاعرًا محسنًا. له مقامات صنّفها [5] ، أخذت عنه واستحسنت.
[ () ](المنتظم) .
وقال محمد بن القاسم: أنشدنا الأستاذ أبو إسماعيل المنشئ لنفسه:
لا تجزعنّ إذا ما الهمّ ضقت به
…
ذرعا، ونم، وتودّع فارغ البال
فبين غفوة عين وانتباهتها
…
تنقّل الدّهر من حال إلى حال
وما اهتمامك بالمجدي عليك وقد
…
جرى القضاء بأرزاق وآجال
(طبقات ابن الصلاح 1/ 243، طبقات الإسنوي 2/ 98، طبقات ابن كثير 120 أ) .
وقال ابن المستوفي: نقلت من خطّه من آخر كتاب قد شهد في آخره: «حضرت مجلس الصاحب الأمير عز الدين ممهّد الدولة، أبي أبو الهيجاء الحسين بن الحسن بن موسى الهذباني- أدام الله اقتداره..» ، وذكر تقريرا قرّره الأمير أبو الهيجاء لرجل نصراني من إربل. واختصرت الألقاب، وقال:«وكتب محمد بن عبد الله بن القاسم بن المظفّر الشّهرزوري في الثالث والعشرين من شعبان سنة خمس وعشرين وخمسمائة» . (تاريخ إربل 1/ 206) .
[1]
انظر عن (محمد بن محمد) في: التحبير 2/ 227 رقم 875، وملخص تاريخ الإسلام 8/ ورقة 37 أ.
[2]
في التحبير: شيخ صالح، سديد، مكثر من الحديث. سمع بإفادة أبيه أبي الرجاء ابن أبي نصر، عن جماعة من الشيوخ، وتفرّد بعده في تصانيف عبد الرحمن بن مندة، عنه. عمّر العمر الطويل، وحدّث بالكثير.
[3]
توفي سنة 538 وقيل 537 هـ.
[4]
انظر عن (محمد بن يوسف) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 588 رقم 1291، وكشف الظنون 1382، 1785، وبغية الوعاة 1/ 120، وإيضاح المكنون 2/ 479، وهدية العارفين 2/ 89، وفهرست الخديوية 4/ 187، والأعلام 8/ 22، ومعجم المؤلفين 12/ 129.
[5]
اسمها: «المقامات اللزومية» وله المسلسل في اللغة.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى [1] .
قلت: آخر من سمع منه وفاة خطيبُ قُرْطُبة أبو جعفر بن يحيى.
396-
المبارك بن محمد بن حسين [2] .
أبو القاسم بن البُزُوريّ، الدّوانيّ [3] .
كان يخدم نقيب الطّالبيّين. وهو صالح، ساكن، خيِّر، راغب في حضور مجالس العلم.
سمع: أبا الحسين بن النَّقُّور، ونصر بن مُعَمَّر.
وأجاز له: أبو بكر الخطيب، وأبو عليّ بن البنّاء.
قال ابن السَّمْعانيّ: قرأت عليه الكثير، وقال: ولدت سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
قلت: وروى [عَنْهُ] عبد الخالق بْن أسد.
397-
محسن بن النُّعْمان [4] .
أبو الفضل البسْطاميّ [5] ، المؤدّب، فقير [6] ، صالح.
ولد في حدود الخمسين وأربعمائة.
وروى عَنْ: محمد بن عبد الجبّار الإسْفَرَائينيّ، وطاهر الشّحّاميّ [7] .
398-
محمود بن عمر بن محمد [8] .
[1] وقع في المطبوع من الصلة 2/ 588 «سنة ثمان وثلاثين وستمائة» وهو خطأ.
[2]
انظر عن (المبارك بن محمد) في: الأنساب 2/ 199.
[3]
قال ابن السمعاني في مادّة (البزوري) إنه سيذكره في حرف الدال بمادّة «الدواني» ، ولكنه لم يذكر هذه النسبة أصلا في (الأنساب) .
[4]
انظر عن (محسن بن النعمان) في: التحبير 2/ 269، 270 رقم 935، ومعجم شيوخ ابن السمعاني، ورقة 252 أ.
[5]
زاد في (التحبير) في: «القومسي» .
[6]
هكذا في الأصل. وفي (التحبير 2/ 270) : «فقيه» .
[7]
قال ابن السمعاني: كتبت عنه ببسطام.
