الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- قال شيخ الإسلام وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: هم فوقنا (يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم) في كل علم وعقل ودين وفضل، وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا. (1)
- وقال الشافعي رضي الله تعالى عنه: لا أرد شهادة أهل الأهواء، إلا الخطابية (2) فإنهم يعتقدون حل الكذب. (3)
- وقال الشافعي: لم يختلف الصحابة والتابعون في تقديم أبي بكر وعمر. (4)
موقفه من الصوفية:
- قال الشافعي: لو أن رجلا تصوف أول النهار لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق. وعنه أيضا أنه قال: ما لزم أحد الصوفية أربعين يوما فعاد عقله إليه أبدا. وأنشد الشافعي:
ودعوا الذين إذا أتوك تنسكوا
…
وإذا خلوا كانوا ذئاب حقاف (5)
- وقال: خلفت ببغداد شيئا أحدثه الزنادقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن. (6)
موقفه من الجهمية:
- قال الإمام بن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: حدثنا أبو
(1) مجموع الفتاوى (4/ 158) ودرء التعارض (5/ 73) والمنهاج (6/ 81).
(2)
هم أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب وهم من غلاة الشيعة.
(3)
درء التعارض (1/ 94).
(4)
المنهاج (2/ 86).
(5)
التلبيس (447).
(6)
الفتاوى (10/ 77).
شعيب وأبو ثور عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. (1)
- وفي السير عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا يونس سمعت الشافعي يقول: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة وننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال:{ليس مثله شيءٌ} (2). (3)
- وفي نقض المنطق لابن تيمية: يروى عن الشافعي: آمنت بما جاء عن الله وبما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد الله. (4)
- جاء في السير وذم الكلام عن الربيع قال: سمعت الشافعي يقول في كتاب الوصايا: لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر وكان فيها كتب الكلام، لم تدخل في الوصية لأنه ليس من العلم. (5)
- وفيهما أيضا عن الزعفراني قال: سمعت الشافعي يقول: ما ناظرت أحدا في الكلام إلا مرة، وأنا أستغفر الله من ذلك. (6)
(1) اجتماع الجيوش (153 - 154).
(2)
الشورى الآية (11).
(3)
السير (20/ 341).
(4)
نقض المنطق (ص.2) ومجموع الفتاوى (6/ 354).
(5)
السير (10/ 30) وذم الكلام (253).
(6)
السير (10/ 30) وذم الكلام (253).
- وفي ذم الكلام قال المزني: كان الشافعي ينهى عن الخوض في الكلام. (1)
- وفيه عن الشافعي قال: لو أردت أن أضع على كل مخالف كتابا كبيرا لفعلت، ولكن ليس الكلام من شأني ولا أحب أن ينسب إلي منه شيء. (2)
- وفي أصول الاعتقاد عن الربيع بن سليمان: حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها، ما تقول في قول الله تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ ربهم يومئذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (3) قال الشافعي: فلما أن حجبوا هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على أنهم يرونه في الرضى، قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال نعم، وبه أدين الله، لو لم يوقن محمد بن إدريس أنه يرى الله لما عبد الله تعالى. (4)
- جاء في الإبانة: سمع الشافعي رجلين يتكلمان في الكلام فقال: إما أن تجاورونا بخير وإما أن تقوما عنا. (5)
- وفيها عنه قال: والله لأن يبتلى المرء بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك به، خير من النظر في الكلام. (6)
(1) ذم الكلام (254).
(2)
ذم الكلام (256).
(3)
المطففين الآية (15).
(4)
أصول الاعتقاد (3/ 560/883).
(5)
الإبانة (2/ 534/660) ومثله في أصول الاعتقاد (1/ 166/304) وذم الكلام (253) ودرء التعارض (7/ 245).
(6)
الإبانة (2/ 534/661) وأصول الاعتقاد (1/ 165/300) والبداية والنهاية (10/ 294).
