الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِنَا الْمَغْرِبَ وَلَمْ يَتَوَضَّأ. قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ عَوْدًا وَبَدْأً.
(بالصَّهْباء) بفتح المهملة وسكون الهاء، وبموحَّدةٍ ومدٍّ: مَنزل من خَيْبرَ.
(رَوْحَة) هي ضد الغَدْوَة.
(فلُكْنَاه) من: اللَّوْك، وهو العَلْك.
(عَوْدًا وبَدْءًا)؛ أي: مبتدأً وعائدًا، أي: أولًا وآخرًا، ووجه مناسبة الحديث بالترجمة: اجتماعُهم على لَوْكِ السَّوِيقِ من غيرِ تفرقةٍ بين المريض والصحيح، والبصير والضرير، وقيل: المقصودُ من الحديث قولُه تعالى: {أَوْ صَدِيقِكُمْ} [النور: 61]، وقوله:{جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور: 61]؛ ووجهُ ذلك من الحديث: جمعُ الأزواد وخلطُها واجتماعُهم عليها.
* * *
8 - بابُ الْخُبْزِ الْمُرَقَّقِ، وَالأَكل عَلَى الْخِوَانِ وَالسُّفْرَةِ
(باب الخُبز المُرقَّق، والأكل على الخِوَان)
بكسر الخاء وضمِّها، ويقال: إِخْوَان، وهو الذي يُؤكَل عليه، جمعه: أَخْوِنَةٌ وخُونٌ مُعرَّب، والأكلُ عليها دأبُ المُترَفين وصنعُ الجبابرة.
(والسُّفْرَة) ما يُوضَع عليها الطعامُ، وفي "المجمل": السّفْرَة: الطعام الذي يُتخَذ للمسافر، وأكثرُ ما يُحمَل في جلدٍ مستديرٍ، فنُقل اسمُ الطعام للجلد، وسُمِّيَتْ به كما سُمِّيَتْ المَزَادةُ: راويةً.
* * *
5385 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قتادَةَ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ أَنسٍ وَعِنْدَهُ خَبَّازٌ لَهُ، فَقَالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خُبْزًا مُرَقَّقًا وَلَا
شَاةً مَسْمُوطَةً حَتَّى لَقِيَ اللهَ.
الحديث الأول:
(مَسْمُوطة) بمهملتين: التي يُزال شَعرُها ثم تُشوَى، من: السَّمْط، وهو إزالة الشَّعر.
* * *
5386 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونس -قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ الإسْكَافُ- عَنْ قتادَةَ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطّ، وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلَا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ. قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلَى مَا كَانُوا يَأكلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ.
الثاني:
(سُكُرُّجَة) بمهملتين وكافٍ وراءٍ شديدةٍ مضموماتٍ.
قال (ع): كذا ضبطناه، وقال أبو الفَرَج عن الجَوَاليقي: بضم السين والكاف وفتح الراء مشددةً، وقال بعض اللغويين: صوابه: (أُسْكُرَجة) بهمزة وفتح الراء، وقال ابن مَكِّي: صوابه بفتح الراء: وهي قِصَاعٌ صغارٌ يُؤكَل فيها.
قال التُّورِبِشْتِي: صوابه بفتح الراء؛ لأنه فارسيٌّ مُعرَّبٌ، والراءُ في الأصل مفتوحةٌ، والعَجَمُ يستعملونها في الكَوَاميخ وما أشبهها من الجَوَاريشات على الموائد حول الأطعمة للهضم، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لم يأكلْ على هذه الصفة قطُّ.
(فعلى ما) أثبت الألف، والأكثرُ حذفُها.
(يأكلون) الأصل يأكل؛ لكن جَمَعَ لأن الغالبَ اقتداءُ الصحابة رضي الله عنهم به صلى الله عليه وسلم.
* * *
5387 -
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَني حُمَيْدٌ، أنَّهُ سَمِعَ أَنسًا يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْنِي بِصَفِيَّةَ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَليمَتِهِ، أَمَرَ بِالأَنْطَاعِ فَبُسِطَتْ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهَا التَّمْرُ وَالأَقِطُ وَالسَّمْنُ. وَقَالَ عَمْرٌو، عَنْ أَنسٍ: بَنَى بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ.
الثالث:
(بَنَى بها)؛ أي: دخل عليها، وقد سبق أن هذا يَرُدُّ على قول
الجَوهري: أنه لا يُقال إلا: عليها.
(حَيْسًا) هو خلط من سَمنٍ وتمرٍ ونحوه.
(نِطْع) بكسر النون وفتحها، وسكون الطاء وفتحها.
* * *
5388 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كيْسَانَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الشَّأْمِ يُعَيِّرُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُونَ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ! فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ: يَا بُنَيَّ! إِنَّهُمْ يُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطَاقَيْنِ، هَلْ تَدْرِي مَا كَانَ النِّطَاقَانِ، إِنَّمَا كَانَ نِطَاقِي شَقَقْتُهُ نِصْفَيْنِ، فَأوْكَيْتُ قِرْبَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأحَدِهِمَا، وَجَعَلْتُ فِي سُفْرتهِ آخَرَ، قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ الشَّأمِ إِذَا عَيَّرُوهُ بِالنِّطَاقَيْنِ يَقُولُ: إِيهًا وَالإلَهْ! تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُها.
الرابع:
(يُعَيِّرُوْنَك)؛ أي: يَعيبُون.
(بالنِّطاقَينِ) النِّطَاق بكسر النون: ما يُشَدُّ به الوسط، وشُقَّةٌ تلبَسُها المرأةُ وتَشدُّ وسطَها، ثم تُرسَل الأعلى على الأسفل إلى الرُّكبة، والأفصح تعدِّي (عَيَّرَ) بنفسه.
(ما كان النِّطاقَين) صوابه: النِّطاقان.
(فأوْكَيْتُ) من: الوِكَاء، وهو ما يُشَدُّ به رأسُ القِربة.
(إيْهًا) بكسر الهمزة وسكون الياء: كلمة يُستدعَى بها.
قال صاحب "الغريب": هو تصديقٌ وارتضاءٌ، كأنه قال: صدقتَ، ورُوي:(إيْهٍ) بكسر الهاء والتنوين، كلمةُ استزادةٍ، ومعناه: زِدْنِي من هذا الكلام، وقد تأتي:(إيهًا) بمعنى: كُفَّ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: لأصيل الغفاري: "إيهًا أُصَيلُ"، أي: كُفَّ.
(والإلهِ) قسم.
(تلك شَكَاةٌ) قال السَّفَاقُسِي: يُضبَط بكسر الشين وفتحها، وهو الصحيح؛ لأنه مصدر شكا يشكو شَكَاةَ وشَكْوى وشِكَايةً.
(ظاهرٌ عنك عارُها)؛ أي: زائل.
قال الأصمعي: ظهرَ عنه العارُ: إذا ذهبَ وزالَ، أي: لا عارَ فيه على هذا الكلام، وهو مِصرَاعُ بيتِ الهُذَلِيِّ:
وَتلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكِ عَارُهَا
…
وَعَيَّرَهَا الوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا
* * *
5389 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ -خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ- أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، فَدَعَا بِهِنَّ فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ، وَتَرَكهُنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَالْمُتَقْذِرِ لَهُنَّ، وَلَوْ كُنَّ حَرَامًا مَا أُكِلْنَ عَلَى مَائِدَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا أَمَرَ بِأكلِهِنَّ.