[8]
انظر عن (محمود بن عمر الزمخشريّ) في: الأنساب 6/ 297، 298، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 290- 292، والمنتظم 10/ 112 رقم 156 (18/ 37، 38 رقم 4104) ، ومعجم
العلّامة، أبو القاسم الزَّمَخْشَرِيّ، الخُوَارَزْميّ، النَّحْويّ، اللُّغَويّ، المتكلم، المعتزليّ، المفسر. مصنّف «الكشّاف» [1] في التّفسير، «والمفصّل» [2]
[ () ] الأدباء 19/ 126- 135، والكامل في التاريخ 11/ 97، واللباب 2/ 74، وإنباه الرواة 2/ 265- 275، ووفيات الأعيان 5/ 168- 174، والمختصر في أخبار البشر 3/ 16، وميزان الاعتدال 4/ 78 رقم 8367، والمغني في الضعفاء 2/ 147 رقم 6120، والمعين في طبقات المحدّثين 159 رقم 1715، وتذكرة الحفّاظ 4/ 1283، والعبر 4/ 106، والإعلام بوفيات الأعلام 221، ودول الإسلام 2/ 56، وسير أعلام النبلاء 20/ 151- 156 رقم 91، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 519، 525، 532، والتذكرة الفخرية للإربلي 212، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 292 و 303 و 359 و 410، وتلخيص ابن مكتوم 243، 244، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 228، 229 رقم 173، وتاريخ ابن الوردي 2/ 70، 71، ومرآة الجنان 3/ 269- 271، والبداية والنهاية 12/ 219، والجواهر المضيّة للقرشي 2/ 160، 161، والعقد الثمين لقاضي مكة 7/ 137- 150، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 184 و 225 و 302 و 304 و 422، وطبقات المعتزلة 20، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 241- 244، والوفيات لابن قنفذ 278 رقم 538، وعيون التواريخ 12/ 379- 381، ولسان الميزان 6/ 4 رقم 6، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 71، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 405، والنجوم الزاهرة 5/ 274، وبغية الوعاة 2/ 279، 280 رقم 1977، وطبقات المفسّرين للسيوطي 104، 105 رقم 127، وتاريخ الخلفاء 442، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 97، وطبقات الفقهاء، له 94، 95، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 76، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 314- 316 رقم 625، وتاريخ ثغر عدن لبامخرمة 2/ 54، وأزهار الرياض 3/ 282- 325، ورجال السند والهند 103، وكشف الظنون 74، 117، 121، 164، 185، 616، 781، 831، 832، 1009، 71056، 1082، 1217، 1326، 1398، 1427، 1475، 1584، 1674، 1734، 1774، 1791، 1798، 1877، 1890، 1955، 1987، وشذرات الذهب 4/ 118- 121، والفوائد البهيّة للكنوي 209، 210، وروضات الجنات 681- 7684 وإيضاح المكنون 1/ 67 و 2/ 86، وهدية العارفين 2/ 402، 403، وديوان الإسلام 1/ 390، 391 رقم 1070، ومعجم المطبوعات 973، والفهرس التمهيدي 259 و 303، وكنوز الأجداد لمحمد كردعلي 291- 294، وعقد الجواهر لجميل العظم 294- 297، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 5/ 215- 238، وتاج العروس للزبيدي 3/ 243، والأعلام 8/ 55، ومعجم المؤلفين 12/ 186، 187، وانظر مقدّمة كتابه «ربيع الأبرار» للدكتور سليم النعيمي طبعة وزارة الأوقاف العراقية ببغداد، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسّرين 290، 291 رقم 625.
[1]
وهو قال فيه يمدحه:
إنّ التفاسير في الدنيا بلا عدد
…
وليس فيها لعمري مثل كشّافي
إنّ كنت تبغي الهدى فالزم قراءته
…
فالجهل كالدّاء والكشّاف كالشافي
(معجم الأدباء 19/ 129) .
[2]
وقد عاد واختصره بكتاب «الأنموذج في النحو» . وتصحف اسمه في (نزهة الألباء 290) إلى
في النّحْو. وزَمَخْشَر: من قُرى خُوارَزْم. وكان يقال له جار الله، لأنّه جاوَرَ بمكَّة زمانًا.
ووُلِد بزَمَخْشَر [1] في رجب سنة سبْعٍ وستّين وأربعمائة [2] . وقدِم بغداد.
وسمع من: أبي الخطّاب بن البَطِر، وغيره.
وحدَّث. وأجاز لأبي طاهر السِّلَفيّ، ولزينب الشَّعْريَّة، وغيرهما.
قال ابن السَّمْعانيّ: كان ممّن برع في علم الأدب، والنَّحْو، واللّغة، لقي الكبار، وصنَّف التّصانيف في التّفسير، والغريب، والنَّحْو. وورد بغداد غير مرَّة، ودخل خُراسان عدَّة نُوَب. وما دخل بلدًا إلّا واجتمعوا عليه، وتلمذوا له. وكان علّامة الأدب، ونسّابة العرب.
