الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأرزاق، وجرت بينه وبين المأمون بعد أشياء لم تذكر في هذا الكتاب. (1)
- قال أبو أيوب -عبد الوهاب بن عمرو-: وأخبرني العطاف بن مسلم عن هؤلاء المسلمين في صدر هذا الكتاب، وعن غيرهم من أصحاب المكي: أن عبد العزيز قال: اجتمعت مع أمير المؤمنين بعد هذا المجلس، فجرت بيني وبينه مناظرات كثيرة، فقال لي بعدما جرى بيننا: ويحك يا عبد العزيز، قل القرآن مخلوق، فوالله لأوطئن الرجال عقبك، ولا نوهن باسمك، فإن لم تقل، فانظر ما ينزل بك مني. فقلت: يا أمير المؤمنين، إن القلوب لا ترد بالرغبة ولا بالرهبة، ترغبني فتقول: قل حتى أفعل لك، وإن لم تفعل، انظر ماذا ينزل بك مني، فيميل إليك لساني ولا ينطق لك قلبي، فأكون قد نافقتك يا أمير المؤمنين. فقال: ويحك فبماذا ترد القلوب؟ قال: قلت: بالبصائر يا أمير المؤمنين، بصرني من أين القرآن مخلوق؟ فقال لي: صدقت. (2)
موقف السلف من أحمد بن أبي دؤاد (240 ه
ـ)
ابتداعه وضلاله وتجهمه:
للسلف مواقف كثيرة من هذا الضال المبتدع ذكرت في ثنايا هذه المسيرة المباركة هذه بعضها:
- قال الذهبي في السير: قال عون بن محمد الكندي: لعهدي بالكرخ،
(1) الإبانة (2/ 14/226 - 248/ 426).
(2)
الإبانة (2/ 14/248/ 427).
ولو أن رجلا قال: ابن أبي دؤاد مسلم، لقتل. ثم وقع الحريق في الكرخ، فلم يكن مثله قط. فكلم ابن أبي دُؤاد المعتصم في الناس، ورققه إلى أن أطلق له خمسة آلاف ألف درهم، فقسمها على الناس، وغرم من ماله جملة. فلعهدي بالكرخ، ولو أن إنسانا، قال: زر أحمد بن أبي دُؤاد وسخ، لقتل. (1)
- وقال: وقد كان ابن أبي دؤاد يوم المحنة إلبا على الإمام أحمد، يقول: يا أمير المؤمنين، اقتله، هو ضال مضل. قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي سمعت بشر بن الوليد يقول: استتبت أحمد بن أبي دؤاد من قوله: القرآن مخلوق في ليلة ثلاث مرات، ثم يرجع. (2)
- وقد كان ابن أبي دؤاد محسنا إلى علي بن المديني بالمال، لأنه بلديه ولشيء آخر، وقد شاخ ورمي بالفالج، وعاده عبد العزيز الكناني، وقال: لم آتك عائدا، بل لأحمد الله على أن سجنك في جلدك. (3)
- وفي تاريخ بغداد عن أحمد بن المعدل أنه قال: كتب ابن أبي دؤاد إلى رجل من أهل المدينة -يتوهم أنه عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد-: إن بايعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت منه حسن المكافأة، وإن امتنعت لم تأمن مكروهه. فكتب إليه: عصمنا الله وإياك من الفتنة، وكأنه إن يفعل فأعظم بها نعمة، وإلا فهي الهلكة، نحن نرى الكلام في القرآن بدعة، يشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب ما ليس
(1) السير (11/ 170).
(2)
السير (11/ 170).
(3)
السير (11/ 170).
عليه، ولا يعلم خالقا إلا الله، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، فانته بنفسك ومخافتك إلى اسمه الذي سماه الله به، وذر الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون، ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين. فلما وقف على جوابه أعرض عنه فلم يذكره. (1)
- وفيه أيضا: من شعر أبي الحجاج الأعرابي:
نكست الدين يا ابن أبي دؤاد
…
فأصبح من أطاعك في ارتداد
زعمت كلام ربك كان خلقا
…
أما لك عند ربك من معاد
كلام الله أنزله بعلم
…
وأنزله على خير العباد
ومن أمسى ببابك مستضيفا
…
كمن حل الفلاة بغير زاد
لقد أظرفت يا ابن أبي دؤاد
…
بقولك أنني رجل إيادي (2)
أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الجزري (3)(من الطبقة العاشرة)
عبد الله بن محمد بن إسحاق الجزري أبو عبد الرحمن الأذرمي الموصلي، روى عن إسحاق بن يوسف الأزرق، وحكام بن سلم الرازي وداود بن عطاء المديني وسفيان بن عيينة وغيرهم. وروى عنه أبو داود والنسائي وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، وأبو حاتم الرازي وخلق. قال أبو حاتم والنسائي: ثقة. وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: كان الواثق بالله أشخص
(1) تاريخ بغداد (4/ 151).
(2)
تاريخ بغداد (4/ 152 - 153).
(3)
تاريخ بغداد (10/ 74) وتهذيب الكمال (16/ 42 - 43) وتهذيب التهذيب (6/ 4) وتقريب التهذيب (1/ 528).