الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفَضْل بن دُكَين (1)(219 هـ)
الحافظ الكبير، الفضل بن عمرو بن حَمَّاد بن زُهَيْر بن درهم القرشي التيمي الطلحي، أبو نعيم الملائي الكوفي الأحول، مولى آل طلحة بن عبيد الله. كان شريكَ عبدِالسلام بن حرب الملائي في دكان يبيعان المُلاء. سمع الأعمش وشريكا ومالك بن مغول وسفيان الثوري ومسعر بن كدام وشعبة، وخلقا سواهم. وحدث عنه البخاري وأحمد بن حنبل وإسحاق وابن معين وأبو حاتم وأمم سواهم. قال يعقوب الفسوي: أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان. قال أحمد بن حنبل: إنما رفع الله عفان وأبا نعيم بالصدق حتى نُوّه بذكرهما. وقال أيضا: شيخان كان الناس يتكلمون فيهما ويذكرونهما، وكنا نلقى من الناس في أمرهما ما الله به عليم، قاما لله بأمر لم يقم به كبير أحد: عفان وأبو نعيم.
روى الميموني عن أحمد أنه أثنى على أبي نعيم، وقال: كان ثقة، يقظان في الحديث، عارفا به، ثم قام في أمر الامتحان ما لم يقم غيره، عافاه الله. قال الخطيب: كان أبو نعيم مزاحا ذا دعابة، مع تدينه وثقته وأمانته. وقال أبو أحمد الفراء: كنا نهاب أبا نعيم أشد من هيبة الأمير. توفي رحمه الله سنة تسع عشرة ومائتين.
موقفه من الجهمية:
- جاء في السير: قال أبو العباس السراج عن الكديمي قال: لما دخل
(1) طبقات ابن سعد (6/ 400) وتاريخ بغداد (12/ 346) وتهذيب الكمال (23/ 197 - 220) والسير (10/ 142 - 157) وتهذيب التهذيب (8/ 270 - 276) وشذرات الذهب (2/ 46).
أبو نعيم على الوالي ليمتحنه، وثم يونس وأبو غسان وغيرهما، فأول من امتحن فلان، فأجاب، ثم عطف على أبي نعيم، فقال: قد أجاب هذا، فما تقول؟ فقال: والله ما زلت أتهم جده بالزندقة، ولقد أخبرني يونس بن بُكير أنه سمع جده يقول: لا بأس أن يرمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر من سبع مئة شيخ، الأعمش فمن دونه يقولون: القرآن كلام الله وعنقي أهون من زري هذا، فقام إليه أحمد بن يونس، فقبل رأسه -وكان بينهما شحناء- وقال: جزاك الله من شيخ خيرا. (1)
- قال الطبراني: سمعت صليحة بنت أبي نعيم تقول: سمعت أبي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر. (2)
- جاء في السنة لعبد الله: عن أبي نعيم بن دكين قال: وذكر عنده من يقول: القرآن مخلوق فقال: والله والله ما سمعت بشيء من هذا حتى خرج ذاك الخبيث جهم. (3)
- وللخلال: عن أحمد بن حنبل حدثهم: سمع أبا نعيم الفضل بن دكين قال له رجل: يا أبا نعيم هذا بشر المريسي. فقال: لعن الله أهل الزيغ والضلالة، من بشر المريسي؟ إنما يتكلم في هذا التافه من الناس، لا يعرف، نسأل الله لنا ولكم اليسر والعافية، عليكم بالآثار، والعلم ما كان عليه من مضى من السلف. (4)
(1) السير (10/ 149) وأصول الاعتقاد (2/ 305/481).
(2)
السير (10/ 149) ونحوه في السنة لعبد الله (32).
(3)
السنة لعبد الله (40).
(4)
السنة للخلال (5/ 104).
- وفي السنة لعبد الله عنه قال: لعن الله بشرا المريسي الكافر. (1)
- وعن أحمد بن محمد بن إسماعيل الرازي قال: سمعت عقبة بن قبيصة قال: خرج علينا أبو نعيم الفضل بن دكين وهو مغضب فقال: حدثنا سفيان ابن سعيد بن مسروق الثوري وحدثنا الحسن بن صالح بن حي وحدثنا شريك بن عبد الله النخعي وحدثنا زهير بن معاوية: كلهم رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنا نرى ربنا (2)، وجاء ابن صباغ يهودي فأنكر الرؤية -يعني المريسي-. (3)
- وقال الخلال: أخبرنا علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: أدركت الناس ما يتكلمون في هذا ولا عرفنا هذا إلا بعد سنين، القرآن كلام الله منزل من عند الله لا يؤول إلى خالق ولا مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، هذا الذي لم نظل عليه ولا نعرف غيره. (4)
العتابي (5)(219 هـ)
كلثوم بن عمرو العتابي أبو عمرو الأديب الشاعر المشهور الأخباري، كان خطيبا بليغا فصيحا مجيدا، مدح الرشيد والمأمون، وكان يتزهد ويتصوف ويقل من السلطان.
من أشعاره:
(1) السنة لعبد الله (38).
(2)
انظر تخريجه في مواقف عبد العزيز الماجشون سنة (164هـ).
(3)
أصول الاعتقاد (3/ 561/887).
(4)
الفتاوى الكبرى (5/ 75) والإبانة (2/ 36/228).
(5)
تاريخ بغداد (12/ 488) وتاريخ الإسلام (15/ 357 - 358) والنجوم الزاهرة (2/ 186) والمنتظم (10/ 189 - 193).