الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غسل اليد والفم
(غُسْلُ اليّدِ وَالفَمْ) هذا جعله ابن الأثير (1) فصلاً رابعاً.
الأول: حديث (سلمان الفارسي رضي الله عنه):
1 -
عن سلمان رضي الله عنه قال: قَرَأْتُ في التَّوْرَاة، إِنَّ بَرَكَةَ الطَّعَامِ الوُضُوءُ بَعْدَهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"بَرَكةُ الطَّعَامِ الوُضُوءُ قَبْلَهُ وَالوُضُوءُ بَعْدَه". أخرجه أبو داود (2) والترمذي (3). [ضعيف]
"قال: قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء قبله" أي: غسل اليد، فهو الوضوء لغة.
"فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بركة الطعام الوضوء قبله" تقرير لما في التوراة.
"والوضوء بعده" زيادة على ما في التوراة.
قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".
قلت: وقال (4): وفي الباب عن أنس وأبي هريرة.
قال (5): ولا يعرف هذا الحديث إلاّ من حديث قيس بن الربيع، وقيس بن الربيع يضعف في الحديث.
(1) في "الجامع"(7/ 402).
(2)
في "السنن" رقم (3761).
(3)
في "السنن" رقم (1846) وهو حديث ضعيف.
(4)
الترمذي في "السنن"(4/ 282).
(5)
الترمذي في "السنن"(4/ 282).
قلت: قال المنذري في "الترغيب والترهيب"(1): قيس بن الربيع صدوق، وفيه كلام لسوء حفظه، ولا يخرج الإسناد عن حدِّ الحسن، وقد كان سفيان يكره الوضوء قبل الطعام، وكذلك مالك بن أنس والشافعي استحب تركه.
الثاني: حديث (أبي هريرة رضي الله عنه):
2 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الشَّيْطَان حَسَّاسٌ لَحاسٌ فَاحْذَرُوهُ عَلىَ أَنْفُسَكُمْ، مَنْ بَاتَ وَفي يَدِهِ غَمَرٌ فَأَصَابَهُ شَيْءٌ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَاّ نَفْسَهُ". أخرجه أبو داود (2)، والترمذي (3). [صحيح]
"حَسَّاسٌ": شديد الحس والإدراك.
"لحَّاسٌ": كثير اللحس لما يصل إليه.
"وَالغَمَرٌ"(4) بفتح الميم: ريح اللحم وزهومته.
"قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان حسّاس" صفة مبالغة أي: يدرك بحواسه الخمس من الحس.
"لحّاس" مثله، من اللحس، في "القاموس" (5): اللَّحْسُ باللسان.
"فاحذروا على أنفسكم" من حسّه ولحسه، ثم أبان المحذر منه بقوله:"من بات وفي يده غمر" بالغين المعجمة، والميم مفتوحتان فراء، فسّره المصنف بأنه ريح اللحم وزهومته.
(1)(3/ 88).
(2)
في "السنن" رقم (3852).
(3)
في "السنن" رقم (1859).
وأخرجه أحمد (2/ 263)، وابن ماجه رقم (3297) وهو حديث صحيح.
(4)
انظر: "النهاية"(2/ 320)، "المجموع المغيث"(2/ 576).
(5)
"القاموس المحيط"(ص 738).
وفي "القاموس"(1): زنخ اللحم، وما يَعلَق في اليد من دسمه.
"فأصابه شيء" من ألم ونحوه.
"فلا يلومن إلاّ نفسه"؛ لأنه فرّط بها أمر به، وهو [412 ب] إرشاد إلى إزالة الغمر بالغسل والإنقاء، وهو خاص بأكل اللحم.
قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".
قلت: وقال (2): هذا حديث غريب من هذا الوجه ثم ذكر إخراجه من طريق أخرى (3)، وقال (4): إنه حسن غريب.
الثالث: حديث (ابن عباس رضي الله عنه):
3 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْماً مِنَ الخَلَاءِ فَقُدِّمَ إِلَيْهِ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَلَا نَأَتِيكَ بِوَضُوءَ؟ فَقَالَ: "إِنَّما أُمِرْتُ بِالوُضُوءِ إِدا قُمْتُ إِلَى الصَّلَاة". أخرجه الخمسة (5)، إلا البخاري. [صحيح]
"قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً من الخلاء" تقدم تفسيره.
"فقدم إليه طعام" ليأكله.
فقالوا" أي: الحاضرون.
"ألا نأتيك بوضوء" أي: بماء يغسل به يده أو يتوضأ وضوءه للصلاة.
(1)"القاموس المحيط"(ص 580).
(2)
في "السنن"(4/ 289).
(3)
في "السنن" رقم (1860).
(4)
في "السنن"(4/ 289).
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه رقم (374)، وأبو داود رقم (3760)، والترمذي رقم (1848)، والنسائي رقم (132) وهو حديث صحيح.