الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - باب قَوْلِهِ {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)} [القمر: 46]
.
يَعْنِي مِنَ المَرَارَةِ.
(باب) ساقط من نسخة. (قوله) ساقط من أخرى. {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)} يعني: من المرارة) أي: أمر مأخوذ من المرارة. والحديث مع ما بعده مختصر وسيأتي مطولًا في فضائل القرآن (1).
4876 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَال: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ، قَال: إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، قَالتْ: "لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ، {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46].
[4993 - فتح: 8/ 619]
4877 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَوْمَ بَدْرٍ: "أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ أَبَدًا" فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، وَقَال: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ، وَهُوَ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:{سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 45، 46].
[انظر: 2915 - فتح: 8/ 611]
55 - سورة الرَّحْمَنِ
{وَأَقِيمُوا الوَزْنَ} [الرحمن: 9]: "يُرِيدُ لِسَانَ المِيزَانِ، وَالعَصْفُ: بَقْلُ الزَّرْعِ إِذَا قُطِعَ مِنْهُ شَيْءٌ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ فَذَلِكَ العَصْفُ"، {وَالرَّيْحَانُ}
(1) سيأتي برقم (4993) كتاب: فضائل القرآن، باب: تأليف القرآن.
"رِزْقُهُ"، {وَالحَبُّ} [الرحمن: 12]: "الَّذِي يُؤْكَلُ مِنْهُ، وَالرَّيْحَانُ فِي كَلامِ العَرَبِ الرِّزْقُ، وَقَال بَعْضُهُمْ: وَالعَصْفُ يُرِيدُ: المَأْكُولَ مِنَ الحَبِّ، وَالرَّيْحَانُ: النَّضِيجُ الَّذِي لَمْ يُؤْكَلْ " وَقَال غَيْرُهُ: "العَصْفُ وَرَقُ الحِنْطَةِ" وَقَال الضَّحَّاكُ: "العَصْفُ: التِّبْنُ " وَقَال أَبُو مَالِكٍ: "العَصْفُ أَوَّلُ مَا يَنْبُتُ، تُسَمِّيهِ النَّبَطُ: هَبُورًا " وَقَال مُجَاهِدٌ: "العَصْفُ وَرَقُ الحِنْطَةِ، وَالرَّيْحَانُ: الرِّزْقُ، وَالمَارِجُ: اللَّهَبُ الأَصْفَرُ وَالأَخْضَرُ الَّذِي يَعْلُو النَّارَ إِذَا أُوقِدَتْ " وَقَال بَعْضُهُمْ: عَنْ مُجَاهِدٍ، {رَبُّ المَشْرِقَيْنِ} [الرحمن: 17]: "لِلشَّمْسِ: فِي الشِّتَاءِ مَشْرِقٌ، وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ"، {وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17]: "مَغْرِبُهَا فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ"، {لَا يَبْغِيَانِ} [الرحمن: 20]: "لَا يَخْتَلِطَانِ"، {المُنْشَآتُ} [الرحمن: 24]: "مَا رُفِعَ قِلْعُهُ مِنَ السُّفُنِ، فَأَمَّا مَا لَمْ يُرْفَعْ قَلْعُهُ فَلَيْسَ بِمُنْشَأَةٍ" وَقَال مُجَاهِدٌ: {كَالفَخَّارِ} [الرحمن: 14]: "كَمَا يُصْنَعُ الفَخَّارُ، الشُّوَاظُ: لَهَبٌ مِنْ نَارٍ"، {وَنُحَاسٌ} [الرحمن: 35]: "النُّحَاسُ الصُّفْرُ يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَيُعَذَّبُونَ بِهِ"، {خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} [الرحمن: 46]: "يَهُمُّ بِالْمَعْصِيَةِ فَيَذْكُرُ اللَّهَ عز وجل فَيَتْرُكُهَا"، {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن: 64]: "سَوْدَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ"، {صَلْصَالٍ} [الحجر: 26]: "طِينٌ خُلِطَ بِرَمْلٍ فَصَلْصَلَ كَمَا يُصَلْصِلُ الفَخَّارُ، وَيُقَالُ: مُنْتِنٌ، يُرِيدُونَ بِهِ: صَلَّ، يُقَالُ: صَلْصَالٌ كَمَا يُقَالُ: صَرَّ البَابُ عِنْدَ الإِغْلاقِ وَصَرْصَرَ، مِثْلُ: كَبْكَبْتُهُ يَعْنِي كَبَبْتُهُ"، {فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [الرحمن: 68]: "وَقَال بَعْضُهُمْ: لَيْسَ الرُّمَّانُ وَالنَّخْلُ بِالفَاكِهَةِ، وَأَمَّا العَرَبُ فَإِنَّهَا تَعُدُّهَا فَاكِهَةً"، كَقَوْلِهِ عز وجل:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطَى} [البقرة: 238]: "فَأَمَرَهُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى كُلِّ الصَّلَوَاتِ، ثُمَّ أَعَادَ العَصْرَ تَشْدِيدًا لَهَا، كَمَا أُعِيدَ النَّخْلُ وَالرُّمَّانُ، وَمِثْلُهَا: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} ثُمَّ قَال: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ} [الحج: 18] وَقَدْ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ عز وجل فِي أَوَّلِ قَوْلِهِ: {مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} " وَقَال غَيْرُهُ: {أَفْنَانٍ} [الرحمن: 48]: "أَغْصَانٍ"، {وَجَنَى الجَنَّتَيْنِ دَانٍ} [الرحمن: 54]: "مَا
