الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولدًا) فسر ({يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}) أي: الزينة بقوله: (الجواري ..) إلخ يعني: جعلتم الإناث ولدًا لله حيث قلتم: الملائكة بنات الله. (فكيف تحكمون) بذلك ولا ترضون به لأنفسكم، ولا يخفى أن تفسير ما ذكر بما قاله تفسير باللازم وإلا فمعنى الآية أو يجعلون ({أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)} [الزخرف: 18] أي: غير مظهر لحجته لضعفه عنها بالأنوثة، فالهمزة للإنكار والواو للعطف على مقدر ({مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}) أي:(الأوثان إنهم لا يعلمون) نزل الأوثان منزلة من يعقل فذكر الضمير. ({فِي عَقبِه}) أي: (ولده)({مقترنين}) أي: (يمشون معًا). ({سَلَفًا}) أي: (قوم فرعون سلفا لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم أي: سالفين لهم، لأن سلفًا جمع سالف. ({وَمَثَلًا}) أي: (عبرة). لهم ({يصدون}) بكسر الصاد وضمها أي: (يضجون). ({مُبرِمُونَ}) أي: (مجمعون)({أول العَابدِينَ}) أي: (أول المؤمنين)({إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}) بيَّن بما بعده أن (براء) مصدر وأنه يطلق على الواحد والمذكر وغيرهما.
(والزخرف) أي: (الذهب). ({ملائكة يخلفون}) أي: (يخلف بعضهم بعضًا).
1 - بَابُ قَوْلِهِ: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [
الزخرف: 77]
(باب) ساقط من نسخة. ({وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} الآية) أي: ليميتنا فنستريح.
4819 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، قَال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى المِنْبَرِ: " {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77].
[انظر: 3230 - مسلم: 871 - فتح: 8/ 568]
وَقَال قَتَادَةُ: {مَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف: 56]: "عِظَةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ" وَقَال غَيْرُهُ: {مُقْرِنِينَ} [إبراهيم: 49]: "ضَابِطِينَ، يُقَالُ: فُلانٌ مُقْرِنٌ لِفُلانٍ ضَابِطٌ لَهُ، وَالأَكْوَابُ الأَبَارِيقُ الَّتِي لا خَرَاطِيمَ لَهَا"، {أَوَّلُ العَابِدِينَ} [الزخرف: 81]: "أَيْ مَا كَانَ، فَأَنَا أَوَّلُ الآنِفِينَ، وَهُمَا لُغَتَانِ رَجُلٌ عَابِدٌ وَعَبِدٌ" وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: "وَقَال الرَّسُولُ: يَا رَبِّ" وَيُقَالُ: {أَوَّلُ العَابِدِينَ} [الزخرف: 81]: "الجَاحِدِينَ، مِنْ عَبِدَ يَعْبَدُ" وَقَال قَتَادَةُ: "فِي أُمِّ الكِتَابِ: جُمْلَةِ الكِتَابِ أَصْلِ الكِتَابِ.
(عن عمرو) أي: ابن دينار. ومرَّ حديث الباب في كتاب: بدء الخلق في باب: صفة النار (1)({مثلًا للآخرين}) أي: (عظة لمن بعدهم)({مُقَرَّنِينَ}) أي: (ضابطين) هذا تفسير لقتادة، وتفسيره بمطيقين كما مرَّ لابن عباس. (والأكواب) هي (الأباريق التي لا خراطيم لها) أي: لا عرى لها وقال الجوهري وغيره: الأكواب جمع كوب وهو كوز لا عروة له (2)({فِي أُمِّ الْكِتَاب}). أي: (أصل الكتاب). ({أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}) في قوله: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)} (أي ما كان) له ولد، يريد أن في قوله:(إن كان) نافية لا شرطية إذ لو أراد ذلك لما ذكر (ما كان) وعلى القول بأنها نافية فالمعنى صحيح أي: (فأنا أول الآنفين) بالمد أي: المستنكفين لذلك. (من عبد) بالكسر. يعبد بالفتح إذا أنف وقيل: فأنا أول الجاحدين، من عبد يعبد أيضًا، إذا جحد، وقيل: فأنا أول العابدين من عبد بالفتح يعبد بالضم إذا أطاع والمعنى: لو كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده بذلك ولكن لا ولد له. (وقال قتادة: {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} جملة الكتاب أصل الكتاب فسر (أم الكتاب) بما بعده، فقوله:(أصل الكتاب) تفسير بـ (جملة) الكتاب،
(1) سبق برقم (3266) كتاب: بدء الخلق، باب: صفة النار.
(2)
"الصحاح" مادة [كوب] 1/ 215، "القاموس" ص 133.