الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة" (1). قال يزيد بن هارون: إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم .. ؟. (2)
موقفه من الرافضة:
- قال أبو سعيد: وسمعت الدقيقي يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: لا يصلى خلف الرافضي. (3)
- قال يزيد بن هارون: يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون. (4)
موقفه من الجهمية:
- روى الخطيب بسنده إلى يحيى بن أكثم قال: قال لنا المأمون: لولا مكان يزيد بن هارون، لأظهرت: القرآن مخلوق. فقال بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين، ومن يزيد حتى يكون يتقى؟ قال: فقال ويحك، إني لا أتقيه لأن له سلطانا أو سلطنة ولكن أخاف إن أظهرته فيرد علي فيختلف الناس وتكون فتنة وأنا أكره الفتنة. قال: فقال له الرجل فأنا أخبر لك ذلك منه. قال: فقال له: نعم قال: فخرج إلى واسط فجاء إلى يزيد فدخل عليه المسجد وجلس إليه. فقال له: يا أبا خالد، إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أريد أن أظهر القرآن مخلوق. فقال: كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين
(1) أحمد (4/ 437) وأبو داود (3/ 11/2484) والحاكم (4/ 450) وقال: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي.
(2)
المحدث الفاصل (177 - 178) وشرف أصحاب الحديث (ص.26).
(3)
الشريعة (3/ 567/2082).
(4)
المنهاج (1/ 60) والميزان (1/ 28).
لا يحمل الناس على مالا يعرفونه، فإن كنت صادقا فاقعد إلى المجلس فإذا اجتمع الناس فقل. قال: فلما أن كان من الغد اجتمع الناس فقام فقال: يا أبا خالد رضي الله عنك، إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك: إني أردت أن أظهر القرآن مخلوق فما عندك في ذلك؟ قال كذبت على أمير المؤمنين، أمير المؤمنين ما يحمل الناس على ما لا يعرفونه، وما لم يقل به أحد. قال: فقدم. فقال: يا أمير المؤمنين كنت أنت أعلم قال: كان من القصة كيت وكيت، قال فقال له: ويحك تلعب بك. (1)
" التعليق:
هؤلاء هم العلماء حقا. جعل الله لهم الهيبة وجعل الرهبة والخوف في قلوب ملوكهم وأمرائهم، أين يزيد من الجيش العرمرم الذي كان تحت سلطة المأمون، ولكنه العلم النافع والعمل الصادق، وهذه هي سير السلف الصالح منذ بدايتهم إلى نهايتهم. نسأل الله أن يجعلنا على منهاجهم.
- قال الذهبي في السير: وقد كان يزيد رأسا في السنة معاديا للجهمية، منكرا تأويلهم في مسألة الاستواء. (2)
- وفي أصول الاعتقاد: عن شاذ بن يحيى الواسطي يقول: كنت قاعدا عند يزيد بن هارون، فجاء رجل فقال: يا أبا خالد، ما تقول في الجهمية؟ قال يستتابون: إن الجهمية غلت ففرغت في غلوها إلى أن نفت، وإن المشبهة
(1) تاريخ بغداد (14/ 342).
(2)
السير (9/ 362).
غلت ففرغت في غلوها حتى مثلت، فالجهمية يستتابون والمشبهة -كذا- رماهم بأمر عظيم. (1)
" التعليق:
وهذه هي العبارة التي يقررها دائما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم ومن تبعهم بإحسان، فلماذا الحقد على الشيخين؟ فالحاقد والمبغض لهما مبغض لأئمة السلف قاطبة. فما خرج الشيخان عنهم.
- وفي السنة: وحدثني إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي قال: كنا عند يزيد بن هارون وشاذ بن يحيى يناظره في شيء من أمر المريسي، وهو يدعو عليه، فتفرقنا على أن يزيد قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وجعل شاذ بن يحيى يلعن المريسي. (2)
- وفيها: قال عبد الله: حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي، سمعت شاذ بن يحيى وأثنى عليه خيرا قال حلف لي يزيد بن هارون في بيته: والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من قال القرآن مخلوق فهو زنديق. (3)
- وقال عبد الله: حدثني إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، سمعت يزيد بن هارون يقول: لعن الله الجهم ومن قال بقوله، كان كافرا جاحدا ترك الصلاة
(1) أصول الاعتقاد (3/ 587/934).
(2)
السنة (ص.37).
(3)
السنة (ص.17) ونحوه في الإبانة (2/ 50/246) والشريعة (2/ 83/722) وخلق أفعال العباد (ص.9).
