الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبيه:
وكل ما يذكر من تخفيف إحدى الهمزتين المجتمعتين من كلمتين إنما هو حالة الوصل، وأما إن وقفت على الأولى وابتدأت الثانية فلا تخفيف لجميع القراء بل تحقيق التي وقعت عليها والتي ابتدأت بها.
فإذا علمت هذا وأردت قراءة هذه الآية من وعلم آدم إلى صادقين، وبعض الناس يقف على الملائكة، وليس بموضع وقف إلا في ضرورة فيأتي فيها واحد وثمانون وجها وكلها صحيحة، ولا تركيب فيها، وأما لو عددنا الضعيف وتركيب الأوجه لكان أكثر من هذا.
بيانها، أن لقالون: ثمانية عشر وجها بيانها: أن له في هاء التنبيه القصر مع مد أولاء وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل، والمد مع مد أولاء فقط وقصرها مع مدها التنبيه ضعيف، لأن سبب المتصل ولو تغير أقوى من المنفصل، ولذا أجمعوا عليه دونه فهذه ثلاثة تضرب في وجهي الصلة وعدمها بستة، تضرب في ثلاثة صادقين بثمانية عشر، ولورش: سبعة وعشرون وجها بيانها: أنك تضرب ثلاثة باب آمنوا في ثلاثة همزة إن تسعة تضربها في ثلاثة صادقين سبعة وعشرون، وللبزي: ستة: بيانها أن له القصر في ها مع المد والقصر في أولاء اثنان تضرب بهما في ثلاثة صادقين ستة، ولقنبل: ستة بيانها: أن له قصرها ومد أولاء مع تسهيل همزة إن وإبدالها ياء ساكنة اثنان تضربهما في ثلاثة صادقين ستة، وللبصري: تسعة بيانها: أن له في ها القصر مع قصر أولا اعتدادا بالعارض ومده عملا بالأصل والمد مع مد أولاء ثلاثة تضربها في ثلاثة صادقين تسعة، ولا يجوز قصر أولاء مع مدها التنبيه؛ لأنه لا يخلو من أن يقدر متصلا أو منفصلا فإن قدر منفصلا فهو وها من باب واحد يمدان معا ويقصران معا، وإن قدر متصلا وهو مذهب سيبويه، والداني، فلا يجوز فيه القصر ولو قصرت ها فكيف مع مده فحينئذ لا وجه لمدها المتفق على انفصاله وقصر أولاء المختلف في اتصاله
وللشامي: ثلاثة صادقين فقط؛ لأن قراءته في الآية لم تختلف، وعاصم مثله، وعليّ كذلك، ولحمزة: ثلاثة صادقين على السكت وعدمه، وصفة قراءتها أن تبدأ بقالون فتسكن له الميم وتقصر المنفصل وهو ها وتمد أولاء مع تسهيل همزه مع الطويل في وقف صادقين ثم تعيد هؤلاء إن كما قرأته أولا أو هو وما قبله مع التوسط والقصر في صادقين ثم تعيد هؤلاء إن كما قرأته أولا أو هو وما قبله مع التوسط والقصر في صادقين، وإن شئت فاختصر واقتصر على إعادة صادقين، ثم تأتي بقصرها مع قصر أولاء مع أوجه صادقين، ثم تمدها مع أوجه صادقين، فهذه تسعة ولا يدخل معه أحد لتخلف ورش وحمزة في الأسماء، والمكي في عرضهم، والباقون في هؤلاء ثم تعطف البصرى بقصرها وأولا وإسقاط همزته مع أوجه صادقين ثم بقصرها ومد أولاء مع أوجه صادقين، ثم بمدهما مع أوجه صادقين، وإنما قدمنا لقالون المد، وللبصري
