الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يتحقق لهم الأمر في أن عليًا رضي الله عنه على الحق، ولذلك لم يشتركوا شيئًا من الفريقين.
[باب في أشراط الساعة]
قوله [لا يحدثكم أحد بعدي] لأن الصحابة كانوا قد انقضوا ههنا في البصرة وإن كان بعض من الصحابة حيًا بعد في ديار بعيدة. قوله [قيم وأحد] الظاهر أن معناه القائم بأمورهن وقد تقع أمثال ذلك كثيرًا، وقيل: معناه الزوج وهذا واقع (1) أيضًا وإن كان يقل نسبة إلى الأول.
قوله [إلا والذي بعده شر منه] هذه الشرية كلية فلا ينافيها كون بعض من خلف الحجاج خيرًا منه.
قوله [أمثال الأستوانة] أي في المقدار لا في الشكل. قوله [ثم يدعونه (2) فلا يأخذون منه شيئًا] ووجه ذلك إما كثرة الفتن فلا يشتغل أحد بالأموال وجمعها أو كثرة مالهم (3) من الذهب والفضة فلا يكون لأحد احتياج إليها ولكن الناس كثير منهم يكونون زاهدين أيضًا، ولا يكون لهم أموال ولا افتقار إليها بل استغناء، وبذلك عرفت أن أداء الزكاة في هذا الوقت ليس بعسير بالأداء إلى
(1) زاد في الإرشاد الرضى: كما وقع لمحمد شاه الدهلوي وواجد على شاه اللكهنوي قلت: وكذلك وقع لبعض الأمراء الآخر.
(2)
بفتح الدال المهملة أي يتركونه.
(3)
وفي أشراط الساعة: ومنها كثرة المال وفيضه، روى الشيخان عن أبي هريرة لا تقوم الساعة حتى يكثر المال فيكم الحديث. وهذا وقع في زمن عثمان، كثرت الفتوح حتى اقتسموا أموال الفرس والروم، ووقع في زمان عمر بن عبد العزيز أن الرجل يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبله، وسيقع في آخر الزمان في زمن عيسى عليه السلام، انتهى.
الزاهدين وإن لم يدخروها، ثم اتخاذ أهل الصنائع والحرف فيها مع عدم افتقارهم إليها لكثرة الأموال فموكول إلى الحكام لما أن ذلك داخل في انتظام المملكة.
قوله [إذا كان المغنم دولا (1)] أي إذا اختصت الغنيمة للأمراء خاصة وكانت من حق العامة شرعًا.
قوله [واتخذت (2) القيان والمعازف (3)] القينة المغنية، والمعزف ما يضرب باليد والمزامير بالفم، والمراد شيرع هذه الخصال وكثرتها وإلا فمطلق وجودها قد كان من قبل.
قوله [ريحًا حمراء] أي الذي يرغب منه ونسميها بالآندهي (4) وهي كثيرًا ما يكون لونها أحمر.
قوله [بعثت أنا في نفس الساعة] بتحريك الفاء، والمراد بذلك القرب، فإن من قرب بالشيء حتى يكون بحيث يصل إلى المتقدم ريح نفس المتأخر يكون قريبًا منه لا محالة، ولذلك أشار بتشبيه الساعة ونفسها بأصبعيه فإن للوسطى فضلاً ما
(1) قال القارئ: بكسر الدال وفتح الواو وبضم أوله، جمع دولة بالضم والفتح.
(2)
ببناء المجهول، والقيان جمع قينة.
(3)
قال الدمنتي: بعين فزاي ففاء كمساجد آلات لهو تضرب كدفوف، انتهى.
(4)
وذكر صاحب الإشاعة عدة رياح ذوات أهوال عمت وخصت، منها ما قال: وفي سنة ست وعشرين وثمانمائة في ولاية الأشرف برسبائي هبت بمصر ريح برقة تحمل ترابًا أصفر إلى الحمرة، وذلك قبيل غروب الشفق، فأحمر الأفق جدًا بحيث صار من لا يدري يظن أن بجواره حريقًا، وصارت البيوت كلها ملأي ترابًا يدخل في الأنوف والأمتعة إلى آخر ما قاله.