الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا خلاف بين القراء في إظهار النون الساكنة والتنوين عند الهمزة والهاء والعين والحاء المهملتين، ولا خلاف بين السبعة أيضا في إظهارهما عند الخاء والغين المعجمتين.
7 -
عَلَيْهِمْ*: ضم حمزة هاءه وصلا ووقفا، والباقون بالكسر، وضم المكي وقالون بخلف عنه وصلا كل ميم جمع، ووصلاها بواو لفظا وعليه فلقالون فيما بعده همزة قطع المد والقصر فهو من باب المنفصل نحو:
قالُوا آمَنَّا* وسواء اتصلت بها كعليهم وأنذرتهم أو كاف نحو: إِنَّكُمْ* وعَلَيْكُمْ*، أو تاء نحو:(أنتم وكنتم)، ووافق ورش على الصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع نحو: لَهُمْ آمِنُوا* ومد ورش له طويلا؛ لأنه من باب المنفصل لا يخفى، والباقون بالسكون فإن اتصلت بضمير نحو:
أَنُلْزِمُكُمُوها ودَخَلْتُمُوهُ وجبت الصلة لفظا وخطّا اتفاقا.
8 -
الضَّالِّينَ*: مده لازم لأن سببه ساكن مدغم لازم، ومذهب الجمهور بل نقل بعضهم الإجماع عليه أن القراء كلهم يمدون للساكن اللازم مدّا مشبعا من غير إفراط لا تفاوت بينهم فيه ومدغمها واحد، وليس فيها من ياءات الإضافة، ولا من الزوائد، ولا من المدغم الصغير الجائز المختلف فيه بين القراء شيء.
تفريع:
إذا وصلت سورة البقرة بالفاتحة من قوله تعالى: غير المغضوب عليهم والوقف على ما قبله جائز وليس بحسن على ما قاله العماني؛ لتعلقه بما قبله، وحسن على ما قاله الداني لما روي أنه- صلى الله عليه وسلم كان يقف عند أواخر الآيات، وهذه آخر آية عند المدني والبصري والشامي إلى المتقين يأتي على ما يقتضيه الضرب أربعمائة وجه وثلاثة وثمانون وجها بيانها:
- كلمات العبارة: إن غاب عني حبيبي همني خبره.
لقالون: ستة وتسعون بيانها أنك تضرب خمسة الرحيم وهي الطويل، والتوسط، والقصر خمسة عشر ثم تضرب الخمسة عشر في ثلاثة المتقين خمسة وأربعون تضيف إليها ثلاثة المتقين مع وصل الجميع ثمانية وأربعون هذا على تسكين الميم، ويأتي مثله على ضمها فبلغ العدد ما ذكر.
ولورش: ثمانية وأربعون على البسملة كقالون، واثنا عشر على تركها، وبيانها أنك تضرب ثلاثة الضالين إذا سكت عليه في ثلاثة المتقين تسعة وعلى الوصل تسعة، وعلى الوصل ثلاثة المتقين فالمجموع اثنا عشر.
وللمكي: ثمانية وأربعون كقالون إذا ضم الميم.
وللدوري: ستون كورش.
وللسوسي: كذلك، وإنما لم يعد معه لمخالفته له في إدغام فيه هدى.
وللشامي: ستون كورش وعاصم كالمكي وعلي كذلك.
