الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}: فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}: عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا أتاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ، فَإِذَا ذَهبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللهُ. {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} تَوَعُّدٌ.
(أطرق) يُقال: أَطرَق الرَّجل: إذا سكَت، أو إِذا أَرخَى عينَيه ينظُر إلى الأرض.
(كيما فيعود طبقًا)؛ أي: كَيْما يَسجد، قيل: هو مُشْكلٌ على قَول النُّحاة: إنَّ حَذْف معمولِ هذه النَّواصِب للأفعال لا يَجوز.
* * *
76 - هلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ
(سورة: {هَلْ أَتَى} [الإنسان:1])
يُقَالُ: مَعْنَاهُ: أتى عَلَى الإنْسَانِ، وَ (هلْ): تَكُونُ جَحْدًا وَتَكُونُ خَبَرًا، وَهذَا مِنَ الْخَبَرِ، يَقُولُ: كَانَ شَيْئًا فَلم يَكُنْ مَذْكُورًا، وَذَلِكَ مِنْ حِينِ خَلَقَهُ مِنْ طِينٍ إِلَى أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ. {أَمشاجٍ}: الأَخْلَاطُ؛ مَاءُ الْمَرْأة ومَاءُ الرَّجُلِ، الدَّمُ وَالْعَلَقَةُ، وَيُقَالُ: إِذَا خُلِطَ مَشِيجٌ، كَقَوْلكَ خَلِيطٌ. وَمَمشُوجٌ مِثْلُ مَخْلُوطٍ. وَبُقَالَ {سَلاسِلًا وَأَغلالًا} ، وَلم يُجْرِ بَعضُهُم. {مُستَطِيرًا}: مُمتَدًّا، الْبَلَاءُ وَالْقمطَرِيرُ الشَّدِيدُ، يُقَالَ: يَوْمٌ قَمطَرِيرٌ وَيوْمٌ قُمَاطِرٌ، وَالْعَبُوسُ وَالْقَمطَرِيرُ وَالْقُمَاطِرُ، وَالْعَصِيبُ أَشَدّ مَا يَكُونُ مِنَ الأيامِ فِي الْبَلَاءِ. وَقَالَ معْمَرٌ:{أَسرَهُم} : شِدَّةُ الْخَلْقِ، وَكلُّ
شَيءٍ شَدَدتَهُ مِنْ قتبٍ فَهْوَ مَأْسُورٌ.
قوله: (قال يحيى) يُريد أنَّه ابن زِيَاد الفَرَّاء صاحب "معاني القرآن"، وهذا موجودٌ فيه إلى قوله: الرُّوح.
(وهل تكون جحدًا)، قال السَّفَاقُسي: فيه تَجوُّزٌ، وإنما الاستفهام في الحقيقة استِعلامٌ.
قال (ش): مِن معاني الاستِفهام النَّفْي، ولذلك تدخُل (إلا) بعدَها على الخبَر كما في:{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إلا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].
(وهذا من الخبر) الذي عليه أئمة النُّحاة أنَّها بمعنى: قد على معنى التَّقدير، وحَمَلوا عليه كلامَ ابن عبَّاس، وأنَّ مُراده أنَّها ليستْ للاستِفهام الحقيقي، بل للاستِفهام التَّقريري، وإنما هو تَبْكيتٌ لمَن أنكَر البعْث، وقد عُلم أنَّهم يقولون: نعم قد مضَى دهرٌ طويلٌ لا إنسانَ فيه، فيُقال لهم: والذي أحدَث النَّاسَ بعد أن لم يكونُوا، كيف يمتَنع عليه إحياؤهم بعدَ موتهم؟!.
(كان شيئًا فلم يكن مذكورًا) أي: انتفاءُ هذا المَجموع بانتِفاء صفةٍ لا بانتفاءِ المَوصوف، ووقَع لابن السَّكَن موضعَ:(شيئًا): (نسيًا) بنونٍ في أوَّله، والصَّواب الأوَّل.
(سلاسلًا وأغلالًا، ولم يُجز بعضهم) بجيمٍ مكسورةٍ، وزاي، مِن الجَواز، وعند الأَصِيْلِي: ولم يَجُرَّ براءٍ مشددةٍ، أي: لم يصرفْه.