الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الصفات
(كِتَابُ الصفات)[210 ب].
جمع صفة، في التعريفات (1): الصفة لغة: النعت، وعرفاً: الاسم الدال على بعض أحوال الذات نحو: طويل وقصير أحمق. انتهى.
والمراد هنا صفات الله عز وجل.
الأول: حديث (أبي موسى).
1 -
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قامَ فِيناَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ. فَقَالَ: "إِنَّ الله تَعَاَلى لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ. يَخْفْضُ القِسْطْ وَيَرْفْعُهُ وَيُرْفعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ وَعَمِلَ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ الَّليْلِ. حِجاَبُهُ النُّورُ. لَوْ كَشَفَهُ لَأحْرَقَتْ سُبْحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ". أخرجه مسلم (2). [صحيح]
(1)(ص 458).
(2)
في صحيحه رقم (179).
وأخرجه أحمد (4/ 395، 405)، وابن ماجه رقم (195، 196).
وهو حديث صحيح.
حجابه النَّور:
أهل السنة والجماعة يثبتون الحجاب على الحقيقة كما جاءت به النصوص، وأنه يحجب بصر العباد وإدراكهم لا الخالق عز وجل.
"مجموع فتاوى"(6/ 8 - 11، 387، 416). "مختصر الصواعق المرسلة"(2/ 190).
النُّور: صفة ذاتية لله عز وجل ثابتة بالكتاب والسنة، وقد عدَّ بعضهم (النور) من أسماء الله تعالى، وقد تقدم مفصلاً.
وانظر: "مجموع فتاوى"(5/ 73)، (6، 386). "مختصر الصواعق المرسلة"(2/ 192 - 206).
"سُبُحَاتُ (1) وَجْهِ الله (2) " أنوارهُ: أي لو انكشف من أنوار الله التي تَحجُبُ العبادَ عنهُ شيءٌ لأهلك كُلَّ من وقع عليهِ ذلك النوُرُ كما خرَّ موسى عليه السلام صَعِقاً، وتقطعَ الجبلُ دكا لما تجلى الله سبحانه وتعالى.
قوله: "بخمس كلمات" أي: جُمل.
(1) السبحات: النور والجلال والبهاء.
قال الهروي في "الغريبين"(3/ 855): "سُبُحَات وجهه نور وجهه".
وقال الفراهيدي في كتاب العين (ص 405) سُبحتةُ وجهه هي نور وجهه وجلاله.
انظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/ 685). مجموع فتاوى (5/ 74)"المجموع المغيث"(2/ 49).
(2)
(وجهه) الوجه صفة ذاتية خبرية لله عز وجل ثابتة بالكتاب والسنة:
الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة الآية: 272].
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} [الرعد الآية: 22].
الدليل من السنة:
• ما أخرجه البخاري رقم (3150)، ومسلم رقم (1062) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم، الغنائم يوم حنين، وقال رجل: والله إن هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله
…
".
• وما أخرجه البخاري رقم (6733)، ومسلم رقم (1628) من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: "
…
إنك لن تخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله، إلا ازددت به درجة ورفعة
…
".
قال ابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 25) بعد أن أورد جملة من الآيات تثبت صفة الوجه لله تعالى: "فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر، مذهبنا: أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه، نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين، وجلَّ ربنا عن مقاله المعطلين.
انظر: "الحجة"(1/ 199)"كتاب التوحيد" لابن منده (3/ 36) مما تقدم تعلم أن عود الضمير في وجهه إلى الله عز وجل.
الأولى: قوله: "إن الله لا ينام" قال تعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (1).
والثانية: "ولا ينبغي له" أي: لا يصح ولا يتصور أن ينام، قالوا: النوم استراحة القوى والحواس، ومن كان بريئاً من ذلك، ولا يشغله شأن عن شأن لا ينبغي له أن ينام.
الثالثة: "يخفض القسط" أي: الميزان سمي بذلك؛ لأن القسط العدل، وبالميزان يقع العدل، والمراد يخفض الميزان.
"ويرفعه" بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة ويوزن من أرزاقهم النازلة إليهم.