القصر؛ لأن في قراءة قالون أثر السبب موجود بخلاف قراءة الإسقاط فتنبه لهذه فقل من رأيته يتفطن لها، ثم تعطف الشامي مع مدها وأولاء وتحقيق همزته مع أوجه صادقين، ويندرج معه عاصم وعليّ، لاتحاد قراءتهم ومدهم على المرتبتين وتفريعنا عليه لا يخفى عليك التفريع على الأربع مراتب فلا نطيل به، ثم تأتي لقالون بضم ميم الجمع ويتفرع عليه ما يتفرع على إسكانها، ويندرج معه ثم تعطف قنبلا بقصرها ومد أولاء وتسهيل همزة إن مع أوجه صادقين، ثم مع إبدال همزة إن ياء ساكنة مع أوجه صادقين، ثم تأتي بورش بنقل الأسماء ومده طويلا وقصر أنبئوني ومد هؤلاء، وإبدال همزة إن ياء ساكنة فلاقت سكون النون فدخلت في باب المد اللازم غير المدغم كفواتح السور مع ثلاثة صادقين، ثم تعطفه بتسهيل همزة إن مع ثلاثة صادقين، ثم بإبدالها ياء مكسورة خالصة مع الثلاثة، ثم تأتي بخلف بالسكت على لام التعريف في الأسماء مع مده طويلا كورش مع تحقيق الهمزتين وثلاثة صادقين، واندرج معه خلاد في وجه السكت، ثم
تعطفه بعدم السكت مع الثلاثة، ثم بورش مع توسط آدم وأنبئوني مع ثلاثة إن ومع كل واحد ثلاثة صادقين ثم بالطويل مع ثلاثة همزة إن وصادقين مع تقديم البدل كما تقدم فإن قلت: لم تقدم البدل على التسهيل مع أنه غير مذكور في التيسير؟ وعبر عنه بقيل حيث قال:
وقد قيل محض المدّ عنها تبدّلا وجرى عمل الناس على تقديم التسهيل عليه قلت: مع كونه لم يذكر في التيسير وعبر عنه بقيل هو راوية جمهور المصريين عن الأزرق بل نسبه بعضهم لعامتهم وهو مذهب جمهور المغاربة الآخذين عنهم، وقطع به غير واحد منهم: كابن سفيان، والمهدوي، وصاحب التجريد.
وقال مكي، وابن شريح: إنه الأحسن والتسهيل مذهب القليل عن الأزرق فتبين بهذا قوته على التسهيل، فلهذا قدمته، والداني وإن لم يذكره في التيسير فقد ذكره في جامع البيان وغيره وقال إنه الذي رواه المصريون عن الأزرق أداه، ولعل الشاطبي إنما عبر عنه بقيل ليشير إلى أنه من زياداته على التيسير، وأنه غير قياس كما ذكره الداني في جامعه، وأما عمل الناس فإنهم مقلدون للشاطبي، وقد علم ما فيه، والله أعلم.
وأما الخمسة والعشرون وجها التي في الوقف على هؤلاء لحمزة وما هو الصحيح منها والضعيف فستأتي إن شاء الله في موضع يصح الوقف فيه عليه.
41 -
أَنْبِئْهُمْ اتفقوا على تحقيق همزه لأن ورشا لم تدخل في قاعدته، والسوسي من المستثنيات عنده، وأبدلها حمزة في الوقف ياء، ثم اختلف عنه في ضم الهاء وكسرها وكلاهما صحيح والضم أقيس بمذهبه.
42 -
بِأَسْمائِهِمْ* إن وقف عليه فذكروا لحمزة فيه ثمانية أوجه، والصحيح منها أربعة: الأول والثاني: تحقيق الهمزة الأولى؛ لأنه متوسط بزائد، وتسهيل الثانية مع المد والقصر.
الثالث والرابع: إبدال الأولى ياء مع تسهيل الثانية مع المد والقصر، والوقف على الأول كاف.
43 -
وَالْأَرْضِ* وصله لا يخفي، ووقفه كالأنهار.
44 -
شِئْتُما*: يبدل همزه السوسي مطلقا وحمزة لدى الوقف.
