الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المروزي، فذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره، فقال: ماذا يقولون؟ قال: يقولون: إنك تقول: القرآن مخلوق. فقال: ما قلت، ومن قال: القرآن مخلوق، فهو عندي كافر.
قال الذهبي: كان معلى صاحب سنة واتباع، وكان بريئا من التجهم. (1)
أسد بن موسى (2)(212 هـ)
هو الإمام الحافظ، أبو سعيد أسد بن موسى بن إبراهيم القرشي الأموي. ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة. روى عن شعبة بن الحجاج، وشيبان النحوي، وعبد الرحمن المسعودي. وحدث عنه أحمد بن صالح، وعبد الملك بن حبيب، والربيع بن سليمان المرادي. قال عنه البخاري: مشهور الحديث. ولقبه الذهبي: بأسد السنة. توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين.
موقفه من المبتدعة:
عن محمد بن وضاح عن غير واحد أن أسد بن موسى كتب إلى أسد ابن الفرات: اعلم يا أخي إنما حملني على الكتاب إليك ما ذكر أهل بلادك من صالح ما أعطاك الله من إنصافك الناس وحسن حالك مما أظهرت من السنة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك وشد بك ظهر أهل السنة وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم، فأذلهم الله بذلك وصاروا ببدعتهم مستترين، فأبشر أي أخي بثواب ذلك
(1) السير (10/ 369) وتاريخ بغداد (13/ 188).
(2)
السير (10/ 162) وتذكرة الحفاظ (1/ 402) وتهذيب الكمال (2/ 512) وتهذيب التهذيب (1/ 260).
واعتد به من أفضل حسناتك من الصلاة والصيام والحج والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله وإحياء سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أحيا شيئا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين"(1) وضم بين أصبعيه وقال: "أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من تبعه إلى يوم القيامة"(2) فمن يدرك يا أخي أجر هذا بشيء من عمله؟ وذكر أيضا: "إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا لله يذب عنها وينطق بعلامتها"(3)
فاغتنم -يا أخي- هذا الفضل وكن من أهله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه وقال:"لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من كذا وكذا"(4)، وأعظم القول فيه. فاغتنم ذلك وادع إلى السنة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة يقومون مقامك إن حدث بك حدث، فيكونوا أئمة بعدك فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء الأثر، فاعمل على بصيرة ونية وحسبة، فيرد الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر فتكون خلفا من نبيك
(1) لم نظفر به بهذا اللفظ، وأقرب لفظ له ما رواه الترمذي (5/ 44 - 45/ 2678) وقال:"حديث حسن غريب عن أنس بن مالك بلفظ: "
…
ومن أحيى سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة". وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. وله طرق أخرى لا تخلو من ضعف". انظر الضعيفة (4538).
(2)
أخرجه: مسلم (4/ 2060/2674) وأبو داود (5/ 15 - 16/ 4609) والترمذي (5/ 42/2674) وقال: "حديث حسن صحيح". وابن ماجه (1/ 75/206) عن أبي هريرة.
(3)
أخرجه: أبو نعيم في الحلية (10/ 400) والعقيلي في الضعفاء (3/ 100) من طريق عبد الغفار المديني عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وقال عبد الغفار المديني: "مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به". وقال الذهبي في الميزان (2/ 641): "شيخ مدني حدث عن سعيد بن المسيب، لا يعرف، وكأنه أبو مريم، فإن خبره موضوع" ..
(4)
الذي ورد: أن ذلك قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعلي لما أرسله إلى خيبر، ولفظه:"لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم". رواه: أحمد (4/ 52) والبخاري (6/ 137 - 138/ 2942) ومسلم (4/ 1872/2406) وأبو داود (4/ 69/3661) والنسائي في الكبرى (5/ 46/8149).
- صلى الله عليه وسلم، فأحي كتاب الله وسنة رسوله، فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب، فإنه جاء الأثر:"من جالس صاحب بدعة نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه، ومن مشى إلى صاحب بدعة مشى في هدم الإسلام"(1)
وجاء: "ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى"(2) وقد وقعت اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل البدع، وأن الله لا يقبل منهم صرفا ولا عدلا ولا فريضة ولا تطوعا (3)، وكلما ازدادوا اجتهادا وصوما وصلاة ازدادوا من الله بعدا. فارفض مجلسهم وأذلهم وأبعدهم كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى بعده. (4)
(1) أخرج الشطر الأول موقوفا عن محمد بن النضر الحارثي: الدينوري (2/ 335/209) وابن بطة في الإبانة (2/ 3/460) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1/ 153/252). وأخرج الشطر الثاني مرفوعا: أبو نعيم في الحلية (6/ 97) والطبراني في الكبير (20/ 96/188) عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل. وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 188) وقال: "وفيه بقية وهو ضعيف". وفيه خالد بن معدان. قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 94): "يرسل ويدلس". وخالد هذا لم يسمع من معاذ كما بين ذلك المزي في تهذيب الكمال في ترجمة خالد، وابن حجر في تهذيب التهذيب ..
(2)
أخرجه: ابن أبي عاصم في السنة (رقم 3) والطبراني في الكبير (8/ 122 - 123/ 7502) وأبو نعيم في الحلية (6/ 118) عن أبي أمامة بلفظ "ما تحت ظل السماء إله يعبد من دون الله أعظم عند الله من هوى متبع". وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 188) وقال: "فيه الحسن بن دينار وهو متروك الحديث". والحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 139) وقال: "هذ حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه جماعة ضعاف والحسن بن دينار والخصيب كذابان عند علماء النقل".
(3)
تقدم تخريجه. انظر مواقف علي رضي الله عنه سنة (40هـ).
(4)
ابن وضاح (34 - 38) والاعتصام (1/ 45 - 46) بنحوه.