الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} (1) فطمأنينة قلبه زيادة في إيمانه. (2)
- وعن أبي سلمة الخزاعي قال: قال مالك وشريك وأبو بكر بن عياش وعبد العزيز بن أبي سلمة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد: الإيمان المعرفة والإقرار والعمل. (3)
- وعن الوليد بن مسلم قال سمعت أبا عمرو يعني الأوزاعي ومالكا وسعيد بن عبد العزيز يقولون: ليس للإيمان منتهى هو في زيادة أبدا وينكرون على من يقول إنه مستكمل الإيمان وإن إيمانه كإيمان جبريل. (4)
- وعن الوليد قال: سمعت أبا عمرو -يعني الأوزاعي- ومالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز لا ينكرون أن يقولوا أنا مؤمن ويأذنون في الاستثناء أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله. (5)
موقفه من القدرية:
- جاء في الاعتصام قال: ثم حكي أيضا عن مالك أنه قال: لا تجالس القدري ولا تكلمه إلا أن تجلس إليه فتغلظ عليه، لقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ
(1) البقرة الآية (260).
(2)
أصول الاعتقاد (5/ 1031/1743).
(3)
السنة لعبد الله (83) وأصول الاعتقاد (4/ 931/1587).
(4)
السنة لعبد الله (92 - 93) والإبانة (2/ 901/1259).
(5)
الإبانة (2/ 873/1192) والسنة لعبد الله (100).
ورسوله} (1) فلا توادوهم. (2)
- وجاء في أصول الاعتقاد: قال عبد الله بن أحمد عن أبيه أحمد بن حنبل أنه قال: كان ثور بن يزيد الكلاعي يرى القدر وكان من أهل حمص، أخرجوه ونفوه لأنه كان يرى القدر.
قال: وبلغني أنه أتى المدينة فقيل لمالك: قد قدم ثور فقال: لا تأتوه. فقال: لا يجتمع عند رجل مبتدع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (3)
- جاء في السير: ولمالك رحمه الله رسالة في القدر كتبها إلى ابن وهب وإسنادها صحيح. (4)
- وجاء في السنة لابن أبي عاصم قال: حدثنا سلمة حدثنا مروان بن محمد الطاطري قال: سمعت مالك بن أنس يسأل عن تزويج القدري فقرأ: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ} (5). (6)
- وجاء في أصول الاعتقاد: قال أبو سهيل قال لي عمر بن عبد العزيز ما تقول في القدرية قال: قلت أرى أن تستتيبهم، فإن تابوا وإلا عرضتهم على السيف، قال عمر: ذلك رأيي قال أبو مسهر: قلت لمالك: يا أبا عبد الله
(1) المجادلة الآية (22).
(2)
الاعتصام (1/ 173 - 174).
(3)
أصول الاعتقاد (4/ 801/1337).
(4)
السير (8/ 88) وقد أثنى على هذه الرسالة القاضي عياض انظر ترتيب المدارك (1/ 204).
(5)
البقرة الآية (221).
(6)
السنة لابن أبي عاصم (1/ 88) وأصول الاعتقاد (4/ 808/1352).
وهو رأيك؟ قال نعم. (1)
- وقال اللالكائي: وجدت بخط أبي أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي وقد أجاز لي الرواية عنه- قال: قرأت على أبي بكر الأبهري (كتاب شرح ابن عبد الحكم) عن مالك أنه قال في القدرية يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا. فقلت له: من القدرية عند مالك الذين قال فيهم هذا؟ فقال: روى ابن وهب عنه أنه قال: الذين يقولون إن الله لم يخلق المعاصي. وروى عنه عبد الرزاق أنهم الذين يقولون: إن الله لا يعلم الشيء قبل كونه. (2)
- وجاء في السير: عن مالك -وسئل عن الصلاة خلف أهل البدع القدرية وغيرهم- فقال: لا أرى أن يصلى خلفهم. قيل: فالجمعة؟ قال: إن الجمعة فريضة، وقد يذكر عن الرجل الشيء، وليس هو عليه. فقيل له: أرأيت إن استيقنت، أو بلغني من أثق به، أليس لا أصلي الجمعة خلفه؟ قال: إن استيقنت. كأنه يقول: إن لم يستيقن ذلك، فهو في سعة من الصلاة خلفه. (3)
- وقال سحنون: وقال أشهب سئل مالك عن القدرية فقال: قوم سوء فلا تجالسوهم، قيل ولا يصلى خلفهم؟ فقال: نعم. (4)
- وعنه، قال: القدرية، لا تناكحوهم، ولا تصلوا خلفهم. (5)
- وفي الإبانة: سئل مالك عن أهل القدر: أيكف عن كلامهم
(1) أصول الاعتقاد (4/ 784/1315) والسنة (147) وبنحوه في السير (8/ 100).