- وفيها عن أبي ثور: قال لي الشافعي: يا أبا ثور، ما رأيت أحدا ارتدى شيئا من الكلام فأفلح. (1)
- وجاء في أصول الاعتقاد عنه قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر. (2)
- وجاء في ذم الكلام عن المزني قال: كنت أنظر في الكلام قبل أن يقدم الشافعي، فلما قدم الشافعي أتيته فسألته عن مسألة في الكلام فقال لي أتدري أين أنت؟ قال: قلت نعم، أنا في المسجد بالفسطاط فقال لي: أنت في تاران، قال أبو القاسم: وتاران موضع في بحر القلزم لا يكاد تسلم منه سفينة، قال: ثم ألقى علي مسألة في الفقه فأجبت فيها، فأدخل شيئا أفسد جوابي فأجبت بغير ذلك فأدخل شيئا أفسد جوابي، فجعلت كلما أجبت بشيء أفسده قال: ثم قال لي: هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس يدخله مثل هذا، فكيف الكلام في رب العالمين الذي الزلل فيه كفر، فتركت الكلام وأقبلت على الفقه. (3)
- وفي آداب الشافعي عن يونس: سمعت الشافعي يقول: قالت لي أم المريسي كلم بشرا أن يكف عن الكلام، فكلمته فدعاني إلى الكلام. (4)
- وفي شرف أصحاب الحديث عن الشافعي أنه قال: حكمي في
(1) الإبانة (2/ 530/666) وأصول الاعتقاد (1/ 165 - 166/ 303) وآداب الشافعي (186) والحلية (9/ 111) والسير (10/ 18).
(2)
أصول الاعتقاد (2/ 278 - 279/ 419) والإبانة (2/ 52/250) والبداية والنهاية (10/ 265).
(3)
ذم الكلام (ص.249).
(4)
آداب الشافعي (187) والإبانة (2/ 103/346) وتاريخ بغداد (7/ 59) والحلية (9/ 110 - 111).
أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل فينادى عليهم، هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام- يعني أهل البدع. (1)
- وفي السير وذم الكلام قال الحسين بن إسماعيل المحاملي: قال المزني: سألت الشافعي عن مسألة من الكلام، فقال: سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت أخطأت، ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت كفرت. (2)
- وفي ذم الكلام والحلية: سئل الشافعي عن شيء من الكلام فغضب وقال سل عن هذا حفصا الفرد وأصحابه أخزاهم الله. (3)
- وفي الأسماء والصفات للبيهقي والحلية عن الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: من حلف باسم من أسماء الله تعالى فحنث فعليه الكفارة، لأن اسم الله غير مخلوق، ومن حلف بالكعبة وبالصفا والمروة فليس عليه كفارة، لأنه مخلوق، وذاك غير مخلوق. (4)
- وفي السير وذم الكلام عن يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى والشيء غير الْمُشَيِّ فاشهد عليه بالزندقة. (5)
(1) شرف أصحاب الحديث (ص.78) وجامع بيان العلم (2/ 941) وذم الكلام (252) وتلبيس إبليس (102)
والاعتصام (1/ 227) والمنهاج (2/ 138 - 139 و610) ومجموع الفتاوى (5/ 119) والبداية والنهاية (10/ 265).
(2)
ذم الكلام (250) وطبقات الحنابلة (2/ 154) والمنهاج (5/ 251) والسير (10/ 28).
(3)
ذم الكلام (251) والحلية (9/ 111) وجامع بيان العلم (2/ 940).
(4)
أصول الاعتقاد (2/ 236/343 - 344) والحلية (9/ 113) وآداب الشافعي (193) والأسماء والصفات (256 - 257) والإبانة (1/ 274/42).
(5)
ذم الكلام (253) والسير (10/ 30) وجامع بيان العلم وفضله (2/ 941) بنحوه.
- وفي الحلية وذم الكلام عن ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد. (1)
- وفي طبقات الحنابلة عن ابن أبي حاتم قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري قال: سمعت الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما ينبغي أن يؤمن به؟ فقال: لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها أن القرآن نزل به وصح عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه العدل، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه، فهو بالله كافر، فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر، فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالروية والفكر ونحو ذلك أخبار الله سبحانه وتعالى، أتانا أنه سميع وأن له يدين بقوله:{بَلْ يداه مَبْسُوطَتَانِ} (2) وأن له يمينا بقوله: {وَالسَّماوَاتُ مطوياتٌ بيمينه} (3)، وأن له وجها بقوله:{كل شَيْءٍ هَالِكٌ إِلًّا وجهه} (4) وقوله: {ويبقى وَجْه ربك ذو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (5) وأن له قدما بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "حتى يضع الرب فيها قدمه"(6) يعني جهنم، وأنه يضحك من
(1) الحلية (9/ 111) وذم الكلام (255) وجامع بيان العلم وفضله (2/ 941) ودرء التعارض (7/ 245) والسير (10/ 16).
(2)
المائدة الآية (64).
(3)
الزمر الآية (67).
(4)
القصص الآية (88).
(5)
الرحمن الآية (27).
(6)
انظر تخريجه في مواقف عبد العزيز بن عبد الله الماجشون سنة (164هـ).
