الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَال:{أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28].
[انظر: 3678 - فتح: 8/ 553].
(الأوزاعي) هو عبد الرحمن. (ما صنع) في نسخة: "ما صنعه" ومرَّ الحديث في: مناقب أبي بكر (1).
41 - سورة حم السجْدَةِ
وَقَال طَاوُسٌ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [فصلت: 11]: أَعْطِيَا، {قَالتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11]: أَعْطَيْنَا وَقَال المِنْهَالُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَال: قَال رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي أَجِدُ فِي القُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، قَال:{فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]، {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27] {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42]، {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الآيَةِ؟ وَقَال:{أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} [النازعات: 27] إِلَى قَوْلِهِ: {دَحَاهَا} [النازعات: 30] فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الأَرْضِ، ثُمَّ قَال:{أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9] إِلَى قَوْلِهِ: {طَائِعِينَ} [فصلت: 11] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ؟ وَقَال: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96]، {عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56]، {سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى؟ فَقَال: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون: 101]: "فِي النَّفْخَةِ الأُولَى، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ:{فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ فِي
(1) سبق برقم (3678) كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنتُ متخذًا خليلًا".
النَّفْخَةِ الآخِرَةِ، {أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27] وَأَمَّا قَوْلُهُ: {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]، {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42]، فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الإِخْلاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَقَال المُشْرِكُونَ: تَعَالوْا نَقُولُ لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، وَعِنْدَهُ:{يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 105] الآيَةَ، وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ، وَدَحْوُهَا: أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا المَاءَ وَالمَرْعَى، وَخَلَقَ الجِبَال وَالجِمَال وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:{دَحَاهَا} [النازعات: 30]. وَقَوْلُهُ: {خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} [فصلت: 9]. فَجُعِلَتِ الأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَخُلِقَتِ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ، {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ، أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إلا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلَا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ القُرْآنُ، فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ " قَال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ المِنْهَالِ بِهَذَا، وَقَال مُجَاهِدٌ:{لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [فصلت: 8]: "مَحْسُوبٍ"، {أَقْوَاتَهَا} [فصلت: 10]: "أَرْزَاقَهَا"{فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: 12]: "مِمَّا أَمَرَ بِهِ"، {نَحِسَاتٍ} [فصلت: 16]: "مَشَائِيمَ"، {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} [فصلت: 25]: "قَرَنَّاهُمْ بِهِمْ"، {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ} [فصلت: 30]: "عِنْدَ المَوْتِ"، {اهْتَزَّتْ} [الحج: 5]: "بِالنَّبَاتِ"، {وَرَبَتْ} [الحج: 5]: "ارْتَفَعَتْ"، {مِنْ أَكْمَامِهَا} [فصلت: 47]: "حِينَ تَطْلُعُ"، {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} [فصلت: 50]: "أَيْ بِعَمَلِي أَنَا مَحْقُوقٌ بِهَذَا" وَقَال غَيْرُهُ: {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 10]: "قَدَّرَهَا سَوَاءً"، {فَهَدَيْنَاهُمْ} [فصلت: 17]: "دَلَلْنَاهُمْ عَلَى الخَيْرِ وَالشَّرِّ، كَقَوْلِهِ:{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}
[البلد: 10] وَكَقَوْلِهِ: {هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ} [الإنسان: 3]: وَالهُدَى الَّذِي هُوَ الإِرْشَادُ بِمَنْزِلَةِ أَصْعَدْنَاهُ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]، {يُوزَعُونَ} [النمل: 17]: يُكَفُّونَ، {مِنْ أَكْمَامِهَا} [فصلت: 47]: قِشْرُ الكُفُرَّى هِيَ الكُمُّ " وَقَال غَيْرُهُ: "وَيُقَالُ لِلْعِنَبِ إِذَا خَرَجَ أَيْضًا كَافُورٌ وَكُفُرَّى، {وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]: القَرِيبُ، {مِنْ مَحِيصٍ} [إبراهيم: 21]: حَاصَ عَنْهُ أَيْ حَادَ، {مِرْيَةٍ} [هود: 17]: وَمُرْيَةٌ وَاحِدٌ، أَيْ امْتِرَاءٌ " وَقَال مُجَاهِدٌ:{اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]: "هِيَ وَعِيدٌ" وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [المؤمنون: 96]: "الصَّبْرُ عِنْدَ الغَضَبِ وَالعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ، فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمُ اللَّهُ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ"{كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
(حم السجدة) في نسخة: "سورة حم السجدة". (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ساقطة من نسخة. (عن ابن عباس: {ائْتِيَا طَوْعًا} زاد في نسخة: " {أَوْ كَرْهًا} " أي: (أعطيا {قَالتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}) أي: (أعطينا) استشكل تفسير ائتيا وأتينا بالقصر بالإعطاء مع أن معناهما المجيء وإنما يفسرا به إذا كانا بالمد، وأجب: قال ابن عباس: قرأ ذلك بالمد والمعنى: أعطيا الطاعة قالتا: أعطيناها، كما يقال: فلان يعطي الطاعة لفلان.