45 -
فَأَزَلَّهُمَا قرأ حمزة بتخفيف اللام وزيادة ألف قبله، والباقون بالتشديد والحذف. (1)
46 -
عَدُوٌّ* إن وقف عليه، والوقف عليه كاف فيجوز فيه ثلاثة الإسكان مع الإشمام والسكون فقط، والروم وكلها مع التشديد التام، وأما المجرور نحو بِغَيْرِ الْحَقِّ* ففيه السكون والروم وكلاهما مع التشديد وكذا كل ما ماثلهما، وبعض من لا علم عنده لا يقف على المشدد بالسكون فرارا من الجمع بين الساكنين، والجمع بينهما جائز في الوقف وبعضهم يقف بالسكون من غير تشديد وهو خطأ، وسيأتي ذكر المفتوح في موضعه إن شاء الله تعالى.
47 -
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ قرأ المكي بنصب آدم ورفع كلمات، والباقون برفع آدم ونصب كلمات بالكسر؛ لأنه علامة للنصب في جمع المؤنث، ويأتي فيها على ما يقتضيه الضرب على رواية ورش ستة أوجه: فتح وتقليل فتلقى مضروبان في ثلاثة آدم وذكره غير واحد من شراح الحرز: كالجعبري، وابن القاصح ذكره عند قوله: وراء تراءى فاز
…
الخ، وكان شيخنا العلامة علي الشبراملسي يخبر أن مشايخه يقرءون بها وقرءوا بها على مشايخهم وأمعن هو- رحمه الله النظر فأسقط منها واحدا وهو القصر على التقليل فكان يقرأ بخمسة، والصحيح أنه لا يصح منها من طريق الشاطبية إلا أربعة وهو القصر والطويل على الفتح والتوسط والطويل على
(1) قال الشاطبي:
وفي فأزلّ اللام خفّف لحمزة
…
وزد ألف امن قبله فتكمّلا
التقليل، ولم أقرأ على شيخنا من طريق الشاطبية إلا بها، وقرأ هو بذلك على شيخنا سلطان بن أحمد، والوجه الخامس إنما هو من طريق الطيبة كما ذكره الشيخ سلطان في جواب الأسئلة، ولا فرق في الأربعة أوجه بين أن يتقدم ما فيه التقليل على مد البدل كهذه الآية أو يتأخر كقوله: اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى * فيأتي على القصر في آدم الفتح في أبى، وعلى التوسط التقليل، وعلى الطويل الفتح والتقليل، وقس على هذا نظائره والله أعلم.
وقد نظمت الأوجه الأربعة فقلت:
وإن نحو موسى جاء مع باب آمنوا
…
فوجها كموسى مع طويل به تحري
ويأتي على التقليل فيه توسط
…
ومع فتحه قصر كذا قال من يدري
48 -
إِسْرائِيلَ* لا تمد فيه الياء لورش كإيمان لطول الكلمة وكثرة دورها وثقلها بالعجمة. ولم يختلف في تفخيم رائه وكذا كل كلمة أعجمية والذي في القرآن من ذلك هذا وإبراهيم وعمران.
49 -
نِعْمَتِيَ الَّتِي* مما اتفق السبعة على فتحه لسكون لام التعريف بعده كحسبي الله، وهو إحدى عشرة كلمة في ثمانية عشر موضعا. (1)
50 -
بِعَهْدِي أُوفِ: اتفقوا على إسكان الياء فيه وثلاث أوف لورش لا تخفى.
51 -
فَارْهَبُونِ
…
* فَاتَّقُونِ* مما اتفق السبعة على حذف الياء منه اجتراء بكسر ما قبلها.
52 -
كافِرٍ* لم يمله أحد ولا عبرة بمن انفرد بإمالته لدوري عليّ، ويكفي عدم عدّنا له الممال إلا أن غرضنا زيادة الإيضاح.
53 -
الرَّاكِعِينَ* تام وقيل كاف فاصلة إجماعا ومنتهى النصف على المشهور.
(1) قرأ جميع القراء بفتح الياء وصلا في نعمتي التي، وبإسكانها وقفا.