الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واعلم أنَّ قراءة نافع، والكِسائي بالتَّنوين، والباقون بغير تنوينٍ، ووقَفوا عليه بالألف، ومنهم مَن يقِف عليه بدُونها، فعدَم تنوينه ظاهرٌ؛ لأنَّه صيغة مُنتَهى الجُموع، ومَن جوَّز تنوينَه فإما للتَّناسُب، لأنَّ ما قبلَه منوَّنٌ، وإما لأنَّ بعض العرَب يصرِف كلَّ ما لا ينصرِف؛ لأنَّ الأصل في الأسماء الصَّرْف.
(الغَبِيط) بفتح المعجمة، وكسر المُوحَّدة، وبالمهملة: شيءٌ يُشابِه المِحَفَّة، بكسر الميم، أو الهوْدَج.
* * *
77 - (وَالْمُرْسلَاتِ)
(سورة {وَالمُرسَلَاتِ} [المرسلات: 1])
وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {جِمَاَلَتٌ} : حِبَالٌ. {اركعُوا} : صَلُّوا لَا يُصَلُّونَ. وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لا ينطِقُونَ} ، {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ، {اليومَ نَخْتِمُ} ، فَقَالَ: إِنَّهُ ذُو ألوَانٍ: مَرَّةً يَنْطِقُونَ، وَمَرَّةً يُخْتَمُ عَلَيهِم.
قوله: (كالقصر) كذا ثبَت بسُكون الصَّاد، وإنما هو بفتحها، وكذا قيَّدَه صاحب "النِّهاية" وغيرُه، فإنَّها المَشهور من قراءة ابن عبَّاس، كأنَّه فسَّر قِراءته جمع: قَصَرة بالفتح، وهي أَعْناق الإبِل، والنَّخيل، وأُصول الشَّجَر.
قال ابن قتيبة: القَصر: البِناء، ومَن فتَح الصاد أَراد أُصول النَّخْل
المَقطوعة، ويُقال: أَعناق النَّخل، شبَّههما بقَصْر النَّاس، أي: أَعناقهم.
(جمالات) قال السَّفَاقُسي: يُريد: (جِمالات) بكسر الجيم، وقيل: بضمِّها: إبِلٌ سودٌ، واحدها: جِمالةٌ، وجِمالةٌ جمع: جَمَل، كحِجارة جمع؛ حجَر، فهو جمعُ الجمعِ.
قال الهرَوي: ومَن قرأَ (جُمَالات) -بضم الجيم- ذهب به إلى الحِبَال الغِلاظ التي يُشدُّ بها الجِسْر، والسُّفُن، وقال مجاهد في قوله تعالى:{حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]، هو حَبْل السَّفينة، وذكَر ابن فارس عن الفَرَّاء: أنَّ الجُمالات ما جُمع من الحِبال، فعلى هذا هو بضم الجيم في الأَصْل.
(اركعوا)؛ أي: صلُّوا، فهو من إطلاق الجُزء على الكُلِّ.
(لا ينطقون) لا يُنافي قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إلا أَنْ قَالُوا} [الأنعام: 23]، ونحو ذلك مما يقتَضي أنَّهم يَنطِقون؛ لأنَّ يوم القيامة مَواطِنُه مُختلفةٌ يُنطَق في بعضها، ولا يُنطَق في بعضها كما أجابَه به ابن عبَّاس.
* * *
4930 -
حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {وَالمُرسلَاتِ} ، وَإِنَّا لنتلَقَّاها مِنْ فِيهِ فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ، فَابْتَدَرنَاها فَسَبقَتْنَا فَدَخَلَتْ جُحرها، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وُقِيَتْ
شَرَّكم، كمَا وُقِيتُم شَرَّها".
4931 -
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا يحيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ بِهذَا.
وَعَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مِثْلَهُ.
وَتَابَعَهُ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ حَفْصٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَد.
قَالَ يَحيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.
4931 / -م - حَدَّثَنَا قتيْبَةُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَا نَحنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَارٍ إِذْ نزَلَتْ عَلَيْهِ: {والمرسلات} ، فتلَقَّيْنَاها مِنْ فِيهِ وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِها إِذْ خَرَجَتْ حَيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمُ اقْتُلُوها"، قَالَ فَابْتَدَرناَها فَسَبقَتْنَا، قَالَ: فَقَالَ: "وُقِيَتْ شَرَّكم، كمَا وُقيتُم شَرَّهَا".