يُجْتَنَى قَرِيبٌ" وَقَال الحَسَنُ: {فَبِأَيِّ آلاءِ} [النجم: 55]: "نِعَمِهِ" وَقَال قَتَادَةُ: {رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13]: "يَعْنِي الجِنَّ وَالإِنْسَ" وَقَال أَبُو الدَّرْدَاءِ: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]: "يَغْفِرُ ذَنْبًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيَرْفَعُ قَوْمًا، وَيَضَعُ آخَرِينَ" وَقَال ابْنُ عَبَّاسٍ:{بَرْزَخٌ} [المؤمنون: 100]: "حَاجِزٌ الأَنَامُ: الخَلْقُ"، {نَضَّاخَتَانِ} [الرحمن: 66]: "فَيَّاضَتَانِ"، {ذُو الجَلالِ} [الرحمن: 27]: "ذُو العَظَمَةِ" وَقَال غَيْرُهُ: {مَارِجٌ} [الرحمن: 15]: "خَالِصٌ مِنَ النَّارِ، يُقَالُ: مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذَا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَيُقَالُ: مَرَجَ أَمْرُ النَّاسِ "{مَرِيجٍ} [ق: 5]: "مُلْتَبِسٌ"، {مَرَجَ البَحْرَيْنِ} [الفرقان: 53]: "اخْتَلَطَ البَحْرَانِ مِنْ مَرَجْتَ دَابَّتَكَ تَرَكْتَهَا"، {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} [الرحمن: 31]: "سَنُحَاسِبُكُمْ، لَا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ فِي كَلامِ العَرَبِ، يُقَالُ: لَأَتَفَرَّغَنَّ لَكَ، وَمَا بِهِ شُغْلٌ، يَقُولُ: لآخُذَنَّكَ عَلَى غِرَّتِكَ.
(سورة الرحمن). قوله: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). ساقط من نسخة ({بِحُسْبَانٍ}) أي: (كحسبان الرحى) أي: يدور الشمس والقمر في مثل قطب الرحى ({وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ})(يريد) به (لسان الميزان). ({والعصف}) هو (بقل الزرع إذا قطع منه شيء قبل أن يدرك) أي: الزرع، وفي تفسير {الْعَصْفِ} خلاف ذكره في كلامه الآتي (والريحان في كلام العرب الرزق) وفي تفسيره خلاف ذكره بعد. (النبط) هم الفلاحون من الأعاجم ينزلون بالبطائح بين العراقيين. (هبورا) بفتح الهاء هو ذقاق الزرع. (والمارج) هو (اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلوا النار إذا أوقدت) ({لَا يَبْغِيَانِ}) أي:(لا يختلطان)({المنشآت}) هي (ما رفع قلعه) بكسر القاف وسكون اللام من السفن ({كَالْفَخَّارِ}) أي: (كما يصنع الفخار)({الشواظ}) هو (لهب من نار). ({وَنُحَاسٌ}) النحاس هو (الصفر)({وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}) أي: (يهم بالمعصية ..) إلخ
{مُدْهَامَّتَانِ} أي: (سوداوان من الري). مرَّ بيان ذلك في بدء الخلق (1). ({صَلْصَالٍ}) أي: (طين ..) إلخ (ويقال) أي: في تفسير صلصال. (منتن، يريدون به: صل) أي: صل اللحم أي: أنتن ومثله. أصل. (يقال: صلصال ..) إلخ أشار به إلى أن صلصل مضاعف صل. (كما يقال: صرصر الباب) وصرَّ إذا صوت، وكما يقال:(كبكبته) و (كببته) ومنه قوله: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} [الشعراء: 94] أي: كُبوا. وقوله: ({صَلْصَالٍ} خلط برمل ..) إلى آخره ساقط من نسخة. (قال بعضهم: ليس الرمان ..) إلخ. قيل: يريد أبا حنيفة إذ مذهبه أن من حلف لا يأكل فاكهة فأكل رمانًا أو رطبًا. لا يحنث فاحتج عليه بأن (العرب تعدهما فاكهة) وأن عطفها على الفاكهة في الآية من عطف الخاص على العام كما في ({وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}) وكما في {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [الحج: 18] وقوله: (تشديدًا لها) أي: تأكيدًا وتعظيمًا لها. {أَفْنَانٍ} أي: (أغصان). ({وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ}) أي: (ما يجتنى قريب). ({فَبِأَيِّ آلَاءِ}) أي: (نعمة). الأنسب نعم، كما فسرها غيره به وفسرها آخرون بالقدرة {رَبِّكُمَا} فسر ضميره بقوله:(يعني: الجن والإنس)، وآية:({فَبِأَيِّ}) ذكرت في السورة إحدى وثلاثين مرة والاستفهام فيها؛ للتقرير. ({كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}) أي: (يغفر ذنبًا) إلخ والأمور المذكورة فيه لا تنافي ما صح من أن القلم جف بما هو كائن إلى يوم القيامة (2)؛ لأنها شئون يبديها لا شئون يبتدئها ({بَرْزَخٌ}) أي: (حاجز) من قدرة الله وحكمته. ({الأنام}) أي: (الخلق). ({ذُو الْجَلَالِ}) أي: (ذو العظمة)({مارج}) أي: (خالص من النار)
(1) سبق في كتاب: بدء الخلق، باب: ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
(2)
سيأتي برقم (5076) كتاب: النكاح، باب: ما يكره من التبتل والخصاء.