الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم
…
وخبرت ما وصلوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا
…
وإذا المودة أكبر الأنساب
ومنها:
إن الكريم ليخفي عنك عسرته
…
حتى تراه غنيا وهو مجهود
وللبخيل على أموالهم علل
…
زرق العيون عليها أوجه سود
بث النوال ولا يمنعك قلته
…
فكل ما سد فقرا فهو محمود
توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
موقفه من الجهمية:
روى ابن بطة في الإبانة بسنده إلى أبي علي محمد بن سعيد بن الحسن قال: دخل العتابي على المأمون، وعنده بشر المريسي، فقال المأمون: ناظر بشرا في الرأي؟
فقال العتابي: يا أمير المؤمنين الإيناس قبل
…
(1) فإنه لا يحمد المرء في أول وهلة على صوابه، ولا يذم على خطأه، لأنه بين حالين من كلام قد هيأه أو حصر، ولكنه يبسط بالمؤانسة، ويبحث بالمثاقبة، فقال له: ناظر بشرا في الرأي، فقال العتابي: يا أمير المؤمنين إن لأهل الرأي أغاليط وأغاليق واختلافا في آرائهم، وأنا واصف لأمير المؤمنين ما أعتقده من ذلك، لعل صفتي تأتي على ما يحاول أمير المؤمنين، إن أمر الديانة أمران:
أحدهما لا يرد إلا جحدا لأنه القرآن، وهو الأصل المعروض عليه كل
(1) في هامش الإبانة كلمة غير واضحة لعلها المناظرة.
حجة وعلم كل حادث لا نرد سؤل من انتحله حجة، فما وضحت فيه آية من كتاب الله مجمع على تأويلها أو سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا اختلاف فيها أو إجماع من العلماء أو مستنبط تعرف العقول عدله لزمهم الديانة به والقيام عليه وما لم يصح فيه آية من كتاب الله مجمع على تأويلها ولا سنة تلزمهم الديانة بها، ولا القيام عليه، كان عليهم العهد والميثاق في الوقوف عنده، كذلك نقول في التوحيد فما دونه وفي أرش الخدش فما فوقه، فما أضاء لي نوره اصطفيته وما عمي عني نوره نفيته وبالله التوفيق.
فقال المأمون اكتبوا هذا الكلام وخلدوه ببيت الحكمة. (1)
" التعليق:
سبحان من طبع على قلب المأمون، يسمع مثل هذا ويعجبه ويرتضيه، ومع ذلك يستمر على ضلاله الذي تبناه، فلا أدري إن كان حب الظهور هو الذي دفعه إلى هذا، أو هذا حقيقة عقيدة اقتنع بها وأراد حمل الناس عليها فالله أعلم، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
آدم بن أبي إياس (2)(220 هـ)
هو الإمام الحافظ القدوة، أبو الحسن الخراساني المروذي، ثم البغدادي، ثم العسقلاني. نشأ ببغداد، وسمع بها الكثير، وبالحرمين والكوفة والبصرة
(1) الإبانة (2/ 537/670).
(2)
تاريخ بغداد (7/ 27 - 30) وتاريخ الإسلام (حوادث 211 - 220/ص.59 - 62) وسير أعلام النبلاء (10/ 335 - 338) وطبقات ابن سعد (7/ 490).