(المنهال) أي: ابن عمرو الأسدي. (عن سعيد) أي: "ابن جبير" كما في نسخة. (قال رجل) هو نافع بن الأزرق. (إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي) أي: لتدافع ظواهرها أو لإفادة بعضها ما لا يصح عقلًا وقد ذكرها البخاري فأجاب ابن عباس عن الأول وهو أنه في آية: {وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} وفي أخرى: {يَتَسَاءَلُونَ} بأن التساؤل بعد النفخة الثانية وعدمه قبلها، وعن الثاني: وهو أنه في آية: {يَكتُمُونَ} وفي أخرى: {وَلَا يَكْتُمُونَ} بأن الكتمان قبل إنطاق الجوارح وعدمه، وعن الثالث:
وهو أنه في آية: (خلق السماء قبل خلق الأرض) وفي أخرى: بعده بأن خلق الأرض قبل خلق السماء ودحوها بعده، وعن الرابع: وهو أن قوله تعالى (وكان الله غفورًا رحيمًا})(وكان الله {سميعًا بصيرًا}) يدل على أنه كان موصوفًا بهذه الصفات في الماضي فقط مع أنه لم يزل كذلك بأنه سمى نفسه غفورًا رحيمًا، وهذه التسمية مضت، لأن التعليق انقطع، وأما معنى الغفورية والرحيمية فلا يزال كذلك لا ينقطع، على أن النحاة: قالوا كان في حقه تعالى لثبوت جرها دائمًا، وأجاب بعضهم عن الثالث أيضًا: بأن (ثم) لتفاوت ما بين الخلقين لا للتراخي في الزمان، وبأنها لترتيب الخبر على الخبر وبأن (خلق) بمعنا (قدر). (وذلك) أي: تسمية نفسه بذلك. هو (قوله: أي) إنه (لم يزل كذلك فإن الله لم يرد شيئًا إلا أصاب به الذي أراد) لأن ما أراده لا بد من وقوعه وهذا يرجع في الحقيقة إلى قول النحاة السابق.
(يوسف) أي: ابن عدي التيمي. {مَمْنُونٍ} أي: (محسوب) وقال غيره: مقطوع. ({أَقوَاتَهَا}) أي: (أرزاقها). {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} أي: (مما أمر به) والمعنى: أمرها الذي أمر به من فيها. ({نَحِسَاتٍ}) أي: (مشائيم) جمع مشئومة. {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} أي: (قرناهم بهم) وهذا ساقط من نسخة. {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ} أي: (عند الموت)، وقال غيره: أي: عند القيام من القهور. {اهْتَزَّتْ} أي: (بالبنات).
({وَرَبَتْ}) أي: (ارتفعت). {أَكْمَامِهَا} في قوله: {وما تخرج من ثمرة من أكمامها} أي: (حتى تطلع) وفي نسخة بدله: "حين تطلع". (قشر الكفرى) هي الكم فسر فيها {أَكمَامِهَا} : بـ (قشر الكفرى) بضم الكاف وفتح الفاء وضمها وتشديد الراء مقصورة أي: الطلع،