أقام بخُوَارَزْم تُضْرَب إليه أكباد الإبل، ثمّ خرج منها إلى الحجّ، وأقام برهةً من الزمان بالحجاز حتّى هبّت على كلامه رياح البادية، ثمّ انكفأ راجعًا إلى خُوَارَزْم.
ولم يتّفق أنّي لقيته، وكتبت من شِعْره عَنْ جماعةٍ من أصحابه. ومات ليلة عَرَفَة.
وقال القاضي ابن خَلِّكان [3] : كان إمام عصره، له التّصانيف البديعة، منها «الكشّاف» ، ومنها «الفائق» في غريب الحديث، ومنها كتاب «أساس البلاغة» ، وكتاب «ربيع الأبرار وفصوص [4] الأخبار» ، وكتاب «تشابُه [5] أسماء الرُّواة» ، وكتاب «النّصائح الكبار» ، وكتاب «ضالّة النّاشد» ، و «الرائض في الفرائض» [6] ،
[ () ]«المفضل» بالضاد المعجمة.
[1]
ضبطها ابن خلّكان بفتح الزاي والميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الشين المعجمة، وبعدها راء. وقال: هي قرية كبيرة من قرى خوارزم. (وفيات الأعيان 5/ 173، 174)
[2]
المنتظم، نزهة الألبّاء 292.
[3]
في وفيات الأعيان 5/ 168.
[4]
هكذا في الأصل، ووفيات الأعيان 5/ 168، وقد طبع باسم «ربيع الأبرار ونصوص الأخبار» ، وأصدرته وزارة الأوقاف العراقية ببغداد في 4 أجزاء، بتحقيق الدكتور سليم النعيمي 1982 م.
[5]
في (وفيات الأعيان 5/ 168) : «متشابه أسامي الرواة» ، وفي (سير أعلام النبلاء 20/ 156) :
[6]
في وفيات الأعيان 5/ 168 ورد: «ضالّة الناشد والرائض في علم الفرائض» دون فأصل بين
«والمنهاج» في الأصول، و «المفصّل» [1] .
وسمعت بعض المشايخ يحكي أنّ رِجْله سقطت وكان يمشي على جارِف [2] خَشَب، وسقطت من الثّلج.
وقيل إنّه سُئل عَنْ قَطْع رِجْله، فقال: سببه دعاء الوالدة. كنت في الصِّغَر اصطدْتُ عُصْفورًا وربطْتُه بخيط في رجْله، فطار، ودخل في حَرف، فجذبتُه، فانقطعت رِجْله، فتألّمت أمّي. وقالت: قطع الله رِجْلك كما قطعتَ رِجْله. فلمّا كبرتُ ورحلنا إلى بُخَارَى سقطت عَن الدّابَّة، وانكسرت رِجْلي، وعَمِلَتْ عملًا أوجب قطعها [3] .
وكان متظاهرًا بالاعتزال، وقد استفتح «الكشّاف» بالحمد للَّه الّذي خلْق القرآن، فقالوا له: متى تركته هكذا هجره النّاس. فغيرها ب: جَعَلَ القرآن. وهي عندهم بمعنى خَلَق [4] .
ومن شِعْره يرثي شيخه أبا مُضَر منصور:
وقائلة: ما هذه الدّرر الّتي
…
تَسَاقَطُ من عينيك سِمْطَين سَمْطَين؟
فقلت: هو الدّرّ الّذي كان قد حشا
…
أبو مُضَر أذْني تساقَطَ من عيني [5]
وقد كتب إليه السِّلَفيّ إلى مكَّة يستجيزه، فأجازه بجزءٍ لطيف فيه لغة وفصاحة، يزْري فيه على نفسه [6] .
[ () ] الكتابين، وكأنّهما كتاب واحد، وهذا وهم، وقد فصل ياقوت بينهما في (معجم الأدباء 19/ 134) وهو الصحيح.
[1]
وذكر ابن خلّكان أسماء مؤلّفات أخرى (5/ 169)، وانظر:(معجم الأدباء 19/ 133- 135) ، وكان ابن الأنباري يزعم أنه ليس في كتاب سيبويه مسألة إلّا وقد تضمّنها هذا الكتاب. ويحكى أن بعض أهل الأدب أنكر عليه هذا القول، وذكر له مسألة من كتاب سيبويه وقال: هذه ليست فيه، فقال: وإنها إن لم تكن فيه أيضا، فهي فيه ضمنا، وبيّن له ذلك. (نزهة الألباء 290) .
[2]
في وفيات الأعيان 5/ 169، وسير أعلام النبلاء 20/ 156:«جاون» .
[3]
إنباه الرواة 3/ 268.
[4]
وفيات الأعيان 5/ 170.
[5]
وفيات الأعيان 5/ 172، عيون التواريخ 12/ 381، نزهة الألباء 290.
[6]
انظر وفيات الأعيان 5/ 170، 171.