الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"من آخر ذلك فإن كان فيه" أي: في ما يبعث منه إليهن.
"نقصان كان من حظها، فجعل في تلك الصحاف من لحم تلك الجزور فبعث إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم " لأنه من مال الجزية يحلُّ لهنَّ.
"وأمر بما بقي من لحم تلك الجزور فصنع" طبخ.
"فدعا عليه" لأكله.
"المهاجرون والأنصار" لأن الجزية يصح صرفها في كل واحد (1).
قوله: "أخرجه مالك".
اللحم
الثاني: حديث عمر رضي الله عنه.
2 -
عن عمر رضي الله عنه قال: إِيَّاكُمْ وَاللَّحْمَ فَإِنَّ لَهُ ضرَاوَةً كَضَرَاوَةِ الخَمْرِ، وَإنَّ الله يُبْغِضُ أَهْلَ البَيْتِ اللَّحْمِيِّينَ. أخرجه مالك (2). [موقوف حسن لغيره]
"الضَّرَاوَةُ": العادة.
"قال" يخاطب من لديه، وهو عام. "إياكم" أي: أحذركم. "اللحم" أي: اعتياده.
"فإن له ضراوة" في "القاموس"(3): ضرى به كرضى، وضرىً وضراوة وضرياً وضراءة: لهج. انتهى.
(1) قال أبو عبيد: حكم الفيء والخراج والجزية واحد، ويلتحق به ما يؤخذ من مال أهل الذمة من العشر إذا اتجروا في بلاد الإِسلام، وهو حق المسلمين يعم به الفقير والغني، وتصرف منه أعطية المقاتلة وأرزاق الذرية وما ينوب الإِمام في جميع ما فيه صلاح الإِسلام والمسلمين.
"فتح الباري"(6/ 269).
(2)
في "الموطأ"(2/ 935 رقم 36) وهو أثر موقوف حسن لغيره.
(3)
"القاموس المحيط"(ص 1683).
"كضراوة الخمر" كاللهج بها.
"وإن الله يبغض أهل البيت اللحميين" المكثرين من أكل اللحم.
في "النهاية"(1) يقال: رجل لحم، وملحم، ولاحم، ولحيم: للحم الذي يكثر أكله،
والملحم: الذي يكثر عنده اللحم ويطعمه، واللاحم: الذي يكون عنده [431 ب]، واللحيم: الكثير لحم الجسد. انتهى.
وتحذير عمر رضي الله عنه من الإكثار واعتياده، وأن ذلك من الرفاهية التي يحذر عنها؛ لما تستلزمه من التوسع الذي يفضي إلى ما لا يحل.
قوله: "أخرجه مالك" لفظه في "موطأ مالك"(2): عن يحيى بن سعيد أن عمر
…
الخ.
الثالث: حديث جابر رضي الله عنه:
3 -
وعن جابر رضي الله عنه قال: أَدْرَكَنِي عُمَرَ رضي الله عنه وَأَنَا أَجِيءُ مِنَ السُّوقِ وَمَعِيَ حِمَالُ لَحْمٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقْلْتُ: قَرِمْنَا إِلَى اللَّحْمِ فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا. قَالَ: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئاً اشْتَرَيْتَهُ؟ حَسْبُ أَحَدِكُمْ مِنَ السّرَفِ أَنْ يَأكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَى. أخرجه مالك (3). [موقوف حسن لغيره]
"قَرِمَ (4) إلَى الشَّيْءِ": اشتهاه ومالت نفسه إليه.
"قال: أدركني عمر رضي الله عنه وأنا أجيء من السوق ومعي حمال لحم، فقال: ما هذا؟ فقلت: قرمنا إلى اللحم" أي: اشتهيناه ومالت إليه نفوسنا.
"فاشتريت منه بدرهم لحماً، قال عمر" معاتباً له ومؤدباً.
(1)"النهاية في غريب الحديث"(2/ 592).
(2)
(2/ 935 رقم 36).
(3)
في "الموطأ"(2/ 936) وهو أثر موقوف حسن لغيره.
(4)
قال ابن الأثير في "غريب الجامع" قرمنا: قرمت إلى اللحم، أي: اشتهيته، ومالت نفسي إليه، وانظر:"النهاية"(2/ 444).