الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ (1) وقوله وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ (2)
قال الإمام جلال الدين السيوطى رحمه الله
(3):
لم يقصد بذلك خطاب معين، بل كل أحد وأخرج فى صورة الخطاب لقصد العموم يريد أن حالهم تناهت فى الظهور بحيث لا يختص بها راء دون راء. بل كل من أمكن منه الرؤية داخل فى ذلك الخطاب اه.
السادس والعشرون: خطاب الشخص ثم العدول إلى غيره. ومنه قوله تعالى: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ (4) خوطب به النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال للكفار: (فاعلموا انّما أنزل بعلم الله) بدليل قوله تعالى بعد ذلك فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
السابع والعشرون: خطاب التلوين وهو الالتفات نحو قوله تعالى:
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ الثامن والعشرون: خطاب الجمادات خطاب من يعقل نحو قوله تعالى:
فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (5) وقد اختلف العلماء فى هذه المقالة هل هى حقيقة بأن جعل لها حياة وإدراكا يقتضى نطاقها أو مجاز بمعنى أنه ظهر فيها من اختيار الطاعة والخضوع بمنزلة هذا القول؟
(1) سورة الأنعام الآية: 27.
(2)
سورة السجدة الآية: 12.
(3)
الإتقان 3/ 114.
(4)
سورة هود الآية: 14.
(5)
سورة فصلت الآية: 11.
فقيل بالأول لأنه لا شىء يدفعه والعبرة فيه أتم والقدرة فيه أظهر وقيل بالثانى (1).
التاسع والعشرون: خطاب التهييج. كقوله تعالى:
وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (2) وقوله:
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (3) الثلاثون: خطاب التحنّن والاستعطاف نحو قوله تعالى:
يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (4) الحادى والثلاثون: خطاب التحبب أو التحبيب كقوله تعالى:
يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ (5) وقوله:
يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي (6) الثانى والثلاثون: خطاب التعجيز كقوله تعالى:
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ (7) الثالث والثلاثون: خطاب التشريف. وهو كل ما فى القرآن مخاطبة بقل كالقلاقل (8). وكقوله تعالى:
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ
…
(9) الآية وهو تشريف منه سبحانه لهذه الأمة، بأن يخاطبها بغير واسطة لتفوز بشرف المخاطبة. إذ ليس من الفصيح أن يقول الرسول للمرسل إليه قال لى المرسل- قل كذا وكذا- ولأنه لا يمكن إسقاطها فدل على أن المراد
(1) البرهان 2/ 246، وتفسير ابن كثير 7/ 156.
(2)
سورة المائدة الآية: 23.
(3)
سورة الأنفال الآية: 1.
(4)
سورة الزمر الآية: 53.
(5)
سورة مريم الآية: 42.
(6)
سورة طه الآية: 94.
(7)
سورة البقرة الآية: 23.
(8)
هى الإخلاص والمعوذتان والكافرون.
(9)
سورة آل عمران الآية: 84.
بقاؤها ولا بدّ لها من فائدة فتكون أمرا من المتكلّم للمتكلّم بما يتكلم به أمره شفاها بلا واسطة كقولك لمن تخاطبه: افعل كذا.
الرابع والثلاثون: خطاب المعدوم، ويصح ذلك تبعا لموجود نحو قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ (1) فإنه خطاب لأهل ذلك الزمان، ولكل من بعدهم على نحو ما يجرى من الوصايا فى خطاب الإنسان لولده وولد ولده ما تناسلوا بتقوى الله وإتيان طاعته.
(1) سورة الأعراف الآية: 31.