عبده المؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم للذي قتل في سبيل الله "إنه لقي الله وهو يضحك إليه"(1)
وأنه يهبط كل ليلة إلى سماء الدنيا بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك (2) وأنه ليس بأعور بقول النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الدجال فقال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"(3) وأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر (4)، وأن له إصبعا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل"(5) فإن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم مما لا يدرك حقيقته بالفكر والروية، فلا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها. فإن كان الوارد بذلك خبرا يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يثبت هذه الصفات وينفي التشبيه كما
(1) أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار: أحمد (5/ 287) وأبو يعلى (12/ 258 - 259/ 6855) وسعيد بن منصور في سننه (2/ 219/2566 تحقيق الأعظمي) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 410 - 411/ 986) وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 292) وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى
…
ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات" .. وهو كما قال، غير إسماعيل بن عياش فهو يخلط عن غير أهل بلده، وقد روى هنا عن بحير بن سعد وهو ثقة من أهل بلده فارتفع بذلك الخلط.
ولفظه عن نعيم بن همار أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل فقال: أي الشهداء أفضل؟ قال:"الذين يلقون في الصف فلا يقلبون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العليا من الجنة يضحك إليهم ربك، وإذا ضحك في موطن فلا حساب عليه".
(2)
تقدم من حديث أبي هريرة. انظر مواقف حماد بن سلمة سنة (167هـ).
(3)
جزء من حديث طويل أخرجه: أحمد (2/ 149) والبخاري (6/ 211/3057) ومسلم (4/ 2245/2931 (169)) وأبو داود (4/ 503/4229) دون ذكر محل الشاهد. والترمذي (4/ 440/2235) عن ابن عمر رضي الله عنهما.
(4)
انظر تخريجه في مواقف عبد العزيز الماجشون سنة (164هـ).
(5)
أخرجه من حديث النواس بن سمعان: أحمد (4/ 182) والنسائي في الكبرى (4/ 414/7738) وابن ماجه (1/ 72/199). وقال في الزوائد: "إسناده صحيح".
نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره، فقال:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (1). (2)
- وفي السير قال علي بن محمد بن أبان القاضي: حدثنا أبو يحيى زكريا الساجي حدثنا المزني قال: قلت: إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي، فصرت إليه وهو في مسجد مصر فلما جثوت بين يديه قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك، فمن الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت نعم قال: هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون. أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك، قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجما في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟ قلت: لا، قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى الله وإلى قوله تعالى:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (3) الآية، فاستدل
(1) الشورى الآية (11).
(2)
طبقات الحنابلة (1/ 283 - 284) ومجموع الفتاوى (4/ 182 - 183).
(3)
البقرة الآيتان (163 - 164).
بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك. قال: فتبت. (1)
- وفي آداب الشافعي عن الربيع بن سليمان قال: حضرت الشافعي أو حدثني أبو شعيب إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمرو بن يزيد وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه حفصا المنفرد فسأل حفص عبد الله بن عبد الحكم فقال: ما تقول في القرآن؟ فأبى أن يجيبه، فسأل يوسف بن عمرو بن يزيد، فلم يجبه، وأشار إلى الشافعي، فسأل الشافعي واحتج عليه فطالت فيه المناظرة، فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرآن كلام الله غير مخلوق وبكفر حفص.
قال الربيع: فلقيت حفصا، فقال: أراد الشافعي قتلي. (2)
- وفي مناقب الشافعي والسير عن زكريا الساجي: سمعت محمد بن إسماعيل سمعت حسين بن علي الكرابيسي يقول: شهدت الشافعي ودخل عليه بشر المريسي فقال لبشر: أخبرني عما تدعو إليه، أكتاب ناطق وفرض مفترض وسنة قائمة ووجدت عن السلف البحث فيه والسؤال؟ فقال بشر: لا، إلا أنه لا يسعنا خلافه، فقال الشافعي، أقررت بنفسك على الخطأ فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار يواليك الناس وتترك هذا، قال: لنا نهمة فيه، فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح. (3)
- وقال في خطبة رسالته: الحمد لله الذي لا يؤدي شكر نعمة من
(1) السير (10/ 31 - 32).
(2)
آداب الشافعي (194 - 195) والحلية (9/ 112) ومناقب الشافعي (1/ 455) وأصول الاعتقاد (2/ 279/421) والشريعة (1/ 223 - 224/ 190) وذم الكلام (254).
(3)
مناقب الشافعي (1/ 204) والسير (10/ 27).