وقيل: المراد بالقسط الرزق الذي قُسط لكل مخلوق، يخفض فيقتره ويرفع فيوسعه.
الرابعة: "يُرفع إليه عمل الليل" أي: أعمال عباده.
"قبل عمل النهار" وذلك لأن الليل خلق قبل النهار، ولذا يقدمه الله في الآيات:{وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَار} (2)، {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَة} (3).
"وعمل النهار" الذي بعد ذلك الليل، "قبل عمل الليل".
الخامسة: قوله: "حجابه النور" وفي رواية "النار" الحجاب (4): المنع والستر وحقيقته إنما تكون للأجسام، والله منزه عن ذلك، والمراد هنا: المانع عن رؤيته، ويسمى ذلك المانع ناراً ونوراً؛ لأنهما يمنعان من الإدراك بشعاعهما.
قوله: "لو كشفه لأحرقت سُبُحات"(5) بضمتين، هي نور، (وجهه) وجلاله وبهائه.
(1) سورة البقرة الآية: 255.
(2)
سورة البقرة الآية: 164، آل عمران الآية: 190، يونس الآية:6.
(3)
سورة الفرقان الآية: 62.
(4)
تقدم معناها.
(5)
تقدم معناها.
والمراد بوجهه ذاته (1).
"ما انتهى إليه بصره من خلقه" أي: جميع خلقه؛ لأنّ بصره (2) محيط بكل الكائنات، فـ "من" لبيان الجنس لا للتبعيض، والتقدير لو زال المانع من رؤيته، وهو الحجاب المسمى بالنور أو النار، وتجلى لمخلوقاته لأحرق نور وجهه جميع مخلوقاته، والمصنف قد أتى بتفسير بعض الحديث.
قوله: "أخرجه مسلم" ولم يخرجه البخاري.
الثاني: حديث (أبي هريرة).
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا قاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الوَجْهَ". أخرجه الشيخان (3). [صحيح]
وزاد مسلم (4): "فَإنَّ الله خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتهِ".
(1) تقدم أن الوجه صفة ذاتية خبرية لله عز وجل ثابتة بالكتاب والسنة وقد تقدم تفصيله.
(2)
قال البيهقي والدارمي وابن تيمية وغيرهم أن الهاء في "بصره" عائدة على الله عز وجل، أي: لو كشفها لا أحرق نور وجه الله كل ما أدركه بصره، أي جميع الخلق؛ لأن بصره تعالى مدرك كل شيء، غير أنه يصيب ما يشاء ويصرفه عمن يشاء.
قال ابن تيمية فالبصر يدرك الخلق كلهم، وأما السبحات فهي محجوبة بحجابه النور، أو النار، وهذا في الدنيا لأن الله كتب عليها الفناء، فإذا كان يوم القيامة ركبت الابصار والجوارح للبقاء فاحتملت النظر إلى وجهه تعالى وإلى سبحاته ونور وجهه من غير أن يحرق أحداً.
انظر: "مختصر الصواعق المرسلة"(2/ 190). "الأسماء والصفات" للبيهقي (ص 392).
"مجموع فتاوى"(6/ 10 - 387، 396).
(3)
أخرجه البخاري رقم (2559)، ومسلم في صحيحه رقم (2612) وهو حديث صحيح.
(4)
في صحيحه رقم (115/ 2612).
"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم[211 ب] إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه" أي: ضربه فيه ولعله المراد: أخاه المسلم، وأما قتال الكافر في الجهاد فيجوز تعمد وجهه.
قوله: "أخرجه الشيخان وزاد مسلم" من رواية أبي هريرة، بيان وجه النهي بقوله صلى الله عليه وسلم:"فإن الله خلق آدم على صورته" أي: على صورة الأخ فالضارب لوجه أخيه ضارب لوجه أبيه آدم (1) الذي هو مأمور بإكرامه، حتى إكرام ما كان على خلقته.
والوجه من كل حيوان منهي عن إهانته حتى "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسم بهيمة في وجهها"(2).
