الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب صفة درجات (1) الجنة] قوله [من صام رمضان إلخ] لما كان فيه معنى النفي صح الاستثناء بعد ذلك، فإن معنى قولك: من يأتيني فله درهم لا يأتيني أحد إلا كان له درهم.
قوله [وهذا عندي أصح إلخ] لأن راوي الحديث هو معاذ لا عبادة، فالراوية عن معاذ هو الصحيح، وقوله بعد ذلك: عطاء لم يدرك معاذًا لا يقدح في صحته، غاية الأمر أن يكون منقطعًا، ويرتفع انقطاعه بثبوت الاتصال في إسناد آخر، ثم أراد المؤلف بيان حديث عبادة الذي قد كان أشار إليه فقال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن إلخ.
[باب في صفة نساء أهل الجنة]
قوله [فروة بن أبي المغراء] بتقديم (2)
(1) ويشكل على أحاديث الباب ما سيأتي في «أبواب فضائل القرآن» من أن درجات الجنة على عدد آيات القرآن، وحمل أكثر المحشين أحاديث الباب على مجرد التكثير دون التحديد، ولو حملت على الثاني فيمكن الجمع عندي بأن منزلاً واحدًا طالما يتضمن عدة منازل قصار فالمائة باعتبار المنازل الكبار، وجملتها تبلغ إلى عدد آي القرآن.
(2)
يعني بالعين المعجمة بعدها راء مهملة، قلت: وبفتح الميم والمد اسمه معد يكرب، وابنه فروة من مشايخ البخاري.
المعجمة على المهملة.
قوله [عبيدة بن حميد] كل عبيدة قارن حميدًا فهو مكبر وتاليه مكبر الرتبة (1) مصغر.
قوله [لكل رجل منهم زوجتان] اختلفت الروايات (2) في ذلك، والظاهر
(1) يعني في كل موضع جاء عبيدة بن حميد فالأول مكبر، والثاني الذي هو كبير رتبة لكونه أبا مصغر تلفظًا، قال صاحب المغني: عبيدة كله بالضم إلا ابن عمرو السلماني، وأبي سفيان، وابن حميد، انتهى.
(2)
كما بسطها الحافظ في الفتح، وفي أكثرها ثنتان وسبعون زوجة، قال: وأكثر ما وقفت عليه من ذلك ما أخرج أبو الشيخ في العظمة، والبيهقي في البعث، من حديث عبد الله بن أبي أوفى رفعه أن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء، وأنه ليفضي إلى أربعة آلاف بكر، وثمانية آلاف ثيب، وفيه راو لم يسم. قال ابن القيم: ليس في الأحاديث الصحيحة زيادة على زوجتين سوى ما في حديث أبي موسى (عند البخاري وغيره) إن في الجنة للمؤمن لخيمة من لؤلؤة فيها أهلون يطوف عليهم، ثم جمع الحافظ ببعض الوجوه الذي ذكرها الشيخ وغيرها، ثم قال: واستدل أبو هريرة بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال كما أخرجه مسلم من طريق ابن سيرين عنه، وهو واضح، لكن يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الكسوف: رأيتكن أكثر أهل النار، ويجاب بأنه لا يلزم من أكثريتهن في النار نفي أكثريتهن في الجنة، لكن يشكل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: اطلعت في الجنة فرأيت أقل ساكنيها النساء، ويحتمل أن يكون الراوي رواه بالمعنى الذي فهمه من أن كونهن أكثر ساكني النار يلزم منه أن يكن أقل ساكني الجنة، وليس ذلك بلازم لما قدمته، ويحتمل أن يكون ذلك في أول الأمر قبل خروج العصاة من النار بالشفاعة، انتهى.
أن ذكر عدد لا ينفي ما فوقه، أو يقال زوجتان من أزواج نساء الدنيا، والباقيات من الحور العين، أو يقال لكل أهل الجنة زوجتان، وما ورد من العدد الزائد على ذلك فهو لأهل درجة خاصة معينة عند الله، والعموم هناك حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل منهم كما قال في هذا الحديث، ليس إلا عموم نوع منهم خاص وصنف، لا عمومًا جنسيًا يشمل كل الأفراد بحيث لا يشذ منه شيء.
قوله [يعطي المؤمن قوة كذا وكذا (1) إلخ] الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم ذكر هناك عددًا أقل من المائة كخمسين أو ستين، فلما تعجبوا منه وسألوا أنه هل يطيق ذلك؟ فإنهم استبعدوا ذلك لما رأوا من حالهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم دافعًا تعجبهم واستبعادهم: كيف لا يطيق خمسين وإنه يعطى قوة مائة، فصح سؤالهم بعد إخباره صلى الله عليه وسلم، أو يقال (2).
قوله [ومجامرهم الألوة إلخ](3).
(1) أي قوة جماع كذا وكذا من النساء، فكذا وكذا كناية عن عدد النساء كخمسين وستين، أو كناية عن مرات الجماع، كعشرين مرة أو أربعين مرة، وعلى هذا فالمعنى إذا كان يعطي قوة مائة امرأة فهو يطيق الجماع أربعين مرة أو خمسين مرة بالبداهة، مأخوذ من شروح المشكاة.
(2)
بياض في المنقول عنه بعد ذلك، وليس في الإرشاد الرضى أيضًا بأكثر مما تقدم عن الشيخ، فالله أعلم بما أراد الشيخ إيراده بعد ذلك.
(3)
بياض في المنقول عنه هاهنا أيضًا، ولم يتعرض عن هذا القول في الإرشاد الرضى، وقال القاري: الألوة بفتح الهمزة ويضم وبضم اللام وتشديد الواو، وحكى ابن التين كسر الهمزة وتخفيف الواو، والهمزة أصلية، وقيل زائد، قال الأصمعي: أراها فارسية عربت، قال النووي: هو العود الهندي، قال الحافظ: المجامر جمع مجمرة وهي المبخرة، سميت مجمرة لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور، وفي المجمع: جمع مجمر بالكسر والضم، فبالكسر موضع وضع النار للبخور، وبالضم ما يتبخر به وأعد له الجمر، وهو المراد هاهنا، أي بخورهم بالألوة. وقال الطيبي: جمع مجمر بفتح الميم ما يوضع فيه الجمر، وبكسرها الآلة. قال الحافظ: قيل جعلت مجامرهم نفس العود، لكن في الرواية الثانية وقود مجامرهم الألوة، فعلى هذا في رواية الباب تجوز، قلت: لا حاجة إلى التجوز على ما قاله الطيبي من جمع آلة، أو على ما في المجمع من جمع مجمرة بالضم، وأشكل على الحديث أن رائحة العود تفوح بوضعه في النار والجنة لا نار فيها، وأجيب باحتمال أن يشتعل بغير نار، بل بقوله كن، وإنما سميت مجمرة باعتبار الأصل، ويحتمل أن يشتعل بنار لا احتراق فيها ولا ضرر، أو يفوح بغير اشتعال، أو يشوي خارج الجنة، أو بأسباب قدرت لإنضاجه ولا تتعين النار. قال القاري: وقد يكون بالنور وهو في غاية من الظهور. قال القرطبي: يقال أي حاجة لهم إلى البخور وريحهم أطيب من المسك؟ ويجاب بأن نعيم أهل الجنة من أكل شرب وطيب ليس عن ألم الجوع والظمأ والنتن، إنما هي لذات مترادفة ونعم متوالية، هكذا في شروح البخاري.