الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: وَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ.
4952 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنهالٍ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، قَالَ: أَخْبَرَني عَدِيٌّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاء رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ فَقَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي إحدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {تقويم} : الْخَلْقِ.
قوله: (يدانون)؛ أي: يُجازُون.
(فما يكذبك) إلى قوله: (ومن يقدر) قال السَّفَاقُسي: كأنَّه جعَل (ما) لمَنْ يَعقِل، وهو بعيدٌ.
قال (ش): يَجوز ذلك في المُبهم أَمرُه نحو: {مَا فِي بَطنِي مُحرَّرًا} [آل عمران: 35].
الحديث فيه ظاهرٌ.
* * *
96 - {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
(سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق:1])
4952 / -م - وَقَالَ قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّاد، عَنْ يَحيَى بْنِ عَتِيقٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: اكْتُبْ فِي الْمُصحَفِ فِي أَوَّلِ الإمَامِ: بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، وَاجْعَلْ بَيْنَ السّورتيْنِ خَطًّا. وَقَالَ مُجَاهِدٌ:{نَادِيَه} : عَشِيرَتَهُ {الزَّبَانيَةَ} : الْمَلَائِكَةَ. وَقَالَ {الرُّجْعَى} : الْمَرجِعُ. {لَنَسْفَعًا} :
قَالَ: لَنأخُذَنْ، وَ {لَنَسْفَعَنْ} بِالنُّونِ، وَهْيَ الْخَفِيفَةُ، سَفَغتُ بِيَدِهِ: أخذتُ.
قوله: (في أول الإمام)؛ أي: أوَّل القُرآن، أي: اكتُب في أوَّله البَسملةَ فقط، ثم اجعَلْ بين كلّ سُورتَين خَطًّا علامةً للفاصِلة بينهما، وهذا مَذْهب حمزة من القُرَّاء السَّبْعة.
قال الدَّاوُدي: إنْ أرادَ خَطًّا مع بسم الله الرَّحمن الرَّحيم فحسَنٌ، وإنْ أرادَ خَطًّا وحدَه؛ فليسَ كذلك.
قال الزُّبَير: قلتُ لعُثمان: لِمَ لم تَكتُبوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بين الأَنْفال وبَراءة؟، فقال: ماتَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولم يُبيِّنْه، وأشكَلَ علينا.
فإن قيل: ما وجْه تَخصيص البُخاري هذا الكلام بهذه السُّورة، وما وَجْه تعلُّقه بها؟
قيل: لمَّا قال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق:1] أَشعَر بأنَّه يبدأُ كلَّ سُورةٍ باسمِ الله، فأَرادَ أنْ يُبيِّن أن الحسَن قال: إذا ذُكر اسم الله في أوَّل القُرآن كان عامِلًا بمقتضَى هذه الآية.
(ناديه)؛ أي: أهلَ نَادِيهِ.
(الزبانية: الملائكة)؛ أي: ملائكة العَذاب الغِلاظ الشِّداد.
(الخفيفة) قُرئ أيضًا بالمشدَّدة.
* * *
4953 -
حَدَّثَنَا يَحيَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَن عُقَيْلٍ، عَنِ ابنِ شِهابٍ.
حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، أَخْبَرَنا أبو صَالحٍ سَلْمَويهِ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونس بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرني ابْنُ شِهابٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْح، ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلَاءُ فَكَانَ يَلْحَقُ بِغَارِ حِرَاءٍ فَيتحَنَّثُ فِيهِ -قَالَ: وَالتَّحَنُّثُ: التَّعَبُّدُ- اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَيتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيتزوَّدُ بِمِثْلِها، حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ وَهْوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا أَنَا بِقَارِئٍ"، قَالَ:"فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغِ مِنِّي الْجُهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذنِي فَغَطَّنِي الثَّانيِةَ حَتَّى بَلَغِ مِنِّي الْجُهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} " الآيَاتِ، إِلَى قَوْلهِ:{عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ، فَرَجَعَ بِها رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ:"زَمِّلُوني زَمِّلُوني"، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، قَالَ لِخَدِيجَةَ:"أَيْ خَدِيجَةُ: مَا لِي، لَقَد خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي"، فَأَخْبَرَها الْخَبَرَ، قَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، فَوَاللهِ إِنَّكَ لتصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ
الْمَعدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نوائِبِ الْحَقِّ، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أتتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نوفَلٍ، وَهْوَ ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيها، وَكَانَ امرَأً تنصَّرَ فِي الْجَاهِلِيةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ، وَيَكْتُبُ مِنَ الإنْجيلِ بِالْعَرَبِيّة مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: يَا عَمِّ! اسْمَع مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، قَالَ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أخَي! مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ وَرَقَةُ: هذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى، لَيْتَنِي فِيها جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا، ذَكَرَ حَرْفًا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَوَمُخْرِجِيَّ هُم؟ "، قَالَ وَرَقَةُ: نعم، لَمْ يَأتِ رَجُلٌ بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا أُوذِيَ، وَإِنْ يُدرِكنِي يَوْمُكَ حَيًّا أَنْصُرْكَ نصرًا مُؤَزَرًا، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفي، وَفترَ الْوَحيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
4954 -
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شِهابٍ: فَأَخْبَرَني أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحيِ، قَالَ فِي حَدِيثِهِ:"بَيْنَا أَنَا أمشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعتُ بَصَرِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَفَرِقْتُ مِنْهُ فَرَجَعتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُوني زَمِّلُوني"، فَدَثَّرُوهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَهْيَ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَ أَهْلُ الْجَاهِليةِ يَعبُدُونَ، قَالَ: ثُمَّ تتابَعَ الْوَحيُ.