الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثانى فى تعليل القرآن للأحكام
القرآن الكريم يعلل الأحكام:
الناظر فى القرآن الكريم يجد مولانا جل شأنه يذكر فيه العلة والأوصاف المؤثرة، والمعانى المعتبرة فى الأحكام ليدل بذلك على تعلق الحكم بها أين وجدت، واقتضائها لأحكامها وعدم تخلفها عنها إلا لمانع يعارض اقتضائها ويوجب تخلف أثرها عنها (1).
وقد جاء التعليل فى القرآن الكريم بالباء تارة كقوله تعالى:
ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ (2) وقوله:
ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا (3) وباللام تارة كقوله تعالى:
ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (4) وبأن تارة كقوله تعالى:
أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا (5)
(1) إعلام الموقعين 1/ 196.
(2)
سورة الأنفال الآية: 13.
(3)
سورة غافر الآية: 12.
(4)
سورة المائدة الآية: 97.
(5)
سورة الأنعام الآية: 156.
وبأن واللام كقوله تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (1) وكى تارة كقوله تعالى: كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ (2) والشرط والجزاء كقوله تعالى: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً (3) والفاء كقوله تعالى: فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ (4) وقوله: فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (5) وترتيب الحكم على الوصف كقوله تعالى:
يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ (6) وقوله: إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (7) ولما كقوله تعالى: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ (8) وقوله: فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (9) وإنّ المشددة كقوله تعالى: إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (10)
(1) سورة النساء الآية: 165.
(2)
سورة الحشر الآية: 7.
(3)
سورة آل عمران الآية: 120.
(4)
سورة الشعراء الآية: 139.
(5)
سورة الحاقة الآية: 10.
(6)
سورة المائدة الآية: 16.
(7)
سورة الأعراف الآية: 170.
(8)
سورة الزخرف الآية: 55.
(9)
سورة الأعراف الآية: 166.
(10)
سورة الأنبياء الآية: 77.
ولعل كقوله تعالى: لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (1) وقوله: لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) والمفعول له كقوله تعالى: وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى * إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى * وَلَسَوْفَ يَرْضى (3) أى لم يفعل ذلك جزاء نعمة أحد من الناس، وإنما فعله ابتغاء وجه الله.
ومن أجل كقوله تعالى: مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ (4)
(1) سورة طه الآية: 44.
(2)
سورة البقرة الآية: 73.
(3)
سورة الليل آيات: 19 - 21.
(4)
سورة المائدة الآية: 32.