الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتقدمًا على السبابة. قوله [فما فضل إحداهما] بإضافة لفظ الفضل إلى ما بعده.
[باب في قتال الترك]
قوله [نعالهم الشعر] الظاهر أن (1) المراد أن نعالهم من جلد لم يبعد عنه الشعر، وذلك لقلة ملابسهم بعادات أهل القرى وتكلفاتهم. قوله [المجان المطرقة إلخ] أي في تدوير (2) الوجوه، وخنس الأنوف.
قوله [فلا كسرى بعده (3)] أي يرتفع هذان اللقبان لغلبة أهل الإسلام ثمة
(1) هذا هو الظاهر في معنى الحديث كما عليه عامة شراح الحديث، وقيل: هو على ظاهره يعني تكون نعالهم بالشعر المضفور، قال البيهقي: وقد وقع ذلك فإن قومًا من الخوارج قد خرجوا بناحية الري، وكانت نعالهم الشعر وقوتلوا، وقيل: يحتمل أن المراد وفور شعرهم حتى يطؤها بأقدامهم هكذا في الإشاعة، وقال الحافظ: الظاهر من الحديث أن الذين ينتعلون الشعر غير الترك، وقد وقع للإسماعيلي من طريق محمد بن عباد بلغني أن أصحاب بابك كانت نعالهم الشعر، وكان بابك من طائفة من الزنادقة استباحوا المحرمات، وقامت لهم شوكة كبيرة في أيام المأمون، وغلبوا على كثير من بلاد العجم، كطبرستان والري إلى أن قتل بابك في أيام المعتصم، وكان خروجه سنة 201 هـ أو قبلها، وقتله في سنة 222 هـ، انتهى.
(2)
وقال القارئ: شبه وجوههم بالترس لتبسطها وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها.
(3)
قال الحافظ: قد استشكل هذا مع بقاء مملكة الفرس لأن آخرهم قتل في زمان عثمان، وأيضًا مع بقاء مملكة الروم، وأجيب بأن المراد لا يبقى كسرى بالعراق، ولا قيصر بالشام، وهذا منقول عن الشافعي قال: وسبب الحديث أن قريشًا كانوا يأتون الشام والعراق تجارًا، فلما أسلموا خافوا انقطاع السفر إليهما لدخولهم في الإسلام فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تطيبيًا لقلوبهم وتبشيرًا لهم بأن ملكهما سيزول عن الإقليمين المذكورين.
فلا يرضون لأنفسهم ما هو من شعار الكفرة، فصار كذلك.
قوله [نار من حضر موت] هذه هي النار المذكورة قبل ذلك أنها تخرج من عدن، وكأنها تمر من بين حضر موت، وهو قريب من عدن، وإن كانت الرواية من بحر حضر موت فالأمر مستغن عن البيان فبحر حضر موت هذا هو البحر بقرب عدن.
(باب (1) في القرن الثالث)
(1) لم يذكر الشيخ هذا الباب، وأنا زدته للتنبيه على أن الشيخ قرر على أحاديث هذا الباب في أبواب الشهادة فأرجع إليه، ولا يذهب عليك ما قال الحافظ في الفتح: أن القرن أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة، ويطلق على مدة من زمان، واختلفوا في تحديدها من عشرة أعوام إلى مائة وعشرين لكن لم أرمن صرح بالسبعين، ولا بمائة وعشرة، وما عدا ذلك فقد قال به قائل، وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرن مائة، وهو المشهور، ولم يذكر صاحب المحكم الخمسين، وذكر من عشر إلى سبعين، ثم قال: هذا هو القدر المتوسط من أعمار أهل كل زمن، وهذا أعدل الأقوال، وبه صرح ابن الأعرابي وقال: إنه مأخوذ من الأقران، والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة، وقد سبق (عند البخاري) في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: وبعثت في خير قرون بني آدم، وفي رواية بريدة عند أحمد خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم، وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل، وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعًا وتسعين، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين. وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوًا من خمسين، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم، واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين، وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورًا فاشيًا وأطلقت المعتزلة ألسنتها، ورفعت الفلاسفة رؤوسها، وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن وتغيرت الأحوال تغيرًا شديدًا، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن وظهر قوله صلى الله عليه وسلم: ثم يفشوا الكذب ظهورًا بينًا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات والله المستعان، انتهى.