ولحمزة: ثلاثة أوجه كوصل ورش، فبلغ العدد ما ذكر ولا أعني بقولي من كذا إلى كذا كذا كذا وجها أن كل وجه يخالف الآخر في كل أمر بل تكفي المخالفة ولو (1) في وجه واحد، وهذا الضرب اعتنى به من تساهل من المتأخرين، وقرءوا به وذكروه في كتبهم، وبعضهم أفردوه بالتأليف، وهو خلاف الصواب، ولم يسمح لي شيخنا- رحمه الله تعالى- بالقراءة به؛ لأن فيه تركيب الطرق وتخليطها، وقال الجعبري هو ممتنع في كلمة، وكذا في
(1) لقد كتب في موضوع الأوجه المضروبة بين السور كثير من الأعلام الأئمة، ومن الملاحظ في هذا الأمر أن عدد من الأعلام أفرد لذلك مؤلفا خاصا بذلك وضح فيه الأوجه المضروبة بين كل سورتين من سور القرآن الكريم من أوله إلى آخره موضحا ما لكل من القراء من عدد، ومنهم الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي، والأستاذ أبي حفص بن قاسم الأنصاري شيخ العلامة القسطلاني، والأستاذ أمين الدين بن موسى، والأستاذ أبي بكر المعروف بابن الجندي، والأستاذ علي بن محمد الضباع في قوله المعتبر في الأوجه التي بين السور.
كلمتين إن تعلق إحداهما بالأخرى وإلا كره وقال الشيخ النويري في شرح الدرة، والقراءة بخلط الطرق وتركيبها حرام، أو مكروه، أو معيب، وقال المحقق بعد أن ثقل كلام غيره في تركيب القراءات بعضها ببعض، والصواب عندنا في ذلك التفصيل وهو إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ بالرفع فيها أو بالنصب أخذ رفع آدم من قراءة غير المكي، ورفع كلمات من قراءته وأما من لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية وإن لم يكن على سبيل النقل الرواية بل على سبيل
التلاوة فإنه جائز، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العراقيين باختلاف الروايات من وجه تساوى العلماء بالعوام لا عن وجه أن ذلك مكروه أو حرام انتهى مختصرا وجزم في موضع آخر بالكراهة من غير تفصيل والتفصيل هو التحقيق وقال شيخنا- رحمه الله في نظمه في الآن:
فالطّول للتّركيب لا يجوز
…
تاركه بأجره يفوز
وقال القسطلاني: وأما كثرة الوجوه التي يقرأ بها بين السورتين بحيث بلغت الألوف، فإنما ذلك عند المتأخرين دون المتقدمين؛ لأنهم كانوا يقرءون القراءات طريقا طريقا فلا يقع لهم إلا القليل من الأوجه، وأما المتأخرون فقرءوها رواية رواية بل قراءة قراءة بل أكثر حتى صاروا يقرءون الختمة الواحدة للسبعة أو الشعرة فتشعبت معهم الطرق وكثرت الأوجه، وحينئذ يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق ويميز بعضها من بعض وإلا وقع فيما لا يجوز، وقراءة ما لم ينزل، وقع وقع في هذا كثير من المتأخرين انتهى، فإذا فهمت هذا فتعلم أن الصحيح من هذه الأوجه مائة وسبعة عشر: لقالون أربعة وعشرون بيانها أنك تأتي بالطويل في الضالين والرحيم والمتقين، ثم بروم الرحيم ووصله مع الطويل في المتقين فيهما فهذه
ثلاثة أوجه ومثلها مع التوسط في الضالين، ومثلها مع القصر تسعة، ثم تصل الجميع مع ثلاثة للمتقين تصير اثني عشر، فهذه على تسكين الميم يندرج معه فيها كل من بسمل وسكن الميم، ولذا تعطف السوسي بالإدغام في فيه هدى في جميع الأوجه، ويأتي مثلها على ضمها، ولورش ثمانية عشر وجها إذا بسمل كقالون إذا سكن، وإذا سكن فثلاثة: تطويل الضالين والمتقين وتوسطهما وقصرهما، وإذا وصل فثلاثة المتقين وللمكي اثنا عشر وجها كقالون إذا ضم، ويندرج معه إلا أنك تعطفه بالصلة في فيه هدى في جميع الوجوه، والبصري والشامي كورش، ويندرجان معه مع ترك البسملة إلا أنك تعطف السوسي بالإدغام وعاصم وعلي كقالون إذا سكن وحمزة كورش إذا وصل، ولا يندرج معه؛ لأنه يضم هاء عليهم.