أربعين يوما يزعم يرتاد دينا. وذلك أنه شك في الإسلام، قال يزيد: قتله سالم ابن أحوز على هذا القول. (1)
" التعليق:
هكذا حال رؤوس البدع، تجدهم شاَكّين في الإسلام لا ثبات عندهم.
- قال عبد الله: حدثني إسحاق بن البهلول قال: قلت ليزيد بن هارون: أصلي خلف الجهمية؟ قال: لا، قلت: أصلي خلف المرجئة؟ قال: إنهم لخبثاء. (2)
- وقال: حدثني عباس العنبري، حدثنا ابن يحيى، سمعت يزيد بن هارون وقيل له من الجهمية؟ قال: من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي. (3)
- وأخرج الخلال بسنده إلى أحمد بن أبي الحارث، قال: سألت يزيد ابن هارون، فقلت: إن عندنا ببغداد رجل يقال له المريسي يقول: القرآن مخلوق. فقال: أما في فتيانكم أحد يفتك به؟. (4)
- وله بسنده إلى عمر بن عثمان الواسطي (ابن أخي علي بن عاصم) قال: مر بي يزيد بن هارون وأنا في الدكان، فصعد إلي، فقلت: يا أبا خالد
(1) السنة لعبد الله (ص.37) وأصول الاعتقاد (3/ 422/631) والإبانة (2/ 94/325) والسنة للخلال (5/ 87/1688).
(2)
السنة (ص.17) والسنة للخلال (5/ 92).
(3)
السنة (ص.17).
(4)
السنة للخلال (5/ 101) والسير (10/ 210).
بلغني أن ببغداد رجل يقول: إن المريسي يقول القرآن مخلوق. فقال: من قال القرآن مخلوق، فهو كافر. (1)
- جاء في الإبانة: عن محمد بن مجاهد قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر، ومن لم يكفره، فهو كافر، ومن شك في كفره، فهو كافر. (2)
- وفيها: قال عمرو بن عثمان الواسطي -ابن أخي علي بن عاصم-: سألت هشيما، وجريرا، والمعتمر، ومرحوما، وعمي علي بن عاصم، وأبا بكر بن عياش، وأبا معاوية، وسفيان، والمطلب بن زياد، ويزيد بن هارون عن من قال: القرآن مخلوق، فقالوا: زنادقة. قلت ليزيد بن هارون: يقتلون يا أبا خالد بالسيف؟ قال: بالسيف. (3)
- وفيها: عن أحمد بن إبراهيم قال: سمعت يزيد بن هارون وذكر الجهمية فقال: هم والله الذي لا إله إلا هو، زنادقة عليهم لعنة الله. (4)
- وفيها: قال: وسمعت يزيد بن هارون يقول وقد ذكر الجهمية، فقال: هم كفار لا يعبدون شيئا. (5)
- وفيها: عن أحمد بن إبراهيم، قال: حدثني الثقة قال: سمعت يزيد بن
(1) السنة لخلال (5/ 101).
(2)
الإبانة (2/ 12/57/ 257).
(3)
الإبانة (2/ 12/57/ 258).
(4)
الإبانة (2/ 12/64/ 275) والشريعة (1/ 221/182) والسنة لعبد الله (ص.17) والسنة للخلال (5/ 90 - 91).
(5)
الإبانة (2/ 13/100/ 338).
هارون يقول: بشر المريسي وأبو بكر الأصم كافران حلالا الدم. (1)
- وفيها: عن حامد البلخي قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: المريسي حلال الدم، يقتل فإن حي قتل، فإن حي قتل، فإن حي قتل، أخبر يا حامد أهل خراسان عني بهذا الكلام. (2)
- قال أبو عثمان الصابوني في عقيدته: وروى يزيد بن هارون في مجلسه، حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله في الرؤية، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنكم تنظرون إلى ربكم كما تنظرون إلى القمر ليلة البدر"(3) فقال له رجل في مجلسه: يا أبا خالد ما معنى هذا الحديث؟ فغضب وحرد وقال: ما أشبهك بصبيغ وأحوجك إلى مثل ما فعل به، ويلك، ومن يدري كيف هذا، ومن يجوز له أن يجاوز هذا القول الذي جاء به الحديث، أو يتكلم فيه بشيء من تلقاء نفسه إلا من سفه نفسه واستخف بدينه؟ إذا سمعتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعوه، ولا تبتدعوا فيه فإنكم إن اتبعتموه، ولم تماروا فيه سلمتم، وإن لم تفعلوا هلكتم. (4)
(1) الإبانة (2/ 13/101/ 342) وخلق أفعال العباد (ص.21).
(2)
الإبانة (2/ 13/103 - 104/ 349).
(3)
انظر تخريجه في مواقف وكيع بن الجراح سنة (196هـ).
(4)
عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص.236 - 237).