الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسأله عبد الله بن مالك: يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه؟ قال: أخبرني، من أطاع الله هل تضره معصية أحد؟ قال: لا، قال: فمن يعصي الله هل تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا، قال: هو الخلاص إن أردت. وكان رضي الله عنه ورحمه يبذل النصح للأمراء.
من أقواله رضي الله عنه ورحمه: قال: كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا، وبخشية الله علما، وبالاغترار جهلا. وقال: يا مسكين، أنت مسيء وترى أنك محسن، وأنت جاهل وترى أنك عالم، وتبخل وترى أنك كريم، وأحمق وترى أنك عاقل، أجلك قصير وأملك طويل. قال الذهبي معلقا: إي والله، صدق وأنت ظالم وترى أنك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنك متورع، وفاسق وتعتقد أنك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله. مات رحمه الله سنة سبع وثمانين ومائة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في ذم الكلام عنه قال: الحياة الطيبة الإسلام والسنة. (1)
- وروى أبو نعيم في الحلية عن عبد الصمد بن يزيد قال سمعت الفضيل يقول: لأن آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة، فإني إذا أكلت عندهما لا يقتدى بي وإذا أكلت عند صاحب بدعة اقتدى بي الناس. (2)
(1) ذم الكلام (ص.237).
(2)
الحلية (8/ 103 - 104) وفي أصول الاعتقاد طرف منه (4/ 706/1149).
- وفيها: أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. (1)
- وفيها: عمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة. (2)
- وفيها: ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة. (3)
- وفيها: من جلس إلى صاحب بدعة فاحذره. (4)
- وفيها: صاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك. ولا تجلس إليه، فمن جلس إليه ورثه الله عز وجل العمى .. (5)
- وفيها: وإذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله، فإني أرجو له؛ لأن صاحب السنة يعرض كل خير، وصاحب البدعة لا يرتفع له إلى الله عمل وإن كثر عمله. (6)
- وقال: إن لله عز وجل ملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك، لا يكون مع صاحب بدعة فإن الله تعالى لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة. (7)
- وفيها: أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن
(1) الحلية (8/ 103) والإبانة (2/ 3/468/ 470) وأصول الاعتقاد (4/ 706/1149).
(2)
الحلية (8/ 103) وأصول الاعتقاد (4/ 706/1149) وطبقات الحنابلة (2/ 42) والإبانة (2/ 3/460/ 439) وأورد الشاطبي بعضه في الاعتصام (1/ 121).
(3)
انظر الإحالة السابقة.
(4)
الحلية (8/ 103) وأصول الاعتقاد (4/ 706/1149).
(5)
الحلية (8/ 103) وأصول الاعتقاد (1/ 156/264) والإبانة (2/ 3/459/ 437).
(6)
الحلية (8/ 103 - 104) وأصول الاعتقاد (1/ 157/272).
(7)
الحلية (8/ 103 - 104) وأصول الاعتقاد (1/ 156/265) والإبانة (2/ 3/460/ 438.).
أصحاب البدعة. (1)
- قال: إن لله عبادا يحيي بهم العباد والبلاد، وهم أصحاب سنة، من كان يعقل ما يدخل جوفه من حله، كان في حزب الله تعالى. (2)
- وجاء عنه قال: اتبع طرق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين. (3)
- وجاء في الإبانة عنه قال: إذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق آخر. (4)
- وجاء في ذم الكلام عنه قال: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه. (5)
- وعنه قال: الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ولا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق. (6)
" التعليق:
ما أحسن هذا وأصدقه على أهل عصرنا هذا!! والله المستعان.
(1) الحلية (8/ 103) وأصول الاعتقاد (1/ 156/267).
(2)
الحلية (8/ 104) وأصول الاعتقاد (1/ 72/51).
(3)
الاعتصام (1/ 112).
(4)
الإبانة (2/ 3/475/ 493) وأصول الاعتقاد (1/ 155/259) وتلبيس إبليس (ص.23) وطبقات الحنابلة (2/ 42).
(5)
الإبانة (2/ 3/460/ 440) وذم الكلام (ص.220) وتلبيس إبليس (ص.23) وطبقات الحنابلة (2/ 42).
(6)
أصول الاعتقاد (1/ 156/266) والإبانة (2/ 3/456/ 429). والطرف الأخير منه في طبقات الحنابلة (2/ 43).
