الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{دَيَّارًا} [نوح: 26]: مِنْ دَوْرٍ، وَلَكِنَّهُ فَيْعَالٌ مِنَ الدَّوَرَانِ " كَمَا قَرَأَ عُمَرُ:"الحَيُّ القَيَّامُ: وَهِيَ مِنْ قُمْتُ " وَقَال غَيْرُهُ: {دَيَّارًا} [نوح: 26]: "أَحَدًا"، {تَبَارًا} [نوح: 28]: "هَلاكًا" وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ: {مِدْرَارًا} [الأنعام: 6]: "يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا"، {وَقَارًا} [نوح: 13]: "عَظَمَةً".
(سورة إنا أرسلنا) في نسخة: "سورة نوح". (عدا طوره أي: قدره) أي: جاوزه (والكبار) بتشديد الموحدة. (أشد) أي: أبلغ. (من الكبار) بتخفيفها. ({دَيَّارًا}) مأخوذ (من دور لكنه فيعال) إذ أصله ديوار فأبدلت الواو ياءً، وأدغمت الياء في الياء، ولو قيل: دوارًا، كما قرأ به عمر، لقيل: فعال وعلى ما قررته ينزل كلام البخاري ({تَبَارًا}) أي: (هلاكا). ({وَقَارًا}) أي: (عظمة).
1 - باب {وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ} [نوح: 23]
(باب) ساقط من نسخة. ({وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ}) ساقط من أخرى. وصرف بعضهم يغوث ويعوق؛ لمناسبة ما قبلهما، ومنع صرفها الجمهور، للعلمية والعجمة أو للعلمية والوزن إن كانا عربيين.
4920 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَقَال عَطَاءٌ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، "صَارَتِ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي العَرَبِ بَعْدُ أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بِدَوْمَةِ الجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ، ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ، عِنْدَ سَبَإٍ، وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الكَلاعِ، أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ، أَنِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمُ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا، فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ العِلْمُ عُبِدَتْ".
[فتح: 8/ 667]
(عن ابن جريج) هو عبد الملك بن عبد العزيز.
(بعد) أي: بعد الطوفان. (كانت لكلب) جواب (أما) بحذف الفاء فيه وفيما يليه وهو جائز (1)، (وكلب) هو ابن وبرة بن قضاعة. (بدومة الجندل) بفتح دال دومة، وفي نسخة: بضمها، والجندل: مدينة من الشام مما يلي العراق (2). (لهذيل) بضم الهاء وفتح المعجمة أي: ابن مدركة بن إلياس بن مضر. (لمراد) هو أبو قبيلة من اليمن. (ثم لبني غطيف) بضم المعجمة وفتح المهملة بطن من مراد. (بالجرف) بجيم مفتوحة المطهر من الأرض، أو واد باليمن. (عند سبأ) هي مدينة بلقيس. (لهمدان) بسكون الميم: قبيلة لحمير بكسر المهملة وسكون الميم أبو قبيلة. (ذي الكلاع) بفتح الكاف: اسم ملك من ملوك اليمن. (أسماء رجال) أي: هذه الخمسة أسماء رجال. (فلما هلكوا)
(1) النحاة في حذف الفاء من جواب أما على قولين:
أحدهما: أن الفاء لا تحذف إلا في ضرورة أو ندور أو مع قولٍ أغنى عنه المحكيُّ به - فالأول نحو قول الشاعر:
فأما الصدور لا صدور لجعفر
…
ولكن أعجازًا شديدًا صريرها
والثاني نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أما بعد، ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله" والثالث نحو قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ} وهذا كله مذهب الجمهور.
الثاني: أن الفاء يجوز حذفها في الاختيار، وهذا اختيار ابن مالك ومذهبه، واستشهد عليه بقوله صلى الله عليه وسلم:"أما بعدما بال رجال .. " وقوله صلى الله عليه وسلم: "أما موسى كأني أنظر إليه" وغير ذلك كثير. وظاهر كلام المصنف هو اختيار مذهب ابن مالك ومتابعته إذ أجاز حذف الفاء من جواب أما وقال: وهو جائز.
(2)
انظر: "معجم البلدان" 2/ 487.