الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إماما حجة، قدوة في العلم والعمل. قال الخليلي: قال الشافعي: لا أعرف له نظيرا في هذا الشأن. قال أيوب بن المتوكل: كنا إذا أردنا أن ننظر إلى الدين والدنيا ذهبنا إلى دار عبد الرحمن بن مهدي. قال محمد بن أبي بكر المقدمي: ما رأيت أحدا أتقن لما سمع ولما لم يسمع ولحديث الناس من عبد الرحمن بن مهدي، إمام ثبت أثبت من يحيى بن سعيد، وأتقن من وكيع، كان عرض حديثه على سفيان. قال علي بن المديني: كان علم عبد الرحمن في الحديث كالسحر، وقال علي بن المديني: لو أخذت فحلفت بين الركن والمقام، لحلفت بالله أني لم أر أحدا قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي. وقال عبيد الله بن سعيد: سمعت ابن مهدي يقول: لا يجوز أن يكون الرجل إماما حتى يعلم ما يصح مما لا يصح. وكان يقول: كان يقال: إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم فهو يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه، وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له وعلمه، ولا يكون إماما في العلم مَن حدث عن كل أحد، ولا من يحدث بالشاذ، والحفظ للإتقان. توفي ابن مهدي بالبصرة في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في الإبانة عن مقاتل بن محمد قال: قال لي عبد الرحمن بن مهدي يا أبا الحسن لا تجالس هؤلاء أصحاب البدع إن هؤلاء يفتون فيما تعجز عنه الملائكة. (1)
- وجاء في السير قال ابن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن
(1) الإبانة (2/ 3/463/ 456).
يقول: اترك من كان رأسا في بدعة يدعو إليها قال: فكيف يصنع بقتادة وابن أبي رواد وعمر بن ذر وذكر قوما ثم قال يحيى: إن ترك هذا الضرب ترك ناسا كثيرا. (1)
- وروى الخطيب بسنده إلى محمد بن أبان قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: من رأى رأيا ولم يدع إليه احتمل، ومن رأى رأيا ودعا إليه فقد استحق الترك. (2)
تنبيه: قد ذكر الخطيب في الكفاية فصلا مفصلا في الأخذ عن أهل الأهواء والبدع (3)، وهو عمدة من أتى بعده فليرجع إليه.
- جاء في الإبانة عن أحمد بن سنان قال: جاء أبو بكر الأصم إلى عبد الرحمن بن مهدي فقال: جئت أناظرك في الدين، فقال: إن شككت في شيء من أمر دينك فقف حتى أخرج إلى الصلاة وإلا فاذهب إلى عملك. فمضى ولم يثبت. (4)
- وجاء عنه قال: أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم. (5)
- وجاء في السير عن عبد الرحمن أنه كان يكره الجلوس إلى ذي هوى
(1) السير (5/ 278) و (9/ 199).
(2)
الكفاية (ص.126 - 127).
(3)
باب ما جاء في الأخذ عن أهل البدع والأهواء والاحتجاج برواياتهم (ص.120).
(4)
الإبانة (2/ 3/538/ 672).
(5)
اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 72) والمنهاج (7/ 37).