الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مثال الأول:
عن أم سلمة رضى الله عنها قالت (1): يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء فى الهجرة بشيء. فأنزل الله:
فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ (2) الآية.
وروى عن أم عمارة (3) الأنصارية أنها قالت: يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء فأنزلت: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ (4) الآية وأنزلت: أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ
ومثال الآخر:
عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد وقد مثل به فقال: «لأمثلن بسبعين منهم مكانك» . فنزل جبريل- والنبى صلى الله عليه وسلم واقف- بخواتيم سورة النحل:
وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ (5) الآيات إلى آخر السورة.
وعن أبى كعب قال (6): لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا به. فقالت الأنصار:
لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربينّ- أى لنزيدن- عليهم- فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ
(1) أخرجه الحاكم فى المستدرك 2/ 300، 416.
(2)
سورة آل عمران الآية: 195.
(3)
أخرجه الترمذى فى سننه 5/ 354.
(4)
سورة الأحزاب الآية: 35.
(5)
سورة النحل آيات: 126 - 128.
(6)
أخرجه الترمذى فى كتاب التفسير 5/ 299.
فالرواية الأولى تفيد أن الآيات نزلت فى غزوة أحد، بينما تفيد الثانية نزولها يوم فتح مكة، ومعلوم أن بين غزوة أحد وفتح مكة بضع سنين، ومن ثم لا مفر من القول بتعدد نزولها مرة فى غزوة أحد ومرة فى فتح مكة، والله أعلم.