الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحد أعلام الحديث مولى بني الحريش بن كعب بن عامر. حدث عن جرير ابن عبد الحميد وابن عيينة وهشيم بن بشير ووهب بن جرير وعبد الرزاق بن همام وعدة. حدث عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه وإبراهيم الحربي وابنه أحمد وطائفة. قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتا حافظا متقنا. وقال الذهبي: كان من كبار أئمة الأثر ببغداد، وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة صاحب التاريخ الكبير.
توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.
موقفه من الجهمية:
- جاء في السنة لعبد الله عن أحمد بن إبراهيم، سمعت يحيى بن معين وأبا خيثمة يقولان: القرآن كلام الله وهو غير مخلوق. (1)
- وفي السنة للخلال عن محمد بن منصور قال: كنا نمضي إلى سعدويه، قال: فكان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة وعدة قال: فتلقانا بشر المريسي قال: فتصدى له أبو خيثمة ثم التفت إلينا، فقال: رأيتم قط أشبه باليهود منه؟ قال: فجعل أحمد بن حنبل رحمه الله يقول لأبي خيثمة رحمه الله: ستورثني يا أبا خيثمة، رأيت مثل ذلك الوجه. (2)
- جاء في أصول الاعتقاد عن أحمد بن زهير قال: سمعت أبي ما لا أحصي كثرة يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق ولا نعرف غير هذا. (3)
(1) السنة لعبد الله (34).
(2)
السنة للخلال (5/ 102).
(3)
أصول الاعتقاد (2/ 293/455).
- وفيه عنه قال: من زعم أن القرآن كلام الله مخلوق، فهو كافر ومن شك في كفره فهو كافر. (1)
" التعليق:
وهذا عام في كل من لم يكفر الكافر، ومن ظهر شركه وبدعته وفسقه، فهذه الأحكام من ظهرت له من صاحبه ولم ينسبه إليها فهو مثله، وليس كجهلة أهل هذا الزمان، الذين يقولون بزعمهم: لا ينبغي لنا أن نكفر أحدا ونجعله مشركا أو مبتدعا.
نعم هذا لا يجوز قطعا، ولكن إذا صح الوصف على المسمى، فما الحيلة إذا كان كفره واضحا وشركه واضحا وبدعته واضحة؟ فإن قيل: من باب الورع، فهذا كذب، فالورع أن تنزل الأشياء في مواضعها وأن تزنها بميزان الشرع.
وأما قول بعضهم: فهذه الأحكام تفرق الكلمة، فنقول: لا جمع الله كلمة على شرك أو بدعة إلى يوم القيامة، فكلمة لا تجتمع على التوحيد الخالص، وتجمع لا يقوم على عقيدة صحيحة مناهضة لكل شرك وبدعة وخرافة، لا خير فيه.
(1) أصول الاعتقاد (2/ 282 - 283/ 430).