الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - بابٌ التَّيَمُّن فِي الأَكلِ وَغَيْرِه
(باب التيمُّن في الأكل وغيره)
قوله: (وقال عمر بن أبي سَلَمة) تقدَّم وصلُه قريبًا في (باب التسمية على الطعام).
5380 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا شُعْبةُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي طُهُورِه وتَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ. وَكَانَ قَالَ بِوَاسِطٍ قَبْلَ هَذَا: فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ.
(أخبَرَنا عبدُ الله) هو ابن المبارك.
(ترجُّله) هو تمشيط الشَّعر.
(وكان) القائل ذلك هو عبد الله بن المبارك، أي: كان شعبة قال ببلد واسط في الزمان السابق: (في شأنِه كلِّه)، أي: زاد هذه الكلمةَ، وقال بعض المشايخ: القائل بواسط هو أشعث.
* * *
6 - بابُ مَنْ أَكلَ حَتَّى شَبِعَ
(باب مَن أكَلَ حتى شبعَ)
5381 -
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخْرَجَتْ خِمَارًا لَهَا، فَلَفَّتِ الْخُبْزَ بِبَعْضِهِ، ثُمَّ دَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَذَهَبْتُ بِهِ، فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجدِ وَمَعَهُ النَّاسُ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ " فَقُلْتُ: نعمْ، قَالَ:"بِطَعَامٍ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: نعمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ مَعَهُ:"قُومُوا"، فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْم! قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، وَلَيسَ عِنْدَنَا مِنَ الطَّعَامِ مَا نُطْعِمُهُمْ. فَقَالَتِ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأقْبَلَ أَبُو طَلْحَةَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى دَخَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هَلُمِّي يَا أُمَّ سُلَيْم! مَا عِنْدَكِ"، فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأمَرَ بِهِ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمِ عُكَّةً لَهَا فَأدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأذِنَ لَهُمْ، فَأكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأذِنَ لَهُمْ، فَأكلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثُمَّ خَرَجُوا، ثُمَّ أَذِنَ لِعَشَرَةٍ، فَأكَلَ الْقَوْمُ كلُّهُمْ وَشَبِعُوا، وَالْقَوْمُ ثَمَانُونَ رَجُلًا.
الحديث الأول:
(دسَّتْه) من: دَسَستُ الشيءَ: إذا أَخفيتُه، وسبق الحديث مراتٍ في (هجرة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم).
(هَلُمِّي)؛ أي: هاتِي وأَحْضِرِي.
(أُمّ سُلَيم) اسمها: الرُّمَيصاء، وقيل: سهلة، وقيل غير ذلك.
(عُكَّة)؛ أي: وعاء السَّمن.
(شَبِعُوا) قال بعضهم: أي: شِبَعهم المعتاد، وهو أن الثلثَ للطعام، والثلثَ للشراب، والثلثَ للنفس.
* * *
5382 -
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَحَدَّثَ أَبُو عُثْمَانَ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ " فَإِذَا مَع رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَم يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"أَبَيعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ -أَوْ قَالَ-: هِبةٌ؟ " قَالَ: لَا، بَلْ بَيعٌ، قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ، فَأمَرَ نبَيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَوَادِ الْبَطْنِ يُشْوَى، وَايْمُ اللهِ! مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةٍ، إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَهَا لَهُ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا قَصْعَتَيْنِ فَأكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى الْبَعِيرِ. أَوْ كَمَا قَالَ.
الثاني:
(حدث أبو عثمان أيضًا) فائدة قوله (أيضًا): الإشعارُ بأن سليمانَ والدَ مُعتمِر قال: حدثني عن أبي عثمان، وحدثني أبو عثمان أيضًا عبد الرحمن، وأبو عثمان هذا هو النَّهْدِي.
(مُشْعَانٌ) بضم الميم وسكون المعجمة وبمهملة وشدة النون، وقيل بكسر الميم: الطويل في الغاية، وقيل: طويلُ الشَّعر مُنتفِشُه ثائره.
(عَطِيَّة)؛ أي: هدية.
(بسَوَاد البطن) هو الكبد.
(حَزَّ) بمهملة وزاي، أي: قطعَ، وسبق في (الهبة) في (باب قَبُول هدية المشركين).
* * *
5383 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا وُهَيبٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: تُوُفي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَ شَبِعْنَا مِنَ الأَسْوَدينِ التَّمْرِ وَالْمَاءِ.
الثالث:
(حين شبِعْنَا) ظرفٌ كالحال، معناه: ما شبِعْنَا قبلَ زمانِ وفاتِه، تعني: كنا مُتقلِّلين من الدنيا زاهدين فيها.