الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذب عنها رحمه الله تعالى. توفي سنة أربعين ومائتين.
موقفه من المبتدعة:
عن أبي بكر بن الجنيد، سمعت أبا ثور يقول: لولا أن الله مَنَّ علي بالشافعي للقيت الله وأنا ضال. قدم علينا وأنا أظن الله لم يعبده أحد بغير مذهب الرأي، قال الشافعي: وضع الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأهل دينه موضع الإبانة من كتاب الله مع ما أراد، وفرض طاعته فقال:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (1)، فليس لمفت أن يفتي ولا لحاكم أن يحكم حتى يكون عالما بهما ولا يخالفهما ولا واحدا منهما، وإلا فهو عاص وحكمه مردود، وإن لم يجدهما منصوصين فالاجتهاد أن يطلبهما. (2)
موقفه من الجهمية:
جاء في أصول الاعتقاد: سئل أبو ثور عن ألفاظ القرآن فقال: هذا مما يسعك جهله، والله لا يسألك عز وجل عن هذا. فلا تتكلموا فيه فإن من زعم أن كلامه بالقرآن مخلوق فقد وافق اللفظيين لأنه إذا سمع منك القرآن فزعمت أنه لفظك فقد زعمت أن القرآن مخلوق ولأنك تزعم أن لفظك بالقرآن مخلوق فقد أجبت القوم أنه مخلوق. (3)
موقفه من المرجئة:
عن إدريس بن عبد الكريم المقري قال: سأل رجل من أهل خراسان أبا
(1) النساء الآية (80).
(2)
ذم الكلام (110).
(3)
أصول الاعتقاد (2/ 392 - 393/ 603).
ثور عن الإيمان؟ وما هو؟ يزيد وينقص؟ وقول هو؟ أو قول وعمل؟ وتصديق وعمل؟ فأجابه أبو ثور بهذا، فقال أبو ثور: سألت رحمك الله، وعفا عنك عن الإيمان ما هو؟ يزيد وينقص؟ وقول هو؟ أو قول وعمل وتصديق وعمل؟.
فأخبرك بقول الطوائف واختلافهم: فاعلم يرحمنا الله وإياك أن الإيمان تصديق بالقلب والقول باللسان وعمل بالجوارح. وذلك أنه ليس بين أهل العلم خلاف في رجل لو قال: أشهد أن الله عز وجل واحد وأن ما جاءت به الرسل حق وأقر بجميع الشرائع، ثم قال: ما عقد قلبي على شيء من هذا ولا أصدق به؛ أنه ليس بمسلم، ولو قال المسيح هو الله وجحد أمر الإسلام، وقال لم يعتقد قلبي على شيء من ذلك أنه كافر بإظهار ذلك وليس بمؤمن، فلما لم يكن بالإقرار إذا لم يكن معه التصديق مؤمنا ولا بالتصديق إذا لم يكن معه الإقرار مؤمنا حتى يكون مصدقا بقلبه مقرا بلسانه. فإذا كان تصديق بالقلب وإقرار باللسان، كان عندهم مؤمنا، وعند بعضهم لا يكون حتى يكون مع التصديق عمل، فيكون بهذه الأشياء إذا اجتمعت مؤمنا. فلما نفوا أن الإيمان شيء واحد وقالوا: يكون بشيئين في قول بعضهم وثلاثة أشياء في قول غيرهم لم يكن مؤمنا إلا بما اجتمعوا عليه من هذه الثلاثة الأشياء. وذلك أنه إذا جاء بالثلاثة أشياء فكلهم يشهد أنه مؤمن، فقلنا بما اجتمعوا عليه من التصديق بالقلب والإقرار باللسان وعمل بالجوارح، فأما الطائفة التي زعمت أن العمل ليس من الإيمان، فيقال لهم: ما أراد الله عز وجل من العباد إذ قال