- جاء في ذم الكلام عنه قال: لا يشم مبتدع رائحة الجنة أو يتوب. (1)
- وجاء في الإبانة وذم الكلام عنه قال: لا تجلس مع صاحب هوى فإني أخاف عليك مقت الله. (2)
- جاء في تلبيس إبليس عنه قال: من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام، ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها. (3)
- جاء في أصول الاعتقاد عنه قال: من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام، واحذروا الدخول على أصحاب البدع فإنه يصد عن الحق. (4)
- جاء في السير عنه قال: ورأى قوما من أصحاب الحديث يمرحون ويضحكون فناداهم مهلا يا ورثة الأنبياء مهلا ثلاثا إنكم أئمة يقتدى بكم. (5)
- عن مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: لا تجادلوا أهل الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله. (6)
- وعنه قال: سمعت الفضيل يقول: لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة. (7)
- وعنه قال: سمعت الفضيل يقول: طوبى لمن مات على الإسلام
(1) ذم الكلام (ص.237).
(2)
الإبانة (2/ 3/462/ 451) وذم الكلام (ص.237) وطبقات الحنابلة (2/ 43).
(3)
تلبيس إبليس (ص.23 - 24) وطرفه الأخير في أصول الاعتقاد (4/ 809/1358) وطبقات الحنابلة (2/ 43).
(4)
أصول الاعتقاد (1/ 155/261).
(5)
السير (8/ 435).
(6)
أصول الاعتقاد (1/ 146/223).
(7)
أصول الاعتقاد (1/ 155/262) والإبانة (2/ 3/460/ 441).
والسنة، فإذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله. (1)
- وعنه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: المؤمن يقف عند الشبهة، ومن دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة وإذا أحب الله عبدا وفقه لعمل صالح، فتقربوا إلى الله بحب المساكين. (2)
- وعنه قال: علامة البلاء أن يكون الرجل صاحب بدعة. (3)
- جاء في الإبانة: عن إبراهيم بن نصر قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: كيف بك إذا بقيت إلى زمان شاهدت فيه ناسا لا يفرقون بين الحق والباطل، ولا بين المؤمن والكافر، ولا بين الأمين والخائن، ولا بين الجاهل والعالم، ولا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا. (4)
" التعليق:
قال ابن بطة رحمه الله: فإنا لله وإنا إليه راجعون، فإنا قد بلغنا ذلك وسمعناه وعلمنا أكثره وشاهدناه، فلو أن رجلا ممن وهب الله له عقلا صحيحا وبصرا نافذا فأمعن نظره وردد فكره وتأمل أمر الإسلام وأهله وسلك بأهله الطريق الأقصد والسبيل الأرشد، لتبين له أن الأكثر والأعم الأشهر من الناس قد نكصوا على أعقابهم وارتدوا على أدبارهم، فحادوا عن المحجة وانقلبوا عن صحيح الحجة، ولقد أضحى كثير من الناس يستحسنون ما كانوا يستقبحون، ويستحلون ما كانوا يحرمون، ويعرفون ما كانوا
(1) أصول الاعتقاد (1/ 156/268).
(2)
أصول الاعتقاد (1/ 159/282).
(3)
شعب الإيمان (9473).
(4)
الإبانة (1/ 1/188/ 24).
ينكرون، وما هذه رحمكم الله أخلاق المسلمين ولا أفعال من كانوا على بصيرة في هذا الدين ولا من أهل الإيمان به واليقين.
- وجاء فيها أيضا: بكى فضيل فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أخاف أن يكون الله منكم بريئا، إني أسمع الله يقول:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (1). فأخاف أن لا يكون الله منا في شيء، قال أبو هريرة: نزلت هذه الآية في هذه الأمة. (2)
- قال الفضيل: ليس للمؤمن أن يقعد مع كل من شاء لأن الله عز وجل يقول: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} (3). اهـ (4)
- وفي الإبانة عن عبد الصمد بن يزيد الصايغ قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: الزموا في آخر الزمان الصوامع، يعني البيوت، فإنه ليس ينجو من شر ذلك الزمان إلا صفوته من خلقه. قال: وسمعت الفضيل يقول:
حتى متى لا نرى عدلا نسر به
…
ولا نرى لدعاة الحق أعوانا
قال: ثم بكى الفضيل وقال: اللهم أصلح الراعي والرعية. (5)
(1) الأنعام الآية (159).
(2)
الإبانة (1/ 2/303 - 304/ 141).
(3)
الأنعام الآية (68).
(4)
الإبانة (2/ 3/481/ 516).
(5)
الإبانة (2/ 4/595/ 761).