واعتمد جُهَّال معالمة الكتاب صفع الصبي في وجهه وغيرهم من المربين للصبيان.
الثالث: حديث (أنس رضي الله عنه).
3 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُكْثُرِ أَنْ يَقُولَ: "يَا مُقَلَّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِيِنكَ". فَقُلْتُ: يَا رسولَ الله قَدْ آمَنَّا بِكَ وَبِماَ جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْناَ؟ قَالَ: "نَعَمْ. إِنِّ القُلُوبَ بينَ إِصْبَعيْنِ مِنْ أَصاَبعِ الرَّحْمنِ يُقَّلبُهاَ كَيْفَ يَشَاءُ". أخرجه الترمذي (3). [صحيح]
(1) قال ابن تيمية في نقض التأسيس (3/ 202): لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في هدا الحديث عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة، عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك
…
إلى أن قال: ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة، جعل طائفة الضمير فيه عائداً إلى غير الله تعالى
…
وقد تقدم ذلك مفصلاً.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه رقم (106/ 2116) عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه.
وأخرج مسلم في صحيحه رقم (108/ 2117) عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّ عليه حمار قد وسم في وجهه فقال: "لعن الله الذي وسمه".
(3)
في "السنن" رقم (2140) وهو حديث صحيح.
قوله: "يكثر أن يقول" في دعائه. "يا مقلب القلوب"(1) أي: صفاتها واعتقاداتها، وكان من إقسامه "لا ومقلب القلوب" فالله سبحانه مالك القلوب يقلبها كيف يشاء، كما قال:{وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} (2)،
{وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ} (3).
"ثبت قلبي على دينك" وقال الراسخون في العلم: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} (4) الآية، وقال تعالى:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (5).
"فقلت يا رسول الله! قد آمنا بك، وبما جئت به فهل تخاف علينا" لما سمع أنس دعاه، انتقل إلى نفسه وإلى العباد، فإنه إذا كان صلى الله عليه وسلم يخاف تقليب قلبه فكيف بالعباد.
"فقال نعم" أي: أخاف عليكم وذكر علته بقوله: "إنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء"، والمراد (6): أن الله هو المتمكن من قلوب العباد، والمتسلط عليها والمتصرف فيها كيف يشاء.
(1) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (6628).
واعلم أن منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى توقيفية، وأن الله تعالى لا يسمَّى إلا بما ثبت تسميته به نصاً من كتابٍ أو سنةٍ. انظر:"مجموع فتاوى"(5/ 26)"بدائع الفوائد"(1/ 183).
(2)
سورة الأنفال الآية: 63.
(3)
سورة الأنعام الآية: 110.
(4)
سورة آل عمران الآية: 8.
(5)
سورة الصف الآية: 5.
(6)
بل الأصابع هي من صفات الله الذاتية الخبرية الثابتة في السنة الصحيحة.
(منها): ما أخرجه مسلم رقم (2654) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن
…
". =
وإنما قال: "من أصابع الرحمن" إشارة إلى أن الله تعالى تولى بنفسه أمر قلوبهم، ولم يكلها إلى أحد من ملائكته رحمة منه وفضلاً؛ لئلا يطلع على أسرارهم. قلت: ولذا قال تعالى في صفة الحفظة الكرام الكاتبين: {يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} (1). مفهومه: لا ما تعتقدون وتنوون، وقال:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ [212 ب] فَاحْذَرُوهُ} (2).
قوله: "أخرجه الترمذي". قلت: وقال (3) حسن.
الرابع: حديث (أبي هريرة رضي الله عنه).
4 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأَ هذِهِ الآيَةِ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قَوْلهِ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)} (4) فَرَأَيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَضَعُ
= ومنها: ما أخرجه البخاري رقم (7415)، ومسلم رقم (2786) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم! إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع
…
إلى أن قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قرأ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} .