نعمه إلا بنعمة منه، توجب مؤدى ماضي نعمه بأدائها: نعمة حادثة يجب عليه شكره بها، ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به خلقه. (1)
- جاء في السير: -قال- الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي عثمان، سمعت الحسن بن صاحب الشاشي، سمعت الربيع، سمعت الشافعي وسئل عن القرآن؟ فقال: أف أف، القرآن كلام الله من قال: مخلوق فقد كفر. هذا إسناد صحيح. (2)
- وفيها: زكريا الساجي: حدثني أحمد بن مردك الرازي سمعت عبد الله ابن صالح صاحب الليث يقول: كنا عند الشافعي في مجلسه، فجعل يتكلم في تثبيت خبر الواحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبناه، وذهبنا به إلى إبراهيم بن علية، وكان من غلمان أبي بكر الأصم، وكان في مجلسه عند باب الصوفي، فلما قرأنا عليه جعل يحتج بإبطاله، فكتبنا ما قال، وذهبنا به إلى الشافعي فنقضه وتكلم بإبطاله، ثم كتبناه، وجئنا به إلى ابن علية، فنقضه ثم جئنا به إلى الشافعي فقال: إن ابن علية ضال، قد جلس بباب الضوال يضل الناس.
قال الذهبي: كان إبراهيم من كبار الجهمية، وأبوه إسماعيل شيخ المحدثين إمام. (3)
- وفيها: وقال أبو نعيم: حدثنا الحسن بن سعيد حدثنا زكريا الساجي
(1) الرسالة (ص.7 - 8) وإعلام الموقعين (4/ 248).
(2)
السير (10/ 18).
(3)
السير (10/ 23 - 24).
سمعت البويطي سمعت الشافعي يقول: إنما خلق الله الخلق بكن، فإذا كانت (كن) مخلوقة فكأن مخلوقا خلق بمخلوق. (1)
- وفيها: الزبير بن عبد الواحد: أخبرني علي بن محمد بمصر، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: كان الشافعي بعد أن ناظر حفصا الفرد يكره الكلام، وكان يقول: والله لأن يفتي العالم، فيقال: أخطأ العالم خير له من أن يتكلم فيقال: زنديق، وما شيء أبغض إلي من الكلام وأهله. (2)
- وفيها: وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت عبد الرحمن بن محمد بن حامد السلمي، سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر يقول: جاء رجل إلى المزني يسأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه كما نهى عنه الشافعي، لقد سمعت الشافعي يقول: سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال: محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"(3) فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد. (4)
- وفيها: وعن الشافعي: حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ.
- وقال أبو عبد الرحمن الأشعري صاحب الشافعي: قال الشافعي: مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم في البلاد.
(1) السير (10/ 88).
(2)
السير (10/ 18).
(3)
البخاري (13/ 311/7284 و7285) ومسلم (1/ 51 - 52/ 20) وأبو داود (2/ 198/1556) والترمذي (5/ 5 - 6/ 2607) والنسائي (7/ 88/3980) من حديث أبي هريرة.
(4)
السير (10/ 26).
قال الذهبي: لعل هذا متواتر عن الإمام. (1)
- عن الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: دخلت بغداد؛ فنزلت على بشر المريسي فأنزلني في غرفة له، فقالت أمه: لم جئت إلى هذا؟ قلت: لأسمع العلم. فقالت لي: هذا زنديق. (2)
- عن محمد الجرجاني سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول -وناظره رجل من أهل العراق- فخرج إلى شيء من الكلام فقال: هذا من الكلام دعه. (3)
- عن يونس بن عبد الأعلى قال: قال لي الشافعي: تعلم يا أبا موسى لقد اطلعت من أصحاب الكلام على شيء ما ظننت أن مسلما يقول ذلك. (4)
- عن عبد العزيز الجروي قال: كان الشافعي ينهى النهي الشديد عن الكلام في الأهواء ويقول: أحدهم إذا خالفه صاحبه قال: كفرت، والعلم فيه إنما يقال: أخطأت. (5)
- عن الربيع قال: أنشدنا الشافعي في ذم الكلام:
لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعا
…
في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل
حتى استخف بدين الله أكثرهم
…
وفي الذي حملوا من خفة شغل (6)
(1) السير (10/ 29).
(2)
الإبانة (2/ 13/102/ 345) وتاريخ بغداد (7/ 59).
(3)
أصول الاعتقاد (1/ 164 - 165/ 299) وآداب الشافعي (185).
(4)
أصول الاعتقاد (1/ 165/301) وآداب الشافعي (182).
(5)
أصول الاعتقاد (1/ 165/302) وآداب الشافعي (185).
(6)
ذم الكلام (256).