الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[باب ما جاء في الظلم]
قوله [الظلم ظلمات (1) هذا إما على حذف المضاف أي سبب ظلمات أو المعنى أن الظلم نفسه يصور ويعرض في صور ظلمات فالحمل على ظاهره؟ ؟ ؟
[باب ما جاء في تعظيم المؤمن]
قوله [يا معشر من أسلم بلسانه] كأنه أشار بذلك إلى أن من آذى المسلمين وغيرهم فإسلامه ادعائي وليس ذلك دأب المؤمنين.
[باب ما جاء في التجارب]
قوله [لا حليم إلا ذو عثرة] معناه (2) أن العفو عن الزلات لا يكون الأعمن ابتلى بالزلات، وهذا أعم من أن يعزر عليها أم لا أو المعنى لا يكون العفو إلا عمن عزر على الخطايا والزلات، أو المعنى لا يكون الحلم إلا عمن كان يغضب فيضرب ويعزر على تنفيذ غضبه إلى أن عاد حليمًا، واستفادة الحلم في هذا الشق لكونه معزرًا على ترك الحلم.
[باب ما جاء في المتشيع بما لم يعطه]
قوله [كان كلابس ثوبي زور] الظاهر أن معناه كمن لبس ثوبًا تحت ثوب، وليس ذلك وجده (3)، وإنما أراد
(1) قال ابن الجوزي: الظلم يشتمل على معصيتين أخذ مال الغير بغير حق ومبارزة الأمر بالعدل بالمخالفة، وهذه أدهى لأنه لا يكاد يقع الظلم إلا للضعيف الذي لا ناصر له غير الله، وإنما ينشأ من ظلمة القلب لأنه لو استنار بنور الهدى لنظر في العواقب، كذا في العيني.
(2)
قال صاحب المجمع: أي لا يحصل له الحلم حتى يركب الأمور، ويعثر فيها فيعير بها ويستبين مواضع الخطأ، فيجنبها أو لا حليم كاملاً إلا من وقع في زلة وخطاء فيخجل فيجب لذلك أن يستر من رآه على عيونه.
(3)
بالضم والكسر الغني والقدرة، أي ليس لبس الثوبين متظاهرًا من وسعته لكنه يفعل ليظهر غناه، قال صاحب المجمع: قيل تفسيره كانوا إذا اجتمعوا في المحافل كانت لهم جماعة يلبس أحدهم ثوبين حسنين فإن احتاجوا إلى شهادة شهد لهم بزور فيمضون شهادته بثوبيه يقولون: ما أحسن ثيابه وهيئاته فيجيزون شهادته لذلك.
أن يستغر الناس بذلك في المعاملة معه، وقيل: معناه لابس حلة الزور إذ هي ثوبان فكان المراد كونه زورًا من الفرع إلى القدم، أو المعنى لابس ثوبين في الظاهر وليس إلا لابس ثوب، كمن (1) أظهر تحت كمه ثوبًا آخر أو تحت جيبه، ولا يبعد أن يقال ثوبًا زوره إخفاؤه ما كان فيه وإظهاره ما لم يكن فيه، فإن الجاهل مثلاً إذا برز في زي العالم كان مرتكبًا لزورين إخفاء جهله، وإظهار علمه، وكذلك من أظهر ما ليس فيه يكون كذلك.
[آخر أبواب البر والصلة]
(1) كذا فسره به جمع من الشراح، وأورد عليه صاحب المجمع بأن الزور فيه أحد الثوبين لا الثوبان معًا، فتأمل.