قال البغوي في "شرح السنة"(1/ 168) بعد ذكر الحديث المتقدم: "والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل، وكذلك كل ما جاء في الكتاب أو السنة من هذا القبيل من صفات الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح". انظر: "تأويل مختلف الحديث"(ص 245). "كتاب التوحيد" لابن خزيمة (1/ 187). فلا نقول إصبع كأصابعنا، ولا يد كأيدينا، ولا قبضة كقبضاتنا؛ لأن كل شيء منه عز وجل لا يشبه شيئاً منا، فأهل السنة والجماعة يثبتون لله تعالى أصابع تليق به، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} .
(1)
سورة الأنفطار الآية: 12.
(2)
سورة البقرة الآية: 235.
(3)
في "السنن"(4/ 449).
(4)
سورة النساء الآية: 58.
إِبْهاَمَهُ عَلَى أُذُنِهِ وَالَّتيِ تَلِيهاَ عَلَى عَيْنِهِ. أخرجه أبو داود (1). [صحيح]
"قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (2) " سبب نزول الآية كما أخرجه ابن جرير (3) وابن المنذر (4) وابن عساكر (5)، [عن ابن جريج] (6) قال:"نزلت في عثمان بن طلحة، قبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الكعبة، ودخل به البيت يوم الفتح"، فخرج وهو يتلو هذه الآية ، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح (7). وقال (8):"خذوها يا بني طلحة بأمانة الله لا ينزعها منكم إلاّ ظالم".
وأخرج الطبراني (9) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلاّ ظالم". يعني: حجابة الكعبة.
(1) في "السنن"(4728) وهو حديث صحيح.
(2)
سورة النساء الآية: 58.
(3)
في "جامع البيان"(7/ 170 - 171).
(4)
عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 570 - 571).
(5)
لم يعزه السيوطي لابن عساكر في "الدر المنثور"(2/ 570).
(6)
في "المخطوط"(أ. ب)(عن ابن جريج، عن مجاهد) وهو خطأ بيّن، وما أثبتناه من مصادر التخريج.
(7)
وتمام العبارة كما في مصادر التخريج: قال: وقال عمر بن الخطاب لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة وهو يتلو هذه الآية: فداه أبي وأمي ما سمعته يتلوها قبل ذلك.
(8)
من حديث ابن عباس كما في "الدر المنثور"(2/ 571) حيث قال: وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم" يعني حجابة الكعبة.
(9)
في "المعجم الكبير"(ج 11 رقم 11234).
وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 285)، وقال: روى الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عبد الله بن مؤمل وثقه ابن حبان وقال يخطئ، ووثقه ابن معين في رواية، وضعفه جماعة.
قوله: "إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)} فرأيت رسول الله يضع إبهامه على أذنه، والذي تليها على عينه". قال البيهقي (1) رحمه الله: المراد بالإشارة المروية في هذا الحديث تحقيق الوصف لله بالسمع والبصر، فأشار إلى محلي السمع والبصر، فإثبات صفة السمع والبصر لله كما قال: قبض فلان على مال فلان وأشار باليد على معنى أنه حاز ماله.
وأفاد هذا الحديث أنه سميع بصير (2) على معنى له سمع وبصر لا على معنى أنه عليم، إذ لو كان بمعنى العلم لأشار إلى القلب؛ لأنه محل العلوم منا، وليس في الخبر إثبات الجارحة لله تعالى الله عن شبه المخلوقين علواً كبيراً.
قوله: "أخرجه أبو داود".
انتهى حرف الصاد المهملة ويتبعها.
(1) في "الأسماء والصفات"(2/ 168 - 169).
(2)
فأهل السنة والجماعة يقولون: إن الله سميع يسمع بسمع يليق بجلاله وعظمته، كما أنه بصير يبصر، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} .
وتقدم تفصيله في أسماء الله الحسنى.
وقال الحافظ ابن كثير في رسالته "العقائد": "فإذا نطق الكتاب العزيز ووردت الأخبار الصحيحة بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك؛ وجب أعتقاد حقيقته؛ من غير تشبيه بشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير إضافة، ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، وإزالة لفظ عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك".
وانظر: "رسالة إلى أهل الثغر" لأبي الحسن الأشعري (ص 225). و"علاقة الإثبات والتفويض"(ص 51).