(2)
أصول الاعتقاد (4/ 775 - 776/ 1301).
(3)
السير (8/ 68) والإبانة (2/ 10/257/ 1862).
(4)
أصول السنة لابن أبي زمنين (305).
(5)
السير (8/ 103).
وخصومتهم أفضل؟ قال: نعم، إذا كان عارفا بما هو عليه؛ قال: ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ويخبرهم بخلافهم، ولا يواضعوا القول ولا يصلى خلفهم؛ قال مالك: ولا أرى أن ينكحوا. (1)
- وروي عن مالك أنه سئل عن القدري الذي يستتاب؟ قال: الذي يقول: إن الله عز وجل لم يعلم ما العباد عاملون حتى يعملوا. (2)
- وعن مالك بن أنس أنه قال: ما من شيء أبين في الرد على أهل القدر من قول الله عز وجل: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (3) وقال عز وجل: {إن هي إلا فتنتك تصيب بها من تشاء} (4). وقال: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (5) وقال عز وجل: {لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} (6) وقال مالك رحمه الله تعالى: ومثل هذا في القرآن كثير. (7)
(1) الإبانة (2/ 10/256 - 257/ 1861).
(2)
أصول الاعتقاد (4/ 808/1353).
(3)
الإنسان الآيتان (30و31).
(4)
الأعراف الآية (155).
(5)
إبراهيم الآية (27).
(6)
الإسراء الآية (4).
(7)
أصول السنة لابن أبي زمنين (206).
- وجاء في السير: عن ابن وهب سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر: نعم. قال الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هداها} (1). (2)
- وقال مالك بن أنس: ما أضل من يكذب القدر، لو لم تكن عليهم حجة إلا قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} (3)؛ لكفى به حجة. (4)
- وقد ساق الإمام مالك رحمه الله في موطئه من الأحاديث ما فيه الكفاية للرد على القدرية بينتها بحمد الله في جزء مستقل سميته عقيدة الإمام مالك وقد طبع والحمد لله.
حماد بن زيد بن درهم (5)(179 هـ)
العلامة، الحافظ الثبت، محدث الوقت حَمَّاد بن زَيْد بن دِرْهَم أبو إسماعيل الأزدي مولى آل جرير بن حازم البصري، الأزرق الضرير، أحد الأعلام أصله من سجستان: سُبي جده درهم منها. سمع من أنس بن سيرين وعمرو بن دينار وأبي عمران الجوني وروى عنه إبراهيم بن أبي عبلة وسفيان،
(1) السجدة الآية (12).
(2)
السير (8/ 99).
(3)
التغابن الآية (2).
(4)
الإبانة (2/ 10/256/ 1858) والشريعة (1/ 435 - 436/ 549).
(5)
طبقات ابن سعد (7/ 286 - 287) والجرح والتعديل (1/ 176 - 183) والسير (7/ 456 - 466) وتهذيب الكمال (7/ 239 - 252) والحلية (6/ 257 - 267) ومشاهير علماء الأمصار (157) وتذكرة الحفاظ (1/ 228 - 229) وشذرات الذهب (1/ 292).
وشعبة وهم من شيوخه وعبد الوارث بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن المبارك. قال عبد الرحمن بن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: سفيان الثوري بالكوفة ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام وحماد بن زيد بالبصرة. وقال يحيى بن معين: ليس أحد أثبت من حماد بن زيد، وقال يحيى ابن يحيى النيسابوري: ما رأيت شيخا أحفظ من حماد بن زيد، وقال أحمد بن حنبل: حماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين، هو أحب إلي من حماد ابن سلمة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم أر أحدا قط أعلم بالسنة ولا بالحديث الذي يدخل في السنة من حماد بن زيد. وقال عبد الرحمن بن خراش الحافظ: لم يخطئ حماد بن زيد في حديث قط، وفيه يقول ابن المبارك:
أيها الطالب علما
…
إيت حماد بن زيد
تقتبس حلما وعلما
…
ثم قيده بقيد
ودع البدعة من
…
آثار عمرو بن عبيد
قال حماد بن زيد في قوله تعالى: {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (1) قال: أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته، إذا قرئ حديثه وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن. قال محمد بن وزير الواسطي: سمعت يزيد بن هارون يقول: قلت لحماد بن زيد: هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟ قال: بلى الله تعالى يقول: {فلولا نَفَرَ مِنْ
(1) الحجرات الآية (2).