الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرظة، عن عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحديث متصل في كتاب مسلم كما بيناه، وذكر المتابعة بعد إيراده متصلا يؤيده، ولا يوهنه كما قدمناه. والله عز وجل أعلم. هذا آخر الأحاديث التي ذكرها أبو علي الغساني رحمه الله، وكان قد أورد بعد هذا الحديث حديثا آخر، وهو من الأحاديث المتقدمة وقع مكررا في كتابه المسمى بـ"تقييد المهمل" من الطريق التي اتصلت إلينا بالرواية عنه، وهو حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء، فلما سلم قام، فقال:"أرأيتكم ليلتكم هذه؟ "
…
وقد تقدم هذا الحديث، والجواب عنه فلا وجه لإعادته.
قال العطّار: وقد وقع لي في كتاب مسلم رحمه الله أحاديث من هذا الجنس، لم يذكرها أبو علي رحمه الله في جملة الأحاديث التي تقدمت، وإن كان قد نَبَّهَ على بعضها في مواضعها من كتابه، فأردت أن أُضيفها إلى هذه الأحاديث، وأوردها على حسب ما وقعت لي، لا على الترتيب، وأُبَيِّن وجه اتصالها كما تقدم، وبالله التوفيق.
(14) - الحديث الأول:
قال مسلم رحمه الله في "كتاب الطهارة"(1) حدثني زهير بن حرب، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا حميد رحمه الله قال: وثنا أبو بكر بن أبي شيبة، واللفظ له، ثنا إسماعيل بن علية، عن حميد الطويل، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، "أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة، وهو جنب فانسل، فذهب، فاغتسل
…
" الحديث.
قلت: هكذا وقع إسناد هذا الحديث فيما رأيته من النسخ من "صحيح مسلم"، وكذلك هو في روايتنا من طريق أبي أحمد الْجُلُودي، عن ابن سفيان، عنه، وقد سقط من إسناده رجل بين حميد الطويل وأبي رافع، وهو بكر بن عبد الله المزني، فإن حميدا الطويل إنما يروي هذا الحديث عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي رافع، كذلك أخرجه البخاري في "صحيحه"، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، في "سننهم"(2) بلا خلاف أعلمه بينهم في ذلك، كذلك رويناه من طريق مسند أبي بكر بن أبي شيبة، وكذلك هو في مسند الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل أيضًا، وقد ذكر أبو مسعود الدمشقي، وخلف الواسطي، أن مسلما أخرجه أيضًا كذلك، إلا أني لم أره في
(1) الصواب: في "كتاب الحيض""باب الدليل على أن المسلم لا ينجس" 1/ 282 الحديث 371.
(2)
رواه البخاري في "صحيحه""كتاب الغسل" رقم 283. وأبو داود "كتاب الطهارة" رقم 230 و 231. والترمذيّ "كتاب الطهارة" 121 والنسائيّ في "الطهارة" 1/ 145 وابن ماجه 1/ 178 رقم 534.
جميع النسخ التي رأيتها من كتاب مسلم إلا مقطوعا، وكذلك قال الحافظ أبو علي الجياني: إنه وقع إسناد هذا الحديث في النسخ كلها حميد عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: وفي هذه الرواية انقطاع، وإنما يرويه حميد عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي رافع كما قدمناه.
قد أخبرنا به متصلا من طريق البخاري، أبو القاسم الخزرجي، أنا أبو عبد الله السعيدي، أخبرتنا كريمة، أنا الكشميهني، أنا الفربري، أنا البخاري، ثنا علي بن عبد الله، ثنا يحيى، ثنا حميد، ثنا بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة، وهو جنب، فانخَنَستُ منه، فذهب فاغتسل، ثم جاء، فقال صلى الله عليه وسلم:"أين كنت يا أبا هرة؟ " فقال: كنت جنبا، فكرهت أن أجالسك، وأنا على غير طهارة، قال صلى الله عليه وسلم "سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس". وبالإسناد إلى البخاري، ثنا عياش، ثنا عبد الأعلى، ثنا حميد، عن بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا جنب، فأخذ بيدي، فمشيت معه، حتى قعد، فانسللت، وأتيت الرحل، فاغتسلت، ثم جئت، وهو قاعد، فقال:"أين كنت؟ " فقلت له، فقال:"سبحان الله! إن المؤمن لا ينجس".
وأخبرنا به من طريق النسائي عاليا، أبو القاسم البوصيري، أنا أبو صادق، مرشد ابن يحيى بن القاسم المدني، أنا أبو الحسن محمد بن الحسين النيسابوري، ثنا محمد ابن عبد الله بن زكرياء لفظا، ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا حميد بن مسعدة، ثنا بشر، وهو ابن المفضل، ثنا حميد، عن بكر، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في طريق من طرق المدينة
…
وذكر الحديث نحوه.
هكذا أورده البخاري في "كتاب الغسل" من هذين الطريقين، والنسائي أيضًا في "سننه" من الطريق الآخر، كلهم عن حميد، عن بكر، عن أبي رافع متصلًا كذلك، ولولا خشية الإطالة لأوردناه من جميع الكتب التي سميناها، وفي إيراده من "صحيح البخاري"، و"سنن النسائي" كفاية، وبالله التوفيق.
وقول أبي هريرة رضي الله عنه: "فانبجست منه" فيه أربع روايات: الأولى: "فانبجست" بنون، ثم باء معجمة بواحدة، بعدها جيم، ومعناه: اندفعت منه. وقال الترمذي: معناه تنحيت عنه. الرواية الثانية: "فانخنست منه" بنون بعدها خاء معجمة، ثم نون، ومعناها: انقبضت، وتأخرت عنه الثالثة:" "فاختنست" بتقديم الخاء المعجمة، وبعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها، ثم نون، ومعناها معنى التي قبلها. الرابعة: "فانتجست" بنون، ثم تاء معجمة باثنتين من فوقها، ثم جيم، ومعناها: اعتقدت